توقيت القاهرة المحلي 10:27:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من الأردن إلى باب المندب

  مصر اليوم -

من الأردن إلى باب المندب

عبد الرحمن الراشد
بقلم - عبد الرحمن الراشد

اتسعتِ المعركةُ بينَ إسرائيلَ و«حماس» على مستويين، العنف والجغرافيا. هذه هي المرةُ الأولى التي يتحاربُ فيها الإسرائيليون والفلسطينيون بآلافِ المقاتلين، وجغرافياً صارَ النطاقُ أوسعَ، باستهدافِ أمنِ الأردن والبحرِ الأحمر وباب المندب، وأصبحت هناك جبهة جديدة.

هجماتُ الحوثيين تسبَّبت في نقلِ النزاع إلى مستوى جديد، ودفعتْ لتأسيسِ حلفٍ عسكريٍّ بحريٍّ من عشرين دولةً. وكانَ آخرُ مشروعٍ لحمايةِ المسارات البحرية، خلالَ حربِ العراق - إيران، بعد استهداف الناقلاتِ النفطيةِ الكويتية التي رفعتِ الأعلامَ الأميركيةَ عام 1987.

ففي الوقتِ الذي يتهرَّبُ فيه «حزبُ الله» في لبنان من المشاركة، وتحيّد سوريا نفسَها، يتمُّ الزجُّ بالحوثي في حربٍ جديدة. وجرَى استهدافُ الأردن بمحاولةِ زعزعةِ أوضاعه؛ إذ تصدَّتِ القواتُ الأردنية لميليشياتٍ مسلحةٍ عبرتِ الحدودَ على ظهرِ سياراتٍ قادمةٍ من السويداء السورية. ولا يوجد تفسيرٌ سوى أنَّ إيرانَ تهدّد بتعميمِ الفوضى داعيةً إلى وقفِ عمليةِ تدميرِ وكيليها، «حماس» و«الجهاد الإسلامي» في غزةَ، والمحافظة على استثمارِها الطويل فيهما.

التصعيد الإيراني متوقَّعٌ أن يتطوَّرَ مع إصرار إسرائيلَ على تصفيةِ «حماس»، وإعلانها أنَّها ماضيةٌ في هدفها، بغضِّ النظرِ عن الاعتراضاتِ الدولية، ومصيرِ رهائنها، واحتمال توسّع الحربِ على حدودها الشمالية مع لبنان.

وهذه هي المرة الأولى التي يصبحُ فيها البحرُ الأحمرُ جبهةً جديدةً، وقد تستمرُّ لسنواتٍ مقبلة، حتى لو انتهتْ حربُ غزة، ما لم يتم التعاملُ جماعياً مع مصدرِ التهديداتِ في الممر الملاحي الدولي.

الصورة صارت أكثرَ وضوحاً، فاستراتيجية طهران، باتخاذ الحوثي وكيلاً لها، لم تكن فقط للسيطرةِ على اليمن، وتهديدِ السعودية ودولِ الخليج الأخرى، بل أيضاً بلوغ بابِ المندب لتعظيمِ دورِها ونفوذِها الإقليمي. اليوم، إيران أصبحت على ثلاثةِ بحار، الخليج، والبحر الأحمر، والبحر المتوسط. وسبق لها أن جرَّبت إرسالَ سفنٍ حربيةٍ فردية إلى البحر الأحمر، استهدفت، من خلال زرع الألغام، الناقلات، إلا أنَّ الذراعَ العسكريةَ البحريةَ الطويلة لم تحقق نجاحاً، خاصةً بعد إسقاطِ نظامِ البشير في السودان، الذي كانَ يمنحُها مرافئه لاستخدامها. الآن، تتَّكل على صنعاءَ في القيامِ بالمهمة. أسطولُ التحالفِ الأميركي البحري، قد ينجحُ في وقفِ قرصنة الحوثيين للسفن، لكن بمقدور الحوثيين الاستمرار في تهديد الممر الملاحي بإطلاق الصواريخ من الشواطئ الغربيةِ اليمنية.

لا بدَّ أنَّ الأميركيين يدركون اليومَ حجمَ الخطأ الكبير الذي ارتكبوه عندمَا عرقلوا عملياتِ التحالفِ السعودي العسكري ضد الحوثي، آنذاك. فقد حَرمت واشنطن الرياضَ من الذخائر المهمة، وتوقَّفت عن مشاركتِها المعلومات العسكرية، وسمحت بتهديدِها بالملاحقات القانونية، وكافأ الرئيس بايدن الحوثي بعدم تثبيتِه في قائمة المنظمات الإرهابية. النتيجة، الميليشيا تهدّد من اليمن الملاحةَ الدولية. ومع أنَّ للسعودية أطولَ ساحلٍ على البحر الأحمر ويهمُّها حفظُ أمنِه والملاحة فيه، إلا أنَّها، أيضاً، ليس لها مصلحة في فتح جبهةِ الحربِ مع الحوثي ولا نقض التفاهماتِ الجديدة، الأمرُ الذي يضعُ عبئاً كبيراً على كاهلِ واشنطن للقيام بالمَهمَّةِ التي عرقلتها سابقاً.

استهدافُ الملاحةِ في البحر الأحمر هو عولمةٌ للصراع، ولا يقتصرُ ضررُه على إسرائيلَ ومصر، بل على المجتمع الدولي. سيرفع تكلفةَ التجارةِ على معظم أسواق دول العالم التي تبحر بين الصين وشرق وجنوب آسيا وإلى أوروبا والأميركيتين. من وراء التصعيدِ البحري، تعتقد إيران أنَّها ستعزّز موقفَها التفاوضي، مستفيدةً من موسم الانتخاباتِ الأميركية، الذي غالباً سيمتنعُ فيه الرئيس بايدن عن الدخولِ في مواجهاتٍ عسكرية. وهذا قد يؤدِّي إلى توسيعِ دوائرِ الصراع إقليمياً خلالَ الأشهر المقبلة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من الأردن إلى باب المندب من الأردن إلى باب المندب



أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt