توقيت القاهرة المحلي 12:13:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من غزة إلى القدس!

  مصر اليوم -

من غزة إلى القدس

القاهرة - مصر اليوم

 حذرت صحيفة «هاآرتس» من أن إسرائيل يمكن أن تنزلق إلى مواجهة عسكرية فى قطاع غزة رغم أنها لا تسعى الآن إلى هذه المواجهة ولا تريدها لأسباب عديدة، أهمها أنها لم تستكمل بعد جهودها فى إقامة عائق مسلح تحت الأرض يمنع وصول الأنفاق إلى الأراضى الإسرائيلية، فضلا عن أن هناك شكوكاً قوية فى أن تكون حماس راغبة فى هذه المواجهة الآن، تأكيدا لحرصها على إنجاح جهود المصالحة الفلسطينية بعد إعلان الرئيس الأمريكى ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة للدولة الفلسطينية فى 6 ديسمبر الماضى .

وأكدت صحيفة «هاآرتس» أيضا أن إسرائيل تعود اليوم لتزويد قطاع غزة بالكهرباء التى توقفت عن تزويدها قبل 6 أشهر لتضيف هذه الخطوة ساعتين إضافيتين إلى 4 ساعات يحصل عليها القطاع فى اليوم الواحد بما يخفف من سوء الأوضاع فى القطاع، وذلك بناء على طلب من الرئيس الفلسطينى محمود عباس، وتعتبر عودة الكهرباء إلى مستوياتها القديمة واحدة من أهم آثار المصالحة الوطنية بين فتح وحماس.

ورغم إطلاق 45 صاروخا وقذيفة هاون من داخل قطاع غزة على المستوطنات اليهودية القريبة من حدود غزة، نرنيم وسيدروت، التزمت إسرائيل ضبط النفس وعدم تصعيد المواجهة لسببين أساسيين، أولهما أن تنظيم الجهاد الإسلامى فى قطاع غزة هو الذى أطلق الصواريخ وليس الجناح العسكرى لحماس الذى لايزال يؤكد التزامه بالمصالحة الوطنية، ويعلن عزمه على الاستجابة لمطالب فتح وتسليم أدوات السلطة فى القطاع والمضى قدماً فى توحيد أجهزة الأمن بعد أن تسلمت السلطة معبر رفح بالكامل، وثانيها أن صواريخ الجهاد التى سقط معظمها داخل أراضى المستوطنتين نرنيم وسيدروت لم يكن لها أثر يذكر على سكان المستوطنتين باستثناء صافرات الإنذار والعدو تجاه المخابيء والغرف الحصينة.

والواضح أن حماس تبذل غاية جهدها كى تلجم تنظيم الجهاد وبعض المنظمات الصغيرة وقف إطلاق النار، إلا أن الجهاد كثيرا ما يرفض الاستجابة لمطالب حماس إرضاء لكوادره العسكرية، ويصبح الرد الإسرائيلى عملا محتملا، وهذا ما حدث أخيرا عقب إطلاق تنظيم الجهاد عددا من قذائف الهاون أعقبها إطلاق إسرائيل عددا من الصواريخ استهدفت نفقا ثانيا تحت الأرض يقيمه تنظيم الجهاد ليصبح عدد الأنفاق التى دمرتها إسرائيل ثلاثة أنفاق فى غضون شهرين ونصف الشهر، والواضح أيضاً أن إسرائيل تؤثر الآن عدم التوسع فى عملياتها العسكرية داخل القطاع قبل أن تستكمل جهودها فى إقامة عائق مسلح فى باطن الأرض يمنع وصول الأنفاق إلى أراضيها، ويقلل من فرص الوصول المفاجيء إلى أى هدف إسرائيلي، وعلى خلفية هذا الموقف تستمر الجهود المصرية أملا فى تحقيق المصالحة بين حماس وفتح وردم الانفصال الجغرافى والعقائدى الذى فصل بين غزة والضفة الغربية .

صحيح أن رئيس الوزراء بنيامين نيتانياهو يكره من أعماقه أن تتوحد الضفة وغزة من جديد، وتنجح المصالحة الفلسطينية فى أن تعيد قطاع غزة للدولة الفلسطينية إلا أنه لا يرغب فى أن تضبط إسرائيل متورطة فى إفشال مشروع المصالحة من خلال عملية تآمر مكشوفة .

وغاية ما تريده إسرائيل أن يبقى قطاع غزة معزولا عن الضفة سواء بقى إمارة إسلامية تحكمها جماعة الإخوان أو بقى قطاعاً منفصلاً يتولى المصريون إدارته، وهذا ما ترفضه مصر بصورة قاطعة، لأن دولة فلسطينية دون أن تكون القدس عاصمة لها ودون أن يكون قطاع غزة جزءا لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية مجرد مسخ مشوه لا معنى ولا كيان له .

وكما يكره بنيامين نيتانياهو رئيس وزراء إسرائيل، أن يصبح قطاع غزة جزءا من الدولة الفلسطينية يكتمل به حل الدولتين، ويرى ويعمل من أجل أن يكون قطاع غزة تحت إدارة مصر تتحمل مشكلاته ومسئولياته، بينما تنهب إسرائيل أرض الضفة قضمة قضمة وتحاصر القدس الشرقية بالمستوطنات، وتخلق فيها واقعا جغرافيا وثقافيا وسكانيا جديدا يعطى لإسرائيل كياناً آخر جد مختلف، يعمر بكنيسة القيامة والمسجد الأقصى وقبة الصخرة وآلاف الشواهد والآثار لم تكن أبدا جزءا من إسرائيل أو تاريخها، وشتان الفارق بين القدس الشرقية بدروبها الضيقة التى تنطق أحجارها بعبق تاريخها القديم وسحنات سكانها الذين ينتمون إلى الشرق وبين القدس الغربية المدينة اليدوية الصنع، لا تاريخ ولا ماض ولا أثر يذكر تبدو بلا طعم ولا لون ولا رائحة ولا تاريخ، بكل سحناتها المستوردة التى تغزو المكان .

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من غزة إلى القدس من غزة إلى القدس



GMT 01:42 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

التوريق بمعنى التحبير

GMT 01:38 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

مَن يحاسبُ مَن عن حرب معروفة نتائجها سلفاً؟

GMT 01:34 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

كيسنجر يطارد بلينكن

GMT 01:32 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

غزة وانتشار المظاهرات الطلابية في أميركا

GMT 01:29 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

من محمد الضيف لخليل الحيّة
  مصر اليوم - أحمد حلمي يكشف أسباب استمرار نجوميته عبر السنوات

GMT 10:05 2017 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

الثروة الحقيقية تكمن في العقول

GMT 13:33 2019 الثلاثاء ,12 آذار/ مارس

أفكار بسيطة لتصميمات تراس تزيد مساحة منزلك

GMT 00:00 2019 الأحد ,17 شباط / فبراير

مدرب الوليد يُحذِّر من التركيز على ميسي فقط

GMT 12:26 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

تدريبات بسيطة تساعدك على تنشيط ذاكرتك وحمايتها

GMT 20:58 2019 الإثنين ,07 كانون الثاني / يناير

مؤشر بورصة تونس يغلق التعاملات على تراجع

GMT 16:54 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

"اتحاد الكرة" يعتمد لائحة شئون اللاعبين الجديدة الثلاثاء

GMT 15:16 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة "الكهرباء" تستعرض خطط التطوير في صعيد مصر

GMT 19:26 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أمن الجيزة يكشف عن تفاصيل ذبح شاب داخل شقته في منطقة إمبابة

GMT 22:47 2018 الجمعة ,31 آب / أغسطس

أمير شاهين يكشف عن الحب الوحيد في حياته

GMT 00:49 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

أيتن عامر تنشر مجموعة صور من كواليس " بيكيا"

GMT 04:18 2018 الثلاثاء ,05 حزيران / يونيو

اندلاع حريق هائل في نادي "كهرباء طلخا"

GMT 22:56 2018 السبت ,02 حزيران / يونيو

فريق المقاصة يعلن التعاقد مع هداف الأسيوطي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon