توقيت القاهرة المحلي 10:11:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دم الشهيدة!

  مصر اليوم -

دم الشهيدة

بقلم - محمد أمين

اغتال العدو الصهيونى الصحفية الفلسطينية شيرين أبوعاقلة بدم بارد، دون حساب للمطبعين العرب.. السؤال: هل خدم التطبيع العربى القضية الفلسطينة، وهى المفترض أنها قضية العرب الأولى والمحورية؟.. وهل خفف التطبيع العربى «الضغط» على فلسطين؟.. أم أن إسرائيل تمادت تحت غطاء التطبيع فى قهر الشعب الأعزل؟.. لقد كانت إسرائيل تخشى الغضب العربى والمظاهرات العربية وتستحى قبل التطبيع.. ولكنها الآن أصبحت أكثر شراسة فى التعامل مع الفلسطينيين وتغولًا فى القدس والمسجد الأقصى، وأصبحت تقتحم الأقصى وتعتقل المصلين من داخل المسجد، لأنها لا تخشى مقاطعة ولا مظاهرات ولا حتى احتمالات الغضب!
الكارثة أن تل أبيب لم تعتذر حتى عن واقعة اغتيال شيرين أبوعاقلة، ولم تقم بإجراء تحقيق فى الحادث الذى تابعه الملايين، كما أن الجزيرة التى كانت تضع أسماء الصحفيين على شريط الأخبار لتطالب بدمائهم لم تفعل ذلك، ولم تطالب بدم شيرين أبوعاقلة، وأخشى أن تذهب الجريمة بلا حساب ولا عقاب، فى ظل صمت عربى مذهل، وفى ظل حالة من التراخى والتودد تجاه العدو الذى أصبح يُلقب أبناؤه بأبناء العم!.. وبقيت فلسطين وحدها تدين جريمة الاحتلال، وتندد به!

وقد كانت إسرائيل «تمثل» زمان أنها تُجرى تحقيقًا وتوقف إطلاق النار، وتوقف قتل المدنيين، عندما كانت تعمل حسابًا للغضب العربى، وكانت مكالمة واحدة من الرئيس الأسبق حسنى مبارك كفيلة بإعطاء تمام بانتهاء العمليات ووقف إطلاق النار!

مهما فعلت إسرائيل ستظل القدس العاصمة الأبدية لفلسطين، وإن راح العشرات فى سبيل هذه القضية، وبالمناسبة فإن شيرين أبوعاقلة ليست أول ضحية ولن تكون الأخيرة، ولكن حظها أن تسقط شهيدة فى زمن التطبيع العربى مع إسرائيل، فى الوقت الذى تنتهج فيه إسرائيل سياسة قتل المدنيين فى القدس بحق أبناء الشعب الفلسطينى ومقدساته وأرضه!

إنها السياسة التى تنتهجها تل أبيب منذ سنوات تجاه الصحفيين بهدف طمس الحقيقة وتزييف الواقع، بالتوازى مع عمليات تطبيع منظمة وممنهجة دون الاحتجاج على ذلك فى وجه المعتدين أبناء العم الجدد.. فهل اكتشفنا هذه العلاقة العائلية هذه الأيام فقط؟!

وأكاد أقول إن إسرائيل لم تحسب حسابًا لكل المهرولين تجاه التطبيع معها، ولم تعتذر حتى لترفع الحرج عنهم، فكأنهم لم يخدموا القضية كما قالوا.. وإنما حاولوا خدمة إسرائيل وحدها بكل أسف!

وتنسى حكومة تل أبيب أن «شيرين» عاشت وترعرعت فى القدس، وإن كان أصلها يرجع إلى بيت لحم.. وتنسى كذلك أن الأجيال التى عاشت فى القدس سوف تموت أيضًا من أجل القدس، دون أن تهنأ إسرائيل بالتطبيع أو تضع أقدامها فى القدس!.. لن تنجح إسرائيل فى محو هوية القدس بقتل كل أبناء القدس.. فالقصة ليست فى بقاء شيرين أو رحيلها، هناك مليون شيرين، فإذا ماتت شيرين فإن فلسطين لن تموت!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دم الشهيدة دم الشهيدة



GMT 01:42 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

التوريق بمعنى التحبير

GMT 01:38 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

مَن يحاسبُ مَن عن حرب معروفة نتائجها سلفاً؟

GMT 01:34 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

كيسنجر يطارد بلينكن

GMT 01:32 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

غزة وانتشار المظاهرات الطلابية في أميركا

GMT 01:29 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

من محمد الضيف لخليل الحيّة
  مصر اليوم - أحمد حلمي يكشف أسباب استمرار نجوميته عبر السنوات

GMT 10:05 2017 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

الثروة الحقيقية تكمن في العقول

GMT 13:33 2019 الثلاثاء ,12 آذار/ مارس

أفكار بسيطة لتصميمات تراس تزيد مساحة منزلك

GMT 00:00 2019 الأحد ,17 شباط / فبراير

مدرب الوليد يُحذِّر من التركيز على ميسي فقط

GMT 12:26 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

تدريبات بسيطة تساعدك على تنشيط ذاكرتك وحمايتها

GMT 20:58 2019 الإثنين ,07 كانون الثاني / يناير

مؤشر بورصة تونس يغلق التعاملات على تراجع

GMT 16:54 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

"اتحاد الكرة" يعتمد لائحة شئون اللاعبين الجديدة الثلاثاء

GMT 15:16 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة "الكهرباء" تستعرض خطط التطوير في صعيد مصر

GMT 19:26 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أمن الجيزة يكشف عن تفاصيل ذبح شاب داخل شقته في منطقة إمبابة

GMT 22:47 2018 الجمعة ,31 آب / أغسطس

أمير شاهين يكشف عن الحب الوحيد في حياته

GMT 00:49 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

أيتن عامر تنشر مجموعة صور من كواليس " بيكيا"

GMT 04:18 2018 الثلاثاء ,05 حزيران / يونيو

اندلاع حريق هائل في نادي "كهرباء طلخا"

GMT 22:56 2018 السبت ,02 حزيران / يونيو

فريق المقاصة يعلن التعاقد مع هداف الأسيوطي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon