توقيت القاهرة المحلي 12:07:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -
عطل تقني يشل عمليات السفر في مطار بريطاني رئيسي والجهات المسؤولة توضح أن الخلل محلي إيرباص توضح أن تسليمات نوفمبر سجلت تراجعا بسبب خلل صناعي وأزمة جودة في خطوط الإنتاج المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً الرئاسة الفلسطينية تحذر من خطورة أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إصابة عدد من الفلسطينيين جراء قصف مدفعية الاحتلال الإسرائيلي على منطقة بيت لاهيا مقتل 79 مدنيا من بينهم 43 طفلا في هجوم بطائرة مسيرة استهدف كالوقي في جنوب كردفان قوات الدعم السريع تقول إن الجيش السوداني استهدف معبر أدري الحدودي مع تشاد بطائرات مسيرة تركية البنتاغون يعلن موافقة الخارجية الأمريكية على صفقة بيع مركبات تكتيكية متوسطة ومعدات إلى لبنان بتكلفة تتجاوز تسعين مليون دولار إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال الاتحاد الأوروبي يفرض غرامة 120 مليون يورو على «إكس» لمخالفته قانون الخدمات الرقمية
أخبار عاجلة

هزيمة بطعم دهر

  مصر اليوم -

هزيمة بطعم دهر

بقلم - سوسن الأبطح

خمسة أيام فقط، في يونيو (حزيران) 1967، كانت كافية لتستولي إسرائيل على سيناء والضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية ومرتفعات الجولان السورية. يقال إن الأمر انتهى في الساعات الثلاث الأولى. دمرت إسرائيل 400 طائرة مصرية، واتصل الجنرال وايتسمان، قائد القوات الجوية الإسرائيلية بزوجته، ليقول لها: «لقد انتصرنا». كل الأراضي الشاسعة التي احتلتها إسرائيل بعد ذلك، كانت نتيجة للغارات المباغتة الأولى التي كسرت الإرادة العربية.

قبل 1967 كان الشعور قوياً بأن إسرائيل مؤقتة. بن غوريون نفسه يوم إعلان الاستقلال، هرب إلى منزله في تل أبيب وكان يرتجف خوفاً ويعتقد أن الجميع سينتهي إلى القتل.

عانى يهود إسرائيل الأوائل الفاقة، والوقوف في طوابير المساعدات، وتعثّر الهجرة. مساحة صغيرة، وكيبوتسات اشتراكية، ونداءات بالتضحية والزهد والإيثار. قبل حرب يونيو كانت أزمة اقتصادية خانقة، وارتفاع قياسي للبطالة.

في هذه الأجواء، عمدت الحكومة الإسرائيلية، إلى تضخيم التهديدات العربية، والتأكيد لمواطنيها أنهم في خطر شديد، وأن الهجوم عليهم بات محتماً. وهو ما جعل بدء الحرب من قِبل إسرائيل مقبولاً، لا، بل ضرورياً. بعد الحرب بسنوات، اعترف قادة إسرائيل وبينهم إسحق رابين بأن القوات التي وضعها عبد الناصر في سيناء، لم تكن كافية للقتال، وأنه لم ينوِ الحرب، وأن الجيوش العربية من الضعف، بحيث لم تكن تشكل خطراً. وتحديداً لهذا السبب بادر الجيش الإسرائيلي بالهجوم منتهزاً الفرصة. كذبة صهيونية جديدة للاستيلاء على المزيد من الأراضي.

انتصار فاق التوقعات، حتى صوره المتدينون بأنه إلهي ومعجزة. لم يكن للقدس اعتبار كبير في نظر الصهاينة العلمانيين المؤسسين، ولولا اندفاعة الجيش لم يكن موشي ديان راغباً في الاستيلاء عليها. لكن مشهد المتشددين واحتفالهم بعودة المدينة القديمة إليهم وهم يقفون أمام حائط المبكى، جعلت أشد العلمانيين اليهود يتأثرون بهذا النصر المبين.

حرب تسببت بتحولات هائلة لإسرائيل والعرب معاً. ظهر جيل جديد من الصهاينة، يميل إلى مسيحانية دينية. لم تعد الديمقراطية هاجساً ولا الحرية موضوعاً. من هنا بدأت فورة بناء المستوطنات كأنها ضرورة بتواطؤ من موشي ديان، وبدعم من متطرفي حزب العمال، مقابل هدم ما أمكن من مخيمات اللاجئين الفلسطينيين للتخلص منهم.

نصر جلب لإسرائيل تنمية اقتصادية غير مسبوقة، حيث وصل النمو إلى أرقام قياسية، وسرعان ما ظهرت الصناعات المتطورة. انتعاش، شجع المزيد من الدياسبورا للهجرة إلى إسرائيل والمستثمرين للرهان على مستقبل اليهود في المنطقة. وفي السنوات الأخيرة قبل حرب غزة، اختنقت تل أبيب بالازدحام السكاني، وبدأ التمدد صوب الضفة، مما عجّل بأعمال العنف لاقتلاع أكبر عدد من الفلسطينيين.

لم تكن حرباً في 1967، حسب مؤرخة إسرائيلية، بل أشبه باستيلاء سلمي. إذ إن الجيوش العربية لم تقاتل فعلياً، ولم تفقد إسرائيل أكثر من 800 جندي. وأهل الضفة كانوا عزلاً، وبقي الفلسطينيون وقتاً طويلاً تحت وقع صدمة الهزيمة قبل أن يلتقطوا أنفاسهم. كان لا بد من انتظار السبعينات، حتى تبدأ نواة الغضب تتبلور، لكن غابت إرادة العرب القديمة بالقتال. وتوالت بعد حرب رمضان 1973 اتفاقيات السلام، ومفاوضات لم تفضِ إلى شيء. ذلك «لأن دولة فلسطين لم تكن يوماً موجودة في قاموس إسرائيل»، كما قال وليد جنبلاط. كل ما شهدناه من استعراضات سلام كان بحسب الباحثة الإسرائيلية نوريت بيليد الحنان «مجرد غطاء للتعمية على عمل الجرافات التي لم تتوقف عن هدم المنازل الفلسطينية وتشييد المستعمرات».

فبمجرد دخول إسرائيل القدس، طردت 600 فلسطيني يقطنون مقابل حائط المبكى، وهدمت البيوت وجرّفت أراضي.

أوهمت إسرائيل الجميع، أنها استولت على الأراضي، كي تقايض بالسلام، من أجل مستقبل المنطقة، لكنها كانت كذبة أخرى جديدة.

بعد 57 عاماً من النصر الساحق، والنشوة العمياء، تنفجر مأساة غزة، كواحدة من ذيول حرب 1967 الإسرائيلية الجشعة، بينما الضفة على حافة انفجار.

هل كتبت إسرائيل بداية نهايتها حين قررت أن تتحول دولةً خارجةً على كل قانون، منتهكة لكل عرف، ومن كيان ضعيف مهيض، إلى آلة قتل متوحشة؟

لا تزال النكسة مستمرة، لكنها تأخذ أبعاداً مفاجئة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هزيمة بطعم دهر هزيمة بطعم دهر



GMT 09:44 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

من زهران إلى خان... كل منهما محكوم بالأسطورة القديمة

GMT 22:12 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

استراتيجة ترمب لمكافحة الإرهاب وتغيرات تكتيكية

GMT 22:05 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الحليب والسلوى

GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 11:06 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:54 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تلامذة غزة يستأنفون الدراسة تحت الخيام وسط الدمار

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

القمر في منزلك الثاني ومن المهم أن تضاعف تركيزك

GMT 10:48 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 12:39 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحوت الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 03:34 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

استقرار سعر الذهب في الأسواق المصرية الثلاثاء

GMT 05:48 2013 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

كيلي بروك ترتدي ملابس ماري أنطوانيت

GMT 04:24 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أخبار البورصة المصرية اليوم الإثنين 4 أكتوبر 2021

GMT 15:13 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال يضرب سواحل إندونيسيا وتحذيرات من وقوع تسونامي

GMT 19:42 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

أربع محطات فنية في حياة مخرج الروائع علي بدرخان

GMT 13:07 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

فضل الله والماشطة يوضحان موقف عبدالله السعيد

GMT 06:20 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

مؤسس "غوغل" يكشف عن سيارة طائرة بنظام "أوبر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt