توقيت القاهرة المحلي 18:01:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سلاح النكتة القاسية!

  مصر اليوم -

سلاح النكتة القاسية

عماد الدين أديب

هناك سؤال دائماً يطرح نفسه بقوة في المجتمع المصري: من هو المصدر الذي يصنع النكتة؟ الشعب المصري شعب خفيف الظل، أدمن اطلاق النكات على حكوماته وعلى شخصياته العامة كوسيلة للتعبير النفسي والسياسي عن مواقفه من الأحداث وأبطالها. وفي مصر هناك سوق تباع فيه النكات!نعم، صدق أو لا تصدق، هناك عدة مقاهٍ يأتيك رجل على هيئة بائع متجول لا يحمل في يده شيئاً ملموساً يبيعه لك وحينما تسأله: «أنت تبيع إيه»؟ يرد قائلاً: أنا بابيع نكت يا باشا؟ وحينما تحاول أن تتذاكى وتستظرف عليه وتسأله: وماذا لو لم تعجبني النكتة؟يقول لك: «رجعها يا باشا وخذ واحدة ثانية بدالها». ساعتها تضحك وحينما تضحك يقول لك: «ودي أول نكتة انت اشتريتها مني»!النكتة هي السلاح السري والترمومتر الذي يكشف بالضبط مدى رضا أو استياء الرأي العام حول ما يدور حوله من أحداث أو انطباعاته عن اداء المسؤولين. وعقب حرب 1967 وحدوث الهزيمة العسكرية وضياع سيناء والجولان والقدس زادت كمية النكات القاسية حول الاوضاع في البلاد وكانت بمثابة الأسواط القاسية التي جلدت المجتمع المصري في مرحلة ما بعد الهزيمة وضياع الأرض. ومنذ أن تولت جماعة الاخوان المسلمين مقاليد الحكم عقب فوز رئيس منتخب منها لمقعد الرئاسة والخلاف المستحكم مع المعارضة، زادت كمية النكات القاسية حول الجماعة والرئاسة بشكل فيه نوع من محاولة الاقلال من قدر الحكم لإظهار الاعتراض على الأوضاع. والمتابع للحوارات والدردشات على مواقع الانترنت والفيسبوك سوف يلاحظ ازدياد وتيرة ونسبة ودرجة السخرية العالية في الشهور الاخيرة.وكثيراً ما تحدث اشتباكات لفظية بين الساخرين من جماعة الاخوان وأعضاء الجماعة الذين يعتبرون أن هذا سلاح سياسي يستخدم للانتقاص من «الجهود المخلصة للجماعة في بناء نهضة مصر» على حد قولهم. والنكتة على الإنترنت لا حدود لها، ولا سقف لمدى الحرية فيها، ولا يمكن السيطرة على المفردات والألفاظ المكتوبة. وفي كثير من الاحيان تكون النكتة جارحة للغاية بل تدخل في نطاق السب والقذف الذي يعاقب عليه القانون، ولكن ماذا يفعل أي نظام مع مئات بل آلاف «التغريدات» او «النكات» القاسية الجارحة التي تظهر على صفحات الانترنت؟الاجابة: نكتة على الإنترنت هي سلاح لا سلاح مضاد له ولا وسيلة للوقوف أمامها إلا بقبول الأمر الواقع. اقرأ سخرية الآخرين منك واضحك واستمتع نقلاً عن جريدة الشرق الأوسط!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سلاح النكتة القاسية سلاح النكتة القاسية



GMT 06:37 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

يعقوب يكتب مذكراته

GMT 06:34 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

اعترافات ومراجعات (53).. مذكرات مجدي يعقوب

GMT 06:31 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

الهدنة المؤقتة

GMT 06:29 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

عصام الشماع موهبة قهرها الزمن!!

GMT 06:26 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

ماذا يقرأ المتظاهرون؟!

GMT 06:23 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

حياة غالية وأخرى فالصو

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

البلدية جاية

GMT 02:24 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

المنطقة و«اللمسات الأخيرة»

GMT 15:42 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع
  مصر اليوم - اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع

GMT 19:21 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد الكرة يشكل لجنة ثلاثية لمتابعة شؤون اللاعبين

GMT 11:47 2019 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

وفاة والد الفنانة سهر الصايغ

GMT 20:10 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرارات جمهورية للرئيس السيسي

GMT 22:11 2019 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

طارق يحيى يؤكد أن مرتضى منصور شخصية طبية وودودة

GMT 11:20 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

بيومي فؤاد يصور فيلمه الجديد "بكرة" في الزمالك

GMT 15:35 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

"أبل" تدرس نقل أعمالها في الصين إلى دول آسيوية

GMT 10:34 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

أسعار العملات العربية اليوم الأربعاء 19-6-2019

GMT 07:26 2019 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

تسريحات شعر من وحي نادين نجيم في "خمسة ونصف"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon