توقيت القاهرة المحلي 12:12:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مرشد الحرب

  مصر اليوم -

مرشد الحرب

وائل عبد الفتاح

لم يعد لدى الإخوان إلا العنف ومزيدٌ من العنف الجماعة أصبحت أسيرة «الإرهاب» منذ اجتماع الصالة المغطاة الشهير، وفى أيام «رابعة» الأخيرة خرج الاعتصام من سيطرة القيادة التقليدية للإخوان ليقوده «جناح العنف» إلى منطق «نحن فى السلطة لا مزيد» هكذا يعبر اختيار محمود عزت مرشدا مؤقتا على طبيعة المرحلة فى الجماعة، هو رمز «النواة الصلبة» للعنف أو القطبيين (المنتمين لأفكار سيد قطب). هم قادة «الحرب» بينما كان الشطار قادة زمن السلم والصفقات الشطار هم الجزء الخفيف الأكثر قدرة على الحركة، أو الإمكانية على تكوين مراكز أخرى ليست بثقل القطبيين لكنها تمثل بما يملكه خيرت من إمكانيات «رجل فى السوق» قدرات هائلة على الحركة وشغل الفراغ الممكن خفة الشطار تشبه سوق التجار الذين يتحركوا فيه، تقوم على المنافسة والرغبة فى الاستحواذ والاحتكار.. واستعراض العضلات هذه العقلية ترى النظام السياسى فى: سوبر ماركت (يوفر احتياجات الطبقة الوسطى من استهلاك غذائى) وشركة أوراق مالية (تدير الوفرة المالية، المتراكمة من التجارة والتوكيلات) فى المقابل هناك النصف المخلص لفكرة سيد قطب محمود عزت (مرشد الحرب) هو القوة الخفية للقطبيين. رجل الظل، محرك الأحداث من وراء ستار إلى آخر أوصاف الوضع المعقد فى جماعة الإخوان المسلمين. قوة محمود عزت كشفت الأكثر تأثيرا فى غياب الشاطر، والصراع بينهما مؤثر إلى درجة كبيرة فى جماعة تدار بهيراركية تقترب من الكهنوت السرى. من أين قوة عزت؟ تبدو هى قوة الاستغناء، الرجل الأقرب من منصب المرشد لا يريده. وهذا يمنحه حق توزيعه لمن يشاء أو يرى أنه الأنسب لتنظيم عاش ٨٠ سنة تقريبا، وما زالت نواته الأصلب فى القلب. نواة تطرد الجديد وتحوله إلى قشور تتطاير عند أول صدام كما حدث مع «تيار الانفتاح» الذى كشفت آخر انتخابات مكتب الإرشاد أن وزنه النسبى أقل من أن يتحول إلى رقم فى معادلة الجماعة تركيبة مكتب الإرشاد هى حصيلة انتصار التيار القديم المسمى بـ«الحرس الخاص» نسبة إلى التنظيم السرى المسلح الذى تكون فترة الأربعينيات فى الجماعة وأعلنت أنها حلته بعد ١٩٥٤ قوة التنظيم فى قديمه.. وسر الجماعة فى نواتها الصلبة، لا فى محاولات تطويرها لتقترب من موديل الأحزاب المسيحية فى أوروبا أو فى الأحزاب الإسلامية الحاكمة فى تركيا محمود عزت هو المحرك الذى لا يعمل وحده.. لكنه يحافظ على سر الجماعة... جماعة إعادة تربية المجتمع على كتالوج وضعه حسن البنا ومجموعة المؤسسين الأوائل فى ١٩٢٨.. تأثرًا بالأحزاب الفاشية الصاعدة فى أوروبا أو بالمناخ الذى أفرزها بعد الثورة الصناعية وطرح أسئلة الهوية بعنف وقوة الجماعة عادت إلى نواتها الأولى/ العنف فى مقابل مجتمع الجاهلية الذى يرفضها، هذا هو معنى اختيار محمود عزت الذى يبدو أنه قائد المعركة الأخيرة ومعه قطاع من القادة الميدانيين، يربطون القيادة السرية بالكتل التنظيمية التى وصلتها الآن مشاعر الهزيمة، لكنها تريد فى الوقت نفسه أن تدخل حرب النفس الأخيرة مرشد الحرب، ماذا سيفعل بعد أن اصطاد الأمن مرشد زمن الصفقات؟  

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مرشد الحرب مرشد الحرب



GMT 06:37 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

يعقوب يكتب مذكراته

GMT 06:34 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

اعترافات ومراجعات (53).. مذكرات مجدي يعقوب

GMT 06:31 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

الهدنة المؤقتة

GMT 06:29 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

عصام الشماع موهبة قهرها الزمن!!

GMT 06:26 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

ماذا يقرأ المتظاهرون؟!

GMT 06:23 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

حياة غالية وأخرى فالصو

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

البلدية جاية

GMT 02:24 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

المنطقة و«اللمسات الأخيرة»

GMT 15:42 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع
  مصر اليوم - اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع

GMT 19:21 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد الكرة يشكل لجنة ثلاثية لمتابعة شؤون اللاعبين

GMT 11:47 2019 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

وفاة والد الفنانة سهر الصايغ

GMT 20:10 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرارات جمهورية للرئيس السيسي

GMT 22:11 2019 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

طارق يحيى يؤكد أن مرتضى منصور شخصية طبية وودودة

GMT 11:20 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

بيومي فؤاد يصور فيلمه الجديد "بكرة" في الزمالك

GMT 15:35 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

"أبل" تدرس نقل أعمالها في الصين إلى دول آسيوية

GMT 10:34 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

أسعار العملات العربية اليوم الأربعاء 19-6-2019

GMT 07:26 2019 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

تسريحات شعر من وحي نادين نجيم في "خمسة ونصف"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon