توقيت القاهرة المحلي 06:32:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -
تعليق الدراسة الحضورية في تعليم المدينة المنورة اليوم بسبب الأمطار الغزيرة الكرملين يرحب بتحديث استراتيجية الأمن القومي الأميركي وحذف وصف روسيا بالتهديد المباشر عطل تقني يشل عمليات السفر في مطار بريطاني رئيسي والجهات المسؤولة توضح أن الخلل محلي إيرباص توضح أن تسليمات نوفمبر سجلت تراجعا بسبب خلل صناعي وأزمة جودة في خطوط الإنتاج المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً الرئاسة الفلسطينية تحذر من خطورة أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إصابة عدد من الفلسطينيين جراء قصف مدفعية الاحتلال الإسرائيلي على منطقة بيت لاهيا مقتل 79 مدنيا من بينهم 43 طفلا في هجوم بطائرة مسيرة استهدف كالوقي في جنوب كردفان قوات الدعم السريع تقول إن الجيش السوداني استهدف معبر أدري الحدودي مع تشاد بطائرات مسيرة تركية البنتاغون يعلن موافقة الخارجية الأمريكية على صفقة بيع مركبات تكتيكية متوسطة ومعدات إلى لبنان بتكلفة تتجاوز تسعين مليون دولار
أخبار عاجلة

مذكرات مبارك المحجوبة!

  مصر اليوم -

مذكرات مبارك المحجوبة

بقلم :عبد الله السناوي

بتكتم مطبق، كأنه سر دولة لا يجوز البوح به أو الإشارة إليه، دأب الرئيس الأسبق «حسنى مبارك» فى النصف الثانى من تسعينيات القرن الماضى، بدءا من عام (1996)، على تسجيل شهادته الخاصة عن سنوات حكمه.. متضمنة رؤاه ومكنونات صدره على ما شهدته مصر قبله من تحولات سياسية واجتماعية على عهدى «جمال عبدالناصر» و«أنور السادات».
كان قد مضى عليه خمسة عشر عاما رئيسا لمصر استطالت خمسة عشر عاما أخرى.
طرأت الفكرة على ذهن نجله الأصغر «جمال» فيما كان يطل على تجارب رؤساء أمريكيين عملوا على إنشاء مكتبات تحمل اسمهم وتحفظ وثائقهم وتاريخهم.
راقت الفكرة لـ«مبارك» فكلف مستشاره السياسى الدكتور «أسامة الباز» وضع تصور لما يمكن أن تكون عليه المذكرات المسجلة.
اختار «الباز» خبيرا فى مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بمؤسسة «الأهرام»، كفء وموثوق، هو الدكتور «أسامة الغزالى حرب»، لصياغة ما يطرح على الرئيس من أسئلة يتكفل بالإجابة عليها واحدا إثر آخر أمام الكاميرات دون أن يكون هناك محاور فى المكان.
صاغ المخطط الرئيسى وانتهت صلته بالتسجيلات، لكنه تكتم السر على مدى سنوات طويلة حيث طالبه الدكتور «الباز» ألا يحادث أحدا بشأنه، أيا كانت درجة قربه منه وثقته فيه.
فى مارس (2009) بدا الدكتور «أسامة العزالى حرب» مفاجئا تماما مما نشرته موسعا على صفحات جريدة «العربى» عن «مذكرات مبارك المحجوبة»، كان قد خرج من الحزب الوطنى ولجنة سياساته مستقيلا، ووقف على الجانب الآخر معارضا لمشروع «التوريث».
التكتم نفسه بدا أكثر تشددا فى الوزارة السيادية التى تولت المهام الفنية اللازمة لتسجيل مذكرات الرئيس، باستثناء إشارة عابرة فى حديث صحفى بعد ثورة «يناير».
التسجيلات استغرقت (18) جلسة، طالت بعضها إلى نحو (4) ساعات.
التكتم تمدد فى الزمن حيث لم يكن مسموحا فض أحراز التسجيلات، بما تضمنته من شهادات واعترافات، و«مبارك» على مقعده فى رئاسة الجمهورية، أو على قيد الحياة.
فى مذكراته المسجلة تحدث «مبارك» على سجيته يقول ما يطرأ له من خواطر دون تحسب لعباراته ووقعها على مستمعيه.
كانت تلك من طبائعه الشخصية فى أحاديث الغرف المغلقة.
تطرق بتوسع إلى أزمات وحروب شارك فى إدارتها، وشخصيات بارزة ــ من رؤساء وملوك وقادة عسكريين ومدنيين ــ عاصرها واقترب منها، عمل تحت قيادتها، أو عملت تحت قيادته.
تلك ملفات كاشفة لنظرة رأس الدولة فى أوقات أزمات وزوابع وحروب لم يعهد عنه الاقتراب منها فى خطابه المعلن، وطلبه ألا تبث المذكرات المسجلة فى حياته يوحى بخطورة بعض ما فيها.
لم يخطر ببال «مبارك»، وهو يسجل شهادته، أنه سوف يبقى على مقعده الرئاسى لفترة طويلة أخرى تزيد عن الفترة الأولى التى سجل شهادته عليها!
كما لم يخطر بباله أن تكون السنوات التالية الأكثر إثارة للأسئلة القلقة عن مستقبل الحكم بعده.
قد تساعد المذكرات المحجوبة ـ عند الإفصاح عن فحواها ـ على تفسير بعض ما جرى فى مصر أثناء حكمه الطويل.
القيمة التاريخية للمذكرات المحجوبة يحكم عليها عند النظر فيها، لكنها تتجاوز يقينا أية شهادات أخرى للرئيس الأسبق، أدلى بها لاعتبارات دعائية وقت حكمه، أو أثناء حملة الانتخابات الرئاسية عام (2005)، التى بدت مصطنعة ووراءها خبراء إعلان ودعاية.
«المذكرات المحجوبة» مضت فى اتجاه آخر، لرجل رأى فى النصف الثانى من تسعينيات القرن الماضى أن لديه ما يودعه للتاريخ، ولم يكن بوسعه أن يصرح به.. وهو على مقعد الرئاسة.
تصادف فى نفس اليوم، الذى أزيح فيه الستار لأول مرة عن «المذكرات المحجوبة»، أن وجد «مبارك» نفسه محاطا بمجموعة من رؤساء تحرير الصحف المصرية على طائرة رئاسية فى رحلة عمل للخارج يسألونه عن صحة ما نشر ذلك الصباح، قال باقتضاب: «هذا صحيح».
لم يزد حرفا واحدا، كأن صاحب «المذكرات المحجوبة» يتعمد إضفاء مزيد من الغموض عليها.
اتسق ذلك الغموض مع عصر «مبارك» كله، فما هو خاف تحت السطح أكثر مما هو ظاهر عليه.
التاريخ لا يكتب على الهوى، أو بمقتضى الأحوال المتغيرة.
قبل أربعة شهور من رحيله قرر «مبارك» أن يطل على المصريين لآخر مرة مسجلا شهادته عن حرب أكتوبر، التى قاد سلاح الطيران خلالها، فى مقطع فيديو عبر منصة «يوتيوب».
أراد أن يذكر بدوره فى أكتوبر ويسجل روايته للأحداث والوقائع التى عاينها من موقعه، وهذا حق مكفول لكل الذين لعبوا أدوارا فى ميادين القتال، أو على مسارح السياسة حتى يستوفى التاريخ رواياته قبل أن يخضعها للبحث والتقصى والتدقيق وفق المناهج المستقرة.
لكل دور سياقه وطبيعته وحدوده التى لا يصح تجاوزها وإلا فإنها تسحب بغير حق من أدوار القيادات الأخرى.
على مدى سنوات طويلة اختزلت حرب أكتوبر دعائيا فى رجلين: «أنور السادات ــ بطل الحرب والسلام»، ثم «حسنى مبارك ــ بطل الضربة الجوية الأولى».
كان ذلك إجحافا بالقادة العسكريين الذين خططوا ودربوا وقاتلوا، وبعضهم سيرته لامست الأساطير، كما كان إجحافا ببطولات الجنود الذين قدموا من قلب الحياة المصرية وضحوا بحياتهم حتى يرفع البلد رأسه.
فى الفيديو الأخير أشار «مبارك» بأكثر من موضع إلى اسم الفريق «سعد الدين الشاذلى»، رئيس أركان القوات المسلحة فى حرب أكتوبر، وهو ما لم يفعله أبدا طوال سنوات حكمه!
تبنى مجددا وجهة نظر «السادات» فى الثغرة دون أن يأتى على ذكر فرية انهيار «الشاذلى».
أى بلد يحترم نفسه يحتاج إلى رد اعتبار تاريخه بالوثائق حتى يمكن التوصل إلى الحقيقة بما يحفظ سلامة الذاكرة الوطنية.
لا يمكن قراءة التاريخ بلا وثائق، وإلا فإنها انطباعات عامة أو انحيازات بغير أساس.
باليقين فإننا نحتاج إلى فتح الملفات كلها، الحروب والأزمات التى تتالت على مدى سبعين عاما، بما هو متوافر من وثائق وأوراق فى حوزة الدولة، بما فيها «مذكرات مبارك المحجوبة».

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مذكرات مبارك المحجوبة مذكرات مبارك المحجوبة



GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 14:44 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

بريجيت ماكرون تلتقي الباندا "يوان منغ" من جديد في الصين
  مصر اليوم - بريجيت ماكرون تلتقي الباندا يوان منغ من جديد في الصين

GMT 11:06 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:54 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تلامذة غزة يستأنفون الدراسة تحت الخيام وسط الدمار

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

القمر في منزلك الثاني ومن المهم أن تضاعف تركيزك

GMT 10:48 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 12:39 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحوت الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 03:34 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

استقرار سعر الذهب في الأسواق المصرية الثلاثاء

GMT 05:48 2013 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

كيلي بروك ترتدي ملابس ماري أنطوانيت

GMT 04:24 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أخبار البورصة المصرية اليوم الإثنين 4 أكتوبر 2021

GMT 15:13 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال يضرب سواحل إندونيسيا وتحذيرات من وقوع تسونامي

GMT 19:42 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

أربع محطات فنية في حياة مخرج الروائع علي بدرخان

GMT 13:07 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

فضل الله والماشطة يوضحان موقف عبدالله السعيد

GMT 06:20 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

مؤسس "غوغل" يكشف عن سيارة طائرة بنظام "أوبر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt