توقيت القاهرة المحلي 02:49:24 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما يمكن أن نقوله فى فضيحة الملاعب

  مصر اليوم -

ما يمكن أن نقوله فى فضيحة الملاعب

وائل عبد الفتاح

١- إنها فى النهاية لعبة، مكسب وخسارة، وليست أول هزيمة كبيرة، هُزم المنتخب المصرى من السعودى ٥-صفر قبل سنوات قليلة جدًّا وفى عز زهوة الانتصارات الإفريقية. ٢- الصدمة لم تكن فقط بفعل الهزيمة الثقيلة أو ابتعاد حلم المونديال مسافات واسعة، لكنها بفعل انهيار ذكر الكثيرين بالنكسة فى يونيو ١٩٦٧. ٣- استحضار النكسة كاشف عن عقلية حربية كامنة فى التعامل مع الرياضة، وهى نزعة ليست خاصة بالمصريين، ولا بالدول الفاشلة، فالبرازيل سيدة العالم الكروية حتى فى أثناء احتلالها مقرًّا دائمًا فى الدول الفقيرة، ولم يتغيّر الوضوع بعد انتعاش ما سمى اقتصاديًّا «التجربة البرازيلية». ٤- هذه النزعة تتطرف فى دول الاستبداد أو الدول التى تتعامل مع الشعوب بأنها جيش كبير، تربّيه على كتالوجها، فيصبح الرياضى مقاتلًا حقيقة لا مجازًا من أجل بطولة أو ميدالية، وهنا يظهر مجانين يسيرون بالعلاقة إلى مداها الأخير، فيعتقد صدام فريقه الكروى بعد خسارة فى إحدى البطولات. ٥- وفى حكايتنا الكروية لن ينسى تاريخ الكرة المشير عبد الحكيم عامر الذى كان يعتبر الزمالك كتيبته الخاصة، يعتقل ويخطف كل مَن يعطّل مسيرتها إلى الفوز المظفر. ٦- لا فصل هنا بين الكرة والسياسة (كما يدعو بمثالية ويقين صديقى المخرج والسيناريست محمد فريد أحد أهم مراجعى الكروية)، لأنه طالما لعبة يتداخل فيها عقل جماعى، وجمهور كبير وبزنس، أين ستكون السياسة أقرب من ذلك، وكما أن لحضور السياسة ثقل الطغاة المجانين، فإن فوز فرنسا بمونديال ١٩٩٨ تحت قيادة زين الدين زيدان، أسهم فى تحريك توازن الأقليات المسلمة بعد صعود مخيف لليمين الهوياتى/العنصرى، كما أن تأسيس النادى الأهلى كان جزءًا من عملية استقلال طويلة، والحكايات هنا لن تنتهى عن سحر مارادونا فى الملاعب ردًّا على الاستعراض الاستعمارى البريطانى ضد الأرجنتين فى حرب الفوكلاند.. ٧- المشكلة هنا ليست فى علاقة الكرة بالسياسة، ولكن فى استبدال الكرة بها، والمثال الواضح هنا حكم مبارك، أكبر درس فى حكم الشعوب عبر غرف لاعبى الفريق وتحويل الفرح بالانتصارات الكروية إلى بديل عن بناء دولة حقيقية، والأهم تحويل كل ذلك إلى جزء من الكعكة الموزعة على العصابة الملحقة بالقصر.. ٨- ولأنه لن يتوقف الاستمتاع باللذة المختفية فى دوران تلك القطعة من المطاط.. فإن ما حدث فى كوماسى يمكن أن يغلق تلك المرحلة من حياة الملاعب تحت سيطرة مفاهيم عقيمة، تتعامل مع الوصول للمونديال بمنطق الموقة التى لا تستحق التفكير أو المحاسبة، المهم إرضاء الجماهير أو تسكين غضبها لا إكمال مشوار المتعة إلى نهايته، كل هزيمة ليست سقوطًا عسكريًّا ولا نكسة بالتعبير المصرى، ولكن إعادة بناء وتمهيد طريق المواهب والكفاءات وتخليص اللعبة من العصابة ضيقة الأفق عابدة المصالح. ٩- التفكير فى بلاد لا تعبد سلطتها يكون باتجاه استمرار المتعة، والبحث عن فرحة الجمهور المتيّم باللعبة وسحرتها.. ١٠- تغيير العقل لا المدرب.. ربما تكون بداية الخروج من نفق الكرة الحربى. ١١- تبقى ملاحظة، تشجيع المنتخب المصرى ليس دليل وطنية، إنه غرام باللعبة، ومن شروط الغرام تشجيع فريقك، هذه متعة اللعبة، وممكن أن لا تحب اللعبة أو لا تشعر بالمتعة، هذا عادى تمامًا، لكن تتعب نفسك وتركّز وتسافر لكى لا تلعب أو تستمتع، فهذا ما يجب أن يفحصه الطب الحديث. نقلاً عن "التحرير"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما يمكن أن نقوله فى فضيحة الملاعب ما يمكن أن نقوله فى فضيحة الملاعب



GMT 02:31 2024 الأحد ,19 أيار / مايو

هذا ليس والدك

GMT 02:27 2024 الأحد ,19 أيار / مايو

احذروا... آخر الحروب وأقساها

GMT 02:24 2024 الأحد ,19 أيار / مايو

«إعلان البحرين»... والتفاؤل الواقعي

GMT 02:16 2024 الأحد ,19 أيار / مايو

من أجل الكويت

GMT 00:36 2024 الأحد ,19 أيار / مايو

ما العمل؟.. لدينا ما نعمله طبعاً

GMT 22:01 2024 السبت ,18 أيار / مايو

القمة والأمل الذي لا شِفاءَ منه!

اختيارات النجمات العرب لأجمل التصاميم من نيكولا جبران

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 13:25 2024 السبت ,18 أيار / مايو

استلهمي ألوان واجهة منزلك من مدينة كانّ
  مصر اليوم - استلهمي ألوان واجهة منزلك من مدينة كانّ

GMT 03:31 2015 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

منظمة "الصحة العالمية" تحذر من تناول اللحم المقدد

GMT 00:50 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو عبد الحق يفوز برئاسة النصر وقائمته تكتسح الانتخابات

GMT 18:00 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

يجب أن تستبدل هذه التجهيزات الأساسية في المطبخ

GMT 07:55 2021 الثلاثاء ,07 أيلول / سبتمبر

سعر الدولار اليوم الثلاثاء 7-9-2021 في مصر

GMT 09:52 2021 الأربعاء ,04 آب / أغسطس

وائل جسار يؤجل حفله في بغداد بسبب كورونا

GMT 14:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : علي خليل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon