توقيت القاهرة المحلي 17:39:24 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إلى أين سيذهب المماليك الإخوانية؟

  مصر اليوم -

إلى أين سيذهب المماليك الإخوانية

مصر اليوم

مَن هؤلاء؟ كان هذا سؤال الجمعة وما بعدها. من هؤلاء الذين وقفوا فى جمعة رابعة يدافعون عن المرسى بكل ما لديهم من مخزون الخلطة التى فقدت فاعليتها: دافع عن السلطة بالدين.. واطلق على حكمك اسم الإسلام.. واستخدم هتاف «لبيك يا رسول الله»، لتدافع عن رئيس فاشل.. مرفوض.. وتخيّل حكام الكهوف السرية أنهم بتحويل المعركة بين مرسى والثورة إلى معركة بين مسلمين وكفار أو بين الإسلام وكارهيه.. ستجعلهم ينتصرون؟ جماهيرهم المخدوعة بالشعارات أكدت أنهم غرباء.. متشابهون كأنهم قبيلة أو طائفة.. متشابهون لا يعبّرون عن تنوع إنسانى وثقافى ودينى واجتماعى. هم قادمون من عالم افتراضى يدافعون عن أحقيتهم فى احتلال الهيكل المتداعى لدولة تحتضر منذ أكثر من أربعين عامًا. يدافعون عن حقّهم فى وراثة المماليك العسكرية؟ جماهير رابعة.. هم أتباع مماليك إخوانية يعلنون أنهم خائفون على فرصتهم «وهم أبناء الفرصة الأخيرة» فى غزو دولة هى ليست سوى هيكل فارغ لدولة تُدار بمنطق العصابة.. الأجهزة الأمنية هى ذراع الحاكم وقبضته، أما المؤسسات فهى إقطاعيات يوزّعها على مماليكه. دولة مماليك بكل أجهزتها.. البقاء فيها للأقوى.. وصاحب السمع والطاعة. المماليك لا دولة لهم.. ولكن مساحات نفوذ.. والسياسة هى الصراع على هذه المساحات.. والإنجازات تتم وفق رغبات المنتصر فى تخليد اسمه لا فى إقامة دولة.. ولا بناء مؤسسات محترمة. المماليك هم حشود من عبيد دافعوا عن العروش وزادت سيطرتهم إلى أن سيطروا على العروش نفسها. وهذا ما يجعل العرش أو الحكم هو الهدف الأسمى الذى من أجله تشيد الإنجازات أو تبذل النفقات من أجل ترويض الشعب لكى لا يثور. هذه الدولة تقوم على اليأس والرعب. ينشرون اليأس بأن المماليك لا نهاية لهم.. وليس لدى الدولة سوى مماليكها.. هم أكبر من كل المؤسسات التى تبدو مبنى بلا معنى.. فلا البرلمان ولا القضاء ولا الرئاسة حتى يمكنها أن تبنى وجودها بعيدًا عن سيطرة المماليك. والرعب صنعته المذابح والجرائم التى لم يحاسب عليها أحد وتمت حماية المجرمين رغم ثبوت الجريمة. الضحايا وحدهم فى مواجهة دولة تعلن سطوة مماليكها. والضحايا بجسارتهم المدهشة يواجهون وقاحة المماليك وأتباعهم من منافقين وخدم وقطاعين طرق. هم ورثة مبارك، بل هم مبارك حين يتم استنساخه فى عشرات النسخ، كائنات صنعت من مواد الانحطاط، لا تخجل من جهلها وغلظتها وتتفاخر بفضائحها بعد أن تجمّلها بقشور الأخلاق والقيم النبيلة. لم يفهم الإخوان أن هذا شعب خاض تجربة تغيير حاكمه وكسر جبروته.. وهى خبرة لا تضع فى الفراغ، وعلى اختلاف علاقتهم بالثورة «معها أو ضدها» فهم يتعاملون بمنطق الثورة «أن المجتمع/الشارع حشر أصابعه فى سبيكة السلطة.. لم يعد متفرجًا ولا يمكنه الاستسلام لمن يسلم الحكم لعصابة جديدة». المماليك الإخوانية محدودو النظر، كما لم يتوقع أشد معارضيهم، إلى درجة أوصلتهم إلى الدرجة صفر، وهى الاحتماء بأمريكا، الراعى الدولى للديكتاتوريات/ذات الوجه الديمقراطى، وها هى السفيرة باترسون تدافع بكل ما تملك من قوة عن مشروعها فى شركة الحكم التى تمهد الأرض للماليك الإخوانية للنجاح فى مقابل الحفاظ على المواقع القديمة لمؤسسة المماليك العسكرية. إلى متى سيسمح لباترسون بالدفاع عن شركتها؟ ومَن سيخرج منتصرًا من سقوط هذه الشركة؟ نقلاً عن جريدة "التحرير"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إلى أين سيذهب المماليك الإخوانية إلى أين سيذهب المماليك الإخوانية



GMT 07:51 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

«عيد القيامة» و«عيد العمال»... وشهادةُ حقّ

GMT 07:48 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

فقامت الدنيا ولاتزال

GMT 07:45 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

حاملو مفتاح «التريند»

GMT 07:42 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

متى يفيق بايدن؟!

GMT 07:39 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

ممنوعات فكرية

GMT 03:11 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

الدولة

GMT 03:08 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

مسألة الديمقراطية وسياسات التثوير

GMT 03:06 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

معركة خطرة وشيكة في السودان

GMT 20:19 2020 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

انطلاق بطولة المدارس الأولي للكرة النسائية في مصر

GMT 10:43 2020 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

هاشتاغ ستاد القاهرة للرجال فقط يتصدر تويتر

GMT 00:51 2020 الخميس ,30 كانون الثاني / يناير

موسكو تستضيف مهرجان مسرحي للصم بحضور فنانين من 9 دول

GMT 11:08 2019 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

رئيس الزمالك يهاجم الأهلي بعد التعاقد مع محمود كهربا

GMT 20:37 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

مديحة يسري وخلافها مع محمد فوزي بسبب قبلة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon