توقيت القاهرة المحلي 02:31:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -
الكرملين يرحب بتحديث استراتيجية الأمن القومي الأميركي وحذف وصف روسيا بالتهديد المباشر عطل تقني يشل عمليات السفر في مطار بريطاني رئيسي والجهات المسؤولة توضح أن الخلل محلي إيرباص توضح أن تسليمات نوفمبر سجلت تراجعا بسبب خلل صناعي وأزمة جودة في خطوط الإنتاج المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً الرئاسة الفلسطينية تحذر من خطورة أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إصابة عدد من الفلسطينيين جراء قصف مدفعية الاحتلال الإسرائيلي على منطقة بيت لاهيا مقتل 79 مدنيا من بينهم 43 طفلا في هجوم بطائرة مسيرة استهدف كالوقي في جنوب كردفان قوات الدعم السريع تقول إن الجيش السوداني استهدف معبر أدري الحدودي مع تشاد بطائرات مسيرة تركية البنتاغون يعلن موافقة الخارجية الأمريكية على صفقة بيع مركبات تكتيكية متوسطة ومعدات إلى لبنان بتكلفة تتجاوز تسعين مليون دولار إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال
أخبار عاجلة

الخاسر الأكبر جامعات أميركا

  مصر اليوم -

الخاسر الأكبر جامعات أميركا

بقلم - سوسن الأبطح

خطة قمع الطلاب واتهامهم بـ«معاداة السامية» في الجامعات الأميركية كانت شبه جاهزة، قبل بدء احتجاجاتهم على مجازر غزة. إسرائيل احتاطت للأمر منذ زمن بعيد، وعيونها لم تغب عن هذه المراكز الشبابية الحساسة، التي بها يتشكّل صناّع الرأي والقرار، ويرسم مستقبل السلطة في الولايات المتحدة.

لكن رغم الجهود التي بُذلت في سنين سابقة لضمان صوت الجامعات، ما إن وقعت أحداث 7 أكتوبر (تشرين الأول) حتى صدر بيان موقّع من ثلاثين تجمعاً طلابياً أميركياً، يحمّل إسرائيل المسؤولية عما حصل بسبب سياساتها القمعية والاستعمارية. جُـنّ جنون إسرائيل، وأدركت حكومة نتنياهو أن مئات الملايين التي صُرفت لتدجين المؤسسات التعليمية الأميركية، قد تذهب سدى، إن لم تتحرك سريعاً، لإعادة الوضع تحت السيطرة.

نتذكر، التحركات الاحتجاجية في الجامعات الأميركية التي رافقت بداية الحرب والمجازر التي ارتُكبت في غزة، وكيف تم تهديد الطلاب، بنشر أسمائهم، وإعطائها للشركات لحرمانهم من الحصول على أي وظيفة بعد تخرجهم.

لم تكن تلك العقوبات الشيطانية من بنات أفكار القيّمين على الجامعات، بل بفعل تحركات إسرائيلية مباشرة، باتجاه هيئات أميركية.

فبالتعاون بين وزارة الخارجية الإسرائيلية وبتوجيه من الوزير إيلي كوهين شخصياً ووزارة الشتات، تم تشكيل فريق عمل من كبار الشخصيات، بينهم محامون، وظيفته التواصل مع اليهود النافذين، ومسؤولين أميركيين ونقابات وهيئات مدنية، لفعل كل ما يمكن، بالضغط والترهيب، والتشهير، لمحاصرة الطلاب والأساتذة، وحتى الموظفين، الذين يظهِرون تعاطفاً مع فلسطين. وبالتالي فالتنسيق قد تم من حينها، والاستعدادات لمواجهة الجامعات وأهلها وضعت على نار حامية، على جبهات عدّة، والعمل بقي متواصلاً.

تمكّنت حملة القمع الأولى من إخماد شعلة الغضب الطلابي، ولم نعد نسمع عنها الكثير، حتى تجاوز عدد الضحايا ثلاثين ألفاً، وتم التصويت على 26 مليار دولار مساعدة إضافية لإسرائيل لإكمال مجازرها.

عادت الاعتصامات من جديد، وخاصة في جامعة كولومبيا، التي بدأت تلهم طلاب العالم أجمع، وأخذنا نرى الخطة التي نشرتها «يديعوت أحرونوت» في 26 من نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 تحت عنوان «فضح المانحين والضغط عليهم: استراتيجية إسرائيل ضد معاداة السامية في الجامعات الأميركية»، تنفذ بحذافيرها.

تتضمن الخطة جانباً اقتصادياً، بحيث يتم تهديد الطلاب، بأنهم سيدفعون ثمناً باهظاً بمنعهم من التوظيف، مقابل سلوكهم. وقد تم بالفعل التواصل مع النقابات لتجنيدها ضد المتظاهرين. وتمارس إسرائيل ضغوطاً على المانحين اليهود وغيرهم لسحب استثماراتهم من الجامعات التي لا تنصاع لما يطلب منها. كما يتم التدخل لدى الحكومات الفيدرالية لمنع تمويل هذه الجامعات التي تتهم بـ«معاداة السامية». ويبدو أنه يتم التواصل مع رؤساء الجامعات وتهديدهم، وهو مما تم التخطيط له أيضاً. رأينا بداية السيل مع رؤساء ثلاث جامعات من النخبة، يُستَجوَبون أمام الكونغرس نهاية عام 2023، بحيث أُرغمت رئيستا جامعتي بنسلفانيا ليز ما جيل وهارفارد كلودين جاي، على الاستقالة بالفعل. أما رئيسة كولومبيا المصرية الأصل نعمت شفيق، ورغم تملّقها للوبي اليهودي، وقبولها دخول الشرطة الحرم الجامعي واعتقال طلابها واضطهادهم وضربهم، وهو أمر غاية في القباحة، فهي مطالبة بالمغادرة أيضاً.

مما خططت له إسرائيل سلفاً، التواصل مع وزارة العدل الأميركية، للتداول في الأسلحة القانونية التي يمكن استخدامها لمعاقبة المحتجين، ورفع دعاوى ضدهم، وجرّهم أمام المحاكم. وكذلك رفع دعاوى قضائية ضد الجامعات.

وتقول الخطة إن كل هذه التحركات يجب ألا تقترن على الإطلاق باسم إسرائيل، مع الحرص الدائم على ربط المعاقبين بتهمة واحدة هي «معاداة السامية».

ومن ضمن عمل وزارة الخارجية الإسرائيلية، شنّ الحملات على شبكات التواصل الاجتماعي، وإرسال مؤثرين إلى الجامعات في الولايات المتحدة، لدعم مسيرات مؤيدة لإسرائيل، والترويج لضرورة احترام التنوع وحقوق الإنسان.

خطة جهنمية متشعبة، لمواجهة طلاب وأكاديميين أبرياء كل ما يريدونه هو السلام، ووقف القتل، وألا يكونوا جزءاً من مشروع إجرامي. هؤلاء يتم الاستقواء عليهم بالمال والتلاعب بسلطة القانون ويخضعون بالترهيب والتهديد.

هؤلاء هم أنفسهم الذين تظاهروا ضد الفساد، والتغير المناخي، والتلوث، والتمييز العنصري، ومقتل جورج فلويد على يد شرطي أبيض، ومن أجل حماية النساء. حينها أتيحت لهم فرصة الاعتراض السلمي، غير أن معارضتهم لقتل الفلسطينيين لم تجابه بالتسامح نفسه. هذه المرة، تدخلت الوزارات الإسرائيلية، كأنها تعالج قضية داخلية.

لذلك؛ لا غرابة في الشراسة التي يُعامَل بها الطلاب الأميركيون، لمجرد اعتصامهم في حرم جامعاتهم، مع أن المشهد يذكّر بأكثر الدول توتاليتارية وقمعاً. ضرب وسحل وتفتيش وتوثيق يدين، وسجن ومحاكمات، وطرد. أنواع من العقاب، تليق بعصابات وقطاع طرق لا طلاب وبحّاثة وأساتذة.

لا غرابة لأنَّ الحسابات كبيرة، والمصالح متشعبة، والانتخابات على الأبواب، والجمهوريون يوظفون الغضب، ويستغلون كل انقسام.

وحين يصف بنيامين نتنياهو ما يحدث في الجامعات الأميركية بأنه «مروع» وأن «عصابات استولت على كبريات الجامعات»، وأن «رد فعل بعض مسؤوليها جاء مخزياً»، طالباً من المسؤولين «فعل المزيد والمزيد»، لم يشكّل تدخله ذلك استفزازاً لدولة عظمى، ولا لمسؤوليها.

السبب هو أن التنسيق في موضوع طلاب الجامعات لا ينقطع، والتداول قائم، والإجراءات منسقة. الخاسر الأكبر هي الجامعات الأميركية؛ لأنها تفقد مصداقيتها، واستقلاليتها التي باهت بها العالم، وارتفع شأنها، حتى صارت حلم المتفوقين. اليوم، وعلى مذبح المصالح الإسرائيلية، تقدم هذه الجامعات الكبرى، على أنها مجرد دكاكين، ومناطق نفوذ للوبيات ومجموعات من الفاسدين والمتنفذين. حقاً إن معركة الطلاب كبيرة، وشرسة، وطويلة، وقد تستغرق سنوات قبل أن تستعيد هذه المؤسسات شيئاً من بريقها ومصداقيتها العلميين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخاسر الأكبر جامعات أميركا الخاسر الأكبر جامعات أميركا



GMT 09:44 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

من زهران إلى خان... كل منهما محكوم بالأسطورة القديمة

GMT 22:12 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

استراتيجة ترمب لمكافحة الإرهاب وتغيرات تكتيكية

GMT 22:05 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الحليب والسلوى

GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 14:44 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

بريجيت ماكرون تلتقي الباندا "يوان منغ" من جديد في الصين
  مصر اليوم - بريجيت ماكرون تلتقي الباندا يوان منغ من جديد في الصين

GMT 11:06 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:54 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تلامذة غزة يستأنفون الدراسة تحت الخيام وسط الدمار

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

القمر في منزلك الثاني ومن المهم أن تضاعف تركيزك

GMT 10:48 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 12:39 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحوت الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 03:34 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

استقرار سعر الذهب في الأسواق المصرية الثلاثاء

GMT 05:48 2013 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

كيلي بروك ترتدي ملابس ماري أنطوانيت

GMT 04:24 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أخبار البورصة المصرية اليوم الإثنين 4 أكتوبر 2021

GMT 15:13 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال يضرب سواحل إندونيسيا وتحذيرات من وقوع تسونامي

GMT 19:42 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

أربع محطات فنية في حياة مخرج الروائع علي بدرخان

GMT 13:07 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

فضل الله والماشطة يوضحان موقف عبدالله السعيد

GMT 06:20 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

مؤسس "غوغل" يكشف عن سيارة طائرة بنظام "أوبر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt