توقيت القاهرة المحلي 12:45:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فى حياته.. ومماته!

  مصر اليوم -

فى حياته ومماته

بقلم-سليمان جودة

أغرب فصال من نوعه، هو الفصال الذى يدور هذه الأيام بين الولايات المتحدة الأمريكية من جانب، وبين دول أوروبا كلها من جانب آخر!.

أما موضوعه، فهو ٨٠٠ أوروبى كانوا على مدى السنين الماضية قد انضموا إلى «تنظيم الدولة الإسلامية فى أرض الشام والعراق» الشهير بتنظيم داعش.. وقد ظل يمارس إرهابه فى منطقته وفى خارجها، إلى أن تمكن التحالف الذى تقوده أمريكا من محاصرته أخيراً فى المنطقة الواقعة شرق سوريا!.

هذه المنطقة تسيطر عليها قوات عسكرية مدعومة من واشنطن اسمها «قوات سوريا الديمقراطية»، وتضم عناصر كردية وعربية، وهى التى تمكنت من احتجاز هذا العدد من الأوروبيين، الذين كانوا قد قاتلوا فى صفوف التنظيم، وقت أن كان قوياً ومسيطراً وصاحب نفوذ فى مكانه!.

وقد زالت دولته المزعومة وانهارت جغرافياً، واستطاعت قوات سوريا الديمقراطية احتجاز هذا العدد ومعه ٧٠٠ زوجة و١٥٠٠ طفل، وجميعهم محجوزون فى مخيمات النازحين فى الشرق السورى!.

ويريد الرئيس الأمريكى دونالد ترمب من دول أوروبا أن تتسلم المقاتلين والزوجات والأطفال، ويهدد بإطلاقهم جميعاً إذا لم تبادر كل دولة أوروبية باستقبال العدد الذى يخصها ويحمل جنسيتها.. ولكن دول أوروبا فى المقابل تناقش فى الموضوع وتفاصل، ولا يجمع بينها رأى واحد فى القضية التى يتحداها بها ترامب، والرأى الغالب لدى الحكومات الأوروبية، هو أن الذين ارتكبوا جرائم من بين هؤلاء المقاتلين لابد من محاكمتهم فوق الأرض التى ارتكبوا الجرائم عليها!.

ولم يصل الطرفان إلى حل بعد، وتحذر القوات التى تحتجزهم من إمكانية فرارهم، لو أن تركيا نفذت تهديداتها بشن غارات على المواقع التى يتواجدون فيها!.

ومن بين الزوجات المحتجزات زوجة بريطانية شابة اسمها شميمة بيجوم من أصل بنجلاديشى، كانت قد هاجرت إلى مواقع التنظيم من أربع سنوات، وكانت وقتها فى سن الـ ١٥، وتزوجت من داعشى هولندى، وأنجبت منه طفلين ماتا تحت القصف، ثم أنجبت طفلاً ثالثاً قبل أسبوع، وناشدت حكومة بلادها السماح لها بالعودة، دون إشارة إلى شىء يفيد تمسكها أو عدم تمسكها بأفكارها الداعشية المتطرفة، فكان رد الحكومة المفاجئ أنها جردتها من جنسيتها البريطانية!.

والنتيجة أن أوروبا تجد نفسها أمام ٣٠٠٠ قنبلة مختلفة الأحجام والأوزان، وهى قنابل تتنوع ما بين داعشى مقاتل شرب أفكار التنظيم وكان يقاتل فى سبيلها، وما بين زوجة لداعشى مؤمنة بأفكاره ذاتها، وأخيراً هذا العدد الكبير من الأطفال الذين هُم فى حاجة إلى عملية تأهيل تعيدهم إلى الحياة الطبيعية!.

وإذا كانت القضية المعروضة أمامنا قضية أمريكية أوروبية، تدور وقائعها فوق أرض عربية، فالسؤال هو: أين ذهب الدواعش العرب؟، وكيف جرى فرز الأوروبيين بالذات من بينهم؟، وهل خرجوا من سوريا والعراق، وإذا كانوا قد خرجوا.. فإلى أين؟!.. الواضح أن «داعش» كان مشكلة كبرى فى حياته، وأنه يمثل مشكلة ضخمة فى مماته!.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فى حياته ومماته فى حياته ومماته



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 00:34 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

غوارديولا يحذر السيتي وآرسنال من مصير ليفربول
  مصر اليوم - غوارديولا يحذر السيتي وآرسنال من مصير ليفربول
  مصر اليوم - أحمد حلمي يكشف أسباب استمرار نجوميته عبر السنوات

GMT 10:05 2017 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

الثروة الحقيقية تكمن في العقول

GMT 13:33 2019 الثلاثاء ,12 آذار/ مارس

أفكار بسيطة لتصميمات تراس تزيد مساحة منزلك

GMT 00:00 2019 الأحد ,17 شباط / فبراير

مدرب الوليد يُحذِّر من التركيز على ميسي فقط

GMT 12:26 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

تدريبات بسيطة تساعدك على تنشيط ذاكرتك وحمايتها

GMT 20:58 2019 الإثنين ,07 كانون الثاني / يناير

مؤشر بورصة تونس يغلق التعاملات على تراجع

GMT 16:54 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

"اتحاد الكرة" يعتمد لائحة شئون اللاعبين الجديدة الثلاثاء

GMT 15:16 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة "الكهرباء" تستعرض خطط التطوير في صعيد مصر

GMT 19:26 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أمن الجيزة يكشف عن تفاصيل ذبح شاب داخل شقته في منطقة إمبابة

GMT 22:47 2018 الجمعة ,31 آب / أغسطس

أمير شاهين يكشف عن الحب الوحيد في حياته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon