توقيت القاهرة المحلي 21:43:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فارق الشكل لا المضمون

  مصر اليوم -

فارق الشكل لا المضمون

بقلم - سليمان جودة

عندى سؤال: هل هناك فارق بين الساسة الغربيين الذين يغضون البصر عن الإبادة الإسرائيلية فى قطاع غزة، وبين شعوبهم التى تتظاهر هناك رفضًا للإبادة نفسها؟.

بالتأكيد هناك فارق فى الشكل، لأنك لا يمكن أن تساوى بين الطلاب الغاضبين فى الجامعات الأمريكية، وبين الإدارة الأمريكية التى لا تجد أى حرج فى أن ترسل المساعدات الإنسانية إلى المنكوبين فى القطاع بإحدى يديها، ثم ترسل السلاح إلى إسرائيل باليد الأخرى لتقتل به المنكوبين أنفسهم.. لا يمكن.. فالفارق نراه ونرصده بالعين المجردة.

وما يقال عن الولايات المتحدة يقال عن عواصم أوروبا التى خرجت المظاهرات فى شوارعها وجامعاتها ترفض الإبادة وتطلب وقف الحرب، والتى لم تشهد سياسيًا واحدًا يأخذ فى المقابل موقفًا جادًا.. وأنا أقصد بالطبع الموقف العملى لا الشفوى، لأنه ما أسهل الكلام الذى يشجب ويدين.. غير أن هذا كله فارق فى الشكل لا فى المضمون.. فارق فى الظاهر لا فى الجوهر.. فارق على السطح لا فى العمق.. حتى ولو كنا طبعًا نشكر للطلاب مواقفهم الرافضة، وللرأى العام موقفه الثائر الغاضب.

الفارق يظل كذلك، لأن هذا الرأى العام هو نفسه الذى جاء بهؤلاء الساسة إلى الحكم، وهو الذى أتى بتلك الحكومات إلى مقاعدها.. هو الذى اختار هؤلاء الساسة واحدًا من وراء واحد، وهو الذى اختار تلك الحكومات حكومةً من بعد حكومة.

ولا يمكن أن يختارهم ويأتى بهم، ثم يخرج متظاهرًا ضدهم، ثم يطلب منا فى النهاية أن نصدقه وأن نقول إنه كرأى عام شىء، وأن هؤلاء الساسة وتلك الحكومات شىء آخر مختلف.. هناك مسافة بين الشيئين لا شك.. ولكنها مسافة شكلية وليست مسافة فى الأصل ولا فى الأساس.

والمؤكد أن هؤلاء الساسة الساكتين عن الحق كانوا ذات يوم طلابًا فى الجامعات، وليس من المستبعد أن يكونوا قد خرجوا مثل طلاب اليوم فى مظاهرات يرفضون الحروب فى أوقاتهم وينددون ويشجبون، فلما صاروا فى مواقع المسؤولية اختلف الأمر تمامًا كما نرى.

ثم إن علينا أن نلاحظ أن الذين يتظاهرون فى الشوارع والجامعات يطلبون وقف الحرب، لا عودة الحق لأصحابه فى فلسطين.. والمعنى أن التعاطف من جانبهم إنسانى لا سياسى.. تعاطف مع الفلسطينى فى غزة لأنه ضعيف أمام الوحش الإسرائيلى، لا لأنه صاحب حق يجب أن يعود.. وهذا فارق آخر من بين فروق الشكل عن المضمون.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فارق الشكل لا المضمون فارق الشكل لا المضمون



GMT 10:20 2024 الجمعة ,24 أيار / مايو

«شرق 12»... تعددت الحكايات والحقيقة واحدة!

GMT 10:17 2024 الجمعة ,24 أيار / مايو

المحافظ في اللجنة

GMT 10:14 2024 الجمعة ,24 أيار / مايو

جائزة رباب حنفي

GMT 02:16 2024 الجمعة ,24 أيار / مايو

الرئيس المثالي

GMT 01:47 2024 الجمعة ,24 أيار / مايو

إيران... قَدَر رئيسي وقَدَر النظام

سلمى أبو ضيف تطل كالعروس على السجادة الحمراء في "كان"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 14:59 2024 الخميس ,23 أيار / مايو

نصائح لتزيين المنزل بالنباتات الصناعية
  مصر اليوم - نصائح لتزيين المنزل بالنباتات الصناعية

GMT 10:01 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 17:24 2018 السبت ,02 حزيران / يونيو

المقاصة يتعاقد مع عمر بسام لمدة 4 مواسم

GMT 23:12 2021 الخميس ,14 كانون الثاني / يناير

مريم ابنة المطرب الراحل عامر منيب تعلن وفاة جدها

GMT 10:22 2016 الجمعة ,22 كانون الثاني / يناير

رانيا فريد شوقي تستكمل تصوير مسلسل"الأستاذ بلبل وحرمه"

GMT 20:41 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة بسيطة لتحضير سلطة الشمندر والجرير

GMT 20:24 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

العداءة الإماراتية إلهام بيتي تواجه اتهامات باستخدام منشطات

GMT 15:01 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تعلن رسميًا فتح سوقاً جديدا للموالح في دولة فيتنام

GMT 00:01 2023 الإثنين ,23 كانون الثاني / يناير

روما يتخطى سبيزيا بثنائية في الدوري الإيطالي

GMT 15:50 2022 الأربعاء ,28 كانون الأول / ديسمبر

إيه فيه أمل!

GMT 13:28 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

أفكار لتنسيق الصندل مع الأزياء المختلفة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon