توقيت القاهرة المحلي 08:47:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -
عطل تقني يشل عمليات السفر في مطار بريطاني رئيسي والجهات المسؤولة توضح أن الخلل محلي إيرباص توضح أن تسليمات نوفمبر سجلت تراجعا بسبب خلل صناعي وأزمة جودة في خطوط الإنتاج المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً الرئاسة الفلسطينية تحذر من خطورة أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إصابة عدد من الفلسطينيين جراء قصف مدفعية الاحتلال الإسرائيلي على منطقة بيت لاهيا مقتل 79 مدنيا من بينهم 43 طفلا في هجوم بطائرة مسيرة استهدف كالوقي في جنوب كردفان قوات الدعم السريع تقول إن الجيش السوداني استهدف معبر أدري الحدودي مع تشاد بطائرات مسيرة تركية البنتاغون يعلن موافقة الخارجية الأمريكية على صفقة بيع مركبات تكتيكية متوسطة ومعدات إلى لبنان بتكلفة تتجاوز تسعين مليون دولار إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال الاتحاد الأوروبي يفرض غرامة 120 مليون يورو على «إكس» لمخالفته قانون الخدمات الرقمية
أخبار عاجلة

ما بعد محاولة اغتيال الكاظمى!

  مصر اليوم -

ما بعد محاولة اغتيال الكاظمى

بقلم: عبد الله السناوي

تبدت فى محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقى «مصطفى الكاظمى»، بالأجواء التى أحاطتها والطريقة التى جرت بها، صراعات على القوة والنفوذ وتفلتات سلاح قد تأخذ مداها إلى مواجهات دموية محتملة لا يمكن تجنب عواقبها الوخيمة.
الأوضاع السياسية الحالية لم يعد ممكنا أن تستمر، فقد تآكلت صلاحيتها إلى حدود يصعب إصلاحها.
فى اللحظة التى قصفت فيها طائرة مسيرة انطلقت من داخل الأراضى العراقية منزل رئيس الوزراء سقطت أية شرعية مدعاة، وأية هيبة للحكم، وفكرة الدولة نفسها.
فى بلد إرثه ماثل بالذاكرة العامة فإن استهداف «الكاظمى» ينبئ عن صراعات سلطة محتدمة ومستقبل غامض يلوح فى الأفق المأزوم.
كان استهداف حياة الرئيس العراقى الأسبق «عبدالكريم قاسم» فى (1959)، بطلقات رصاص أطلقتها مجموعة اغتيال من كوادر حزب «البعث»، ضمت رجلا صعد إلى نفس الموقع فيما بعد «صدام حسين»، تعبيرا عن صراعات سياسية وصلت ذروتها دون قدرة على حلحلتها.
فى ذلك اليوم الدموى أفلت «قاسم» من الموت، لكن نظامه أخذ يترنح رغم الاعتقالات والمداهمات وأحكام الإعدام التى صدرت دون أن تنفذ حتى جرى النيل منه هو نفسه بعد انقلاب عسكرى أطاحه فى (1963).
فى محاولتى الاغتيال كل شىء يختلف، العصر والرجال والتوجهات والوسائل، لكن ما يجمع بينهما قوة الرسالة إلى المستقبل، أن ما هو قائم لا يمكن أن يستمر.
بالتوقيت فإن محاولة اغتيال «الكاظمى» رافقت اصطدامات شوارع بين القوى الأمنية وجماعات من المحتجين ينتمون إلى فصائل مسلحة على خلفية نتائج الانتخابات التشريعية.
لم تثبت تهمة التزوير، أو التلاعب فى النتائج، ولا توافر دليل على تورط «الكاظمى» فى أية خروقات تؤثر على سلامتها، حسب السلطات القضائية حتى الآن.
استدعت الأجواء المشحونة عنفا غير مسبوق فى أية محاولات اغتيال سابقة، هذه المرة استخدمت طائرات مسيرة للنيل من حياة رئيس الوزراء، الطموح إلى تجديد ولايته، كأننا فى وقائع حرب لا سجال سياسى وقانونى حول النتائج الانتخابية.
لم يعد ممكنا تجاهل التناقض الفادح ما بين الاحتكام إلى صناديق الاقتراع واللجوء إلى للطائرات المسيرة فى تصفية حسابات السياسة وترهيب المنافسين لتغيير نتائج الانتخابات، أو منع تشكيل حكومة أغلبية وطنية خارج المحاصصات الطائفية.
بعد فشل محاولة اغتياله مباشرة أعلن رئيس الوزراء أنه يعرف الجهة التى ارتكبتها، لكنه لم يقدم على أى تصرف أو إجراء يثبت جديته فيما صرح به، فالعواقب غير مأمونة إذا ما اندفع إلى مواجهات غير محسوبة مع الفصائل المسلحة.
هو رجل استخبارات، قبل أن يكون رجل سياسة، يدرك أن الإقدام على أية مواجهات عسكرية تستدعى تحالفات سياسية أكثر رسوخا وإحكاما يصعب تصورها قبل تشكيل حكومة جديدة وفق نتائج الانتخابات التشريعية.
إذا ما أقدم على المواجهة الآن بلا سند سياسى يخسر مقدما حظوظه فى تجديد ولايته.
بقاء التوازنات السياسية الحالية مشروع فوضى مؤجلة والاندفاع إلى المواجهات مشروع فوضى عاجلة.
نحن نتحدث عن (67) فصيلا مسلحا، يشكلون هيئة «الحشد الشعبى»، تختلف بنية تسليحها ومستويات قوتها ودرجة تشددها أو انفتاحها على المكونات السياسية، بالإضافة إلى ميليشيات أخرى لها حضورها العسكرى بامتداد الخريطة العراقية بتنوعها المذهبى والعرقى.
بالتعريف القانونى فإن «الحشد الشعبى» قوات نظامية عراقية، جزء من القوات المسلحة، تأتمر بأوامر القائد الأعلى، الذى هو رئيس الوزراء، على ما ينص تشريع أصدره مجلس النواب بالأغلبية فى نوفمبر (2016).
المفارقة – هنا ــ أن رئيس الوزراء لا يقدر عمليا أن يجهر باسم الفصيل المسلح الذى تورط فى محاولة اغتياله، ويقول إنه يعرفه، فضلا عن أن يحاسبه قانونيا.
هذه أوضاع مرشحة للانفجار، الآن أو فى المستقبل المنظور، إذا لم تضبط العلاقات على قواعد قانونية وسياسية لها قوة الإلزام والاحترام.
«الحشد الشعبى» نشأ بفتوى «الجهاد الكفائى»، التى أصدرها آية الله «على السيستانى» المرجعية الدينية الأعلى فى النجف الأشرف عام (2014) لمواجهة قوات «داعش» التى وصلت فى ذلك الوقت إلى تخوم العاصمة بغداد.
باليقين فإن قوات «الحشد الشعبى» لعبت دورا جوهريا فى الحرب مع «داعش»، وارتكبت بالوقت نفسه أخطاء وخطايا فادحة فى مناطق السنة والأكراد.
هذه حقيقة مؤكدة على وجهيها الإيجابى والسلبى.
مبررات ودواعى «الجهاد الكفائى» انتفت تماما منذ دحر «داعش» وإعادة بناء الجيش والأجهزة الأمنية بصورة احترافية، غير أن «الحشد» بقى لاعبا سياسيا مسلحا له حساباته ومصالحه وارتباطاته الإقليمية.
نتائج الانتخابات أثبتت تراجع شعبيته بفداحة، فالأسباب التى استدعته لم تعد موجودة.
هناك شىء عميق فى بنية المجتمع العراقى يتغير، عبرت عنه انتفاضة الشباب التى جرت عام (2019)، ضد الفساد والبطالة وتردى الأوضاع الخدمية والصحية.
كانت تلك رسالة غضب أتت بـ«الكاظمى» رئيسا للحكومة فى العام التالى، لكن المهمة أثقل من أن يتحملها وحده، هو أو غيره، إذا لم تتوافر بنية توافقات عامة تمهد الطريق لتشكيل حكومة أغلبية وطنية خارج المحاصصات الطائفية، برئاسة «الكاظمى» أو غيره، على ما يدعو «مقتدى الصدر»، الذى حاز مرشحوه الأكثرية فى المجلس النيابى الجديد.
لا شىء سوف يمضى يسيرا فى العراق، الحسابات معقدة ومتداخلة، القوى الدولية والإقليمية تعيد حساباتها خشية انزلاقات غير محسوبة تضر بمصالحها الاستراتيجية.
كان مستلفتا ما كشفته الولايات المتحدة من دعم سياسى لرئيس الوزراء العراقى الحالى وإبداء الاستعداد للمساعدة فى أى تحقيقات تتقصى حقائق محاولة الاغتيال.
كان ذلك استطرادا فى سياساتها الاستراتيجية الجديدة بالقرب من انسحاب قواتها العسكرية المتوقع من العراق.
وكان مستلفتا بصورة أكبر ما سعت إليه إيران من زيارة قائد فيلق القدس التابع للحرس الثورى «اسماعيل قاآنى» إلى العاصمة بغداد، لمد الجسور مع «الكاظمى»، وتأكيد إدانتها لمحاولة اغتياله فضلا، وهذا هو الأهم، دعوة أنصارها فى الفصائل المسلحة إلى التهدئة وتقبل نتائج الانتخابات.
كانت تلك حسابات مصالح استراتيجية حاولت أن تتخفف من أى شكوك قبل الدخول إلى جولة جديدة فى مباحثات فيينا لإعادة إحياء الاتفاق النووى.
إذا لم تكن إيران متورطة بالتحريض على اغتيال «الكاظمى» فالمعنى أن هناك تفلتات سلاح قد تتكرر تاليا، إذا لم تحاسب الجهة التى أقدمت على استهدافه.
لا توجد قوة دولية أو إقليمية متداخلة فى الملف العراقى لها مصلحة الآن فى تفجير الوضع الداخلى، لكن لا أحد يضمن ما قد يحدث غدا إذا ما أفلتت الحوادث من عقالها بحماقات السلاح.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما بعد محاولة اغتيال الكاظمى ما بعد محاولة اغتيال الكاظمى



GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 18:51 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تقرير يكشف أن"غروك" يشارك معلومات حساسة لأشخاص عاديين
  مصر اليوم - تقرير يكشف أنغروك يشارك معلومات حساسة لأشخاص عاديين

GMT 06:13 2025 الثلاثاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الثلاثاء 02 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 23:59 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

هرمون الإستروجين والبروجسترون يؤثران على اللوزة الدماغية

GMT 10:54 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 22:58 2020 الخميس ,16 تموز / يوليو

إطلالة جذابة لـ هند صبري عبر إنستجرام

GMT 00:37 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ديكورات خارجية لمتعة الصيف حول المسابح

GMT 22:24 2022 الإثنين ,25 تموز / يوليو

باريس سان جيرمان يهزم غامبا أوساكا بسداسية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt