توقيت القاهرة المحلي 13:24:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«الخلية» الدليل ضد الجماعة

  مصر اليوم -

«الخلية» الدليل ضد الجماعة

بقلم : عبد الرحمن الراشد

لأن السلطات الكويتية سمّت الخلية المقبوض عليها هناك «إخوانية» و«إرهابية» صارت شأناً مهماً، ولو تم القبض على «الخلية الإخوانية» في السعودية أو الإمارات أو البحرين أو مصر أو الأردن أو معظم دول المنطقة لجوبهت الرواية بالتشكيك والاستنكار. «إخوانية» وفي الكويت هي قصة مهمة، فلا يشكك كثيرون في الرواية الكويتية، ولا في كفاءة الأمن الكويتي، ولا في سلامة إجراءاته التحقيقية والقضائية.
لا توجد دوافع عدائية أو كيدية، فالكويت واحة آمنة ومتسامحة مع «الإخوان»، كتيار وجمعيات وإعلام.
صارت «خلية الكويت» مثل مسدس الجريمة المفقود، أهم دليل بحوزة حكومات المنطقة في الحرب على الجماعة، خصوصاً أن المقبوض عليهم أعضاء جماعة إخوانية مصرية في جريمة اغتيال النائب العام المصري السابق المستشار هشام بركات، في يونيو (حزيران) 2015. فقد دأبت الجماعة المصرية على رسم صورة لنفسها أنها سلمية وديمقراطية لكن تتهم بأنها تمارس العنف جماعات متفرعة عنها تحت مسميات مختلفة. «الإخوان» كجماعة، وليس بالضرورة كفكر سياسي، حركة دينية فاشية تؤمن بعمق بحقها في الحكم، وتنافس للوصول إليه ضمن مفهوم الحق والباطل. ووجود قلة من مفكري «الإخوان» يؤمنون بالتعايش مع التيارات الأخرى لا ينفي فاشية الجماعة، ولا ينفي سطوة الحزب على أتباعه، والقلة المعتدلة أصوات دائماً تقوم بتجميل صورتها.
في سعيها للسلطة، تقدم الجماعة نفسها مرجع الإسلام بتفسيراته المسيسة. وعلى مدار ثمانية عقود تحاول بلوغ الحكم، فالجبهة المتفرعة عن «الإخوان» في السودان فشلت في الانتخابات ولجأت إلى العسكر ودبّرت الانقلاب الذي حكموا به السودان ثلاثين عاماً، بالبطش والمجازر. وهناك «حماس»، أيضاً فرع إخواني، شُملت في الانتخابات الفلسطينية بإصرار من إدارة الرئيس الأميركي حينها بيل كلينتون، على أمل تأهيل مشروع السلطة الفلسطينية ديمقراطياً، تحكم غزة كميليشيا منذ 13 سنة. كما جربوا في مصر في أعقاب «الربيع العربي». لم يدم حكمهم طويلاً، ووسط الفوضى اتُّهمت الجماعة ببناء نظام مشابه لإيران. وفي إيران نموذج إخواني، لكنه شيعي، يقوم على نظام ولاية الفقيه. أطول تجارب الحكم الدينية وأعنفها في منطقتنا. طهران ملهِمة لـ«الإخوان» العرب، تلتقي وترتبط بهم تاريخياً. هل المشكلة في العرب أم في المنطقة العربية المجبولة على الحكم الديكتاتوري؟ لا، «الإخوان» في دول أوروبا تنظيم يقوم على السيطرة. الجماعة أصبحت تحت مجهر الأجهزة الأمنية الأوروبية، ومصدر الخوف سعيها لتوجيه الآلاف من المسلمين من مواطني أوروبا سياسياً بنفس الفكر المتطرف المعادي للآخر. عمل تنظيمي لا يختلف كثيراً عن نشاطاتهم في الدول العربية باستهداف الأجيال وتوجيههم فكرياً، وجمع التبرعات، والسيطرة على الأحياء من خلال المساجد والخدمات الاجتماعية، وبناء واجهات تجارية للتهرب من القوانين المحلية والرقابة المصرفية. وقد بدأت عمليات تفكيك كبيرة لها في فرنسا وسويسرا وبلجيكا نتيجة التحقيقات الأمنية. وفي الولايات المتحدة، التي هي أقل تحملاً لطروحات «الإخوان» من أوروبا، عقدت، الأسبوع الماضي، سلسلة جلسات في الكونغرس للاستماع والتحاور بشأن جماعة «الإخوان»، استُدعي إليها عدد من الباحثين في المراكز الفكرية والجامعات.
وما «خلية الكويت» إلا مجرد الدليل على شكوك واسعة، تعرفها صالونات السياسة العالمية. وتدريجياً، يفقد «الإخوان» الصورة التي رسموها لأنفسهم، كحركة ديمقراطية، إسلامية معتدلة الطرح والممارسة، وأنها خيار الحكم الإسلامي البديل للجهادية، «داعش» و«القاعدة»، وأنها الأقرب للغرب من السلفية والعسكر. والذي يقلق الغرب أسلوب «الإخوان» في الوصول إلى الحكم، باستخدام المنهج السياسي الغربي، بالعمل من أسفل الهرم، لكن ليس للتنافس بل ببناء تيار شعبي يفرضه مع ادّعاء شرعية الدين وشرعية الشعب والشارع. لكنّ هناك حالتين يمكن أن تقلقا العالم من وصول «الإخوان» إلى الحكم في الدول الرئيسية إقليمياً مثل مصر، النازية في ألمانيا التي وصلت إلى الحكم عبر الانتخابات ثم استولت على كل الحكم، والحالة الأخرى هي إيران الخمينية التي وصلت للحكم عبر الشارع ثم استولت عليه وحكمته بالفكر المتطرف والحديد والنار. خطاب «الإخوان» السياسي يطرح الجماعة كخيار أفضل من المتاح، أفضل من العسكر والجماعات الجهادية، وهذا ليس صحيحاً، بل أخطر لأنه يجمع بين الاثنين، الانضباط والآيديولوجيا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الخلية» الدليل ضد الجماعة «الخلية» الدليل ضد الجماعة



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:13 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

مقتل مراسل عسكري لصحيفة روسية في أوكرانيا
  مصر اليوم - مقتل مراسل عسكري لصحيفة روسية في أوكرانيا

GMT 18:31 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

آندي روبرتسون يخوض لقائه الـ150 مع ليفربول أمام نيوكاسل

GMT 06:47 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد نهاية الجولة الـ 13

GMT 02:10 2020 الخميس ,10 كانون الأول / ديسمبر

7 أسباب تؤدي لجفاف البشرة أبرزهم الطقس والتقدم في العمر

GMT 22:29 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

أحمد موسى يعلق على خروج الزمالك من كأس مصر

GMT 11:02 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرّف على أعراض التهاب الحلق وأسباب الخلط بينه وبين كورونا

GMT 03:10 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

زيادة في الطلب على العقارات بالمناطق الساحلية المصرية

GMT 22:14 2020 الجمعة ,18 أيلول / سبتمبر

بورصة بيروت تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 12:08 2020 الثلاثاء ,21 إبريل / نيسان

خسائر خام برنت تتفاقم إلى 24% في هذه اللحظات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon