توقيت القاهرة المحلي 10:27:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نتنياهو لم يجد أرضاً لمهجري غزة

  مصر اليوم -

نتنياهو لم يجد أرضاً لمهجري غزة

بقلم: عبد الرحمن الراشد

حتى الرئيس الأميركي دونالد ترمب لم يصبر على رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، وأهداه ملاحظة ونصيحة. قال له: «أنت مع مرور الوقت تخسر الرأي العام، وعليك أن تنجز مهمتك في غزة ولو جاء ذلك من دون اعتبار لوضع الرهائن».

فهو يبحث عن بلدان بديلة يرسل إليها مليون غزاوي، قيل سوريا والصومال وأرض الصومال وجنوب السودان وإندونيسيا. طبعاً نتنياهو لا يريدهم قريبين جغرافياً، ولم يحاول أن يبحث في كندا أو أوروبا خشية أن يصبحوا قوة مضادة.

نتنياهو يعرف بوضوح شيئاً واحداً، تدمير غزة وببطء شديد، لكنه لم يتوصل إلى حل لما بعد حرب غزة إلى الآن. يبدو أنه لا يريد إيقافها إلا مع برنامج تهجير جزء كبير من سكان القطاع ويبدو أنه فشل في تأمين الملاذات المناسبة.

وليس صحيحاً ما أشيع أنه يريد تهجير الفلسطينيين إلى محيط إسرائيل الأمني، مثل سوريا، لأن توطينهم هناك يمكن أن يصبح مصدر تهديد مستقبلاً، كما صار في لبنان. ولا يبدو أن أياً من الدول الأخرى وافقت على الأرقام التي يريد ترحيلها!

في حرب غزة ارتكب نتنياهو جرائم واسعة أدت إلى قتل أكثر من 50 ألف إنسان، وتسبب في مقتل العشرات من الرهائن الإسرائيليين. ولا يبدو أن هذا يقلق نتنياهو أو يحرمه النوم. فهو مستمر في رده لا لوقف الحرب، ولم يرضَ بأي من النسخ المتعددة من مشاريع وقف إطلاق النار بما فيها تلك التي هندسها مبعوثو ترمب.

يسمح بدخول القليل من المساعدات الغذائية والطبية بدعوى تشكيكه في محتوياتها، ومَن له السيطرة عليها. وهذه حجة كان يمكن الوصول إلى حل لها منذ البداية.

إذاً هو يشكك في ما يعبر من المنفذ المصري، أو ما يتم إسقاطه من الإغاثة جواً، هناك حلول أخرى. كان بإمكانه إدخال المساعدات عبر إسرائيل نفسها وبإشراف سلطاتها. فميناء أشدود الإسرائيلي البحري لا يبعد سوى أربعين كيلومتراً من غزة. وكذلك جواً يمكن إرسال المساعدات عبر مطار بن غوريون في تل أبيب، الذي لا يبعد عبر الطريق البري أكثر من سبعين كيلومتراً فقط.

أما الرهائن فهم في ذيل الاعتبارات عند نتنياهو، وتؤيده في ذلك القيادات العسكرية الفاعلة التي تتشارك وإياه في تحديد أهداف الحرب. واحتفاظ «حماس» بهم إلى الآن سهل على إسرائيل تبرير الحرب أمام العالم.

الحقيقة أن نتنياهو منذ سنين وهو يستخدم «حماس» لخدمة أجنداته في ثلاثة برامج دعائية، الأول شق الصف الفلسطيني، والثاني تعطيل الحل السياسي، والثالث تصنيف الفلسطينيين بسبب «حماس» جماعات إسلامية مسلحة خطرة على الغرب. وعندما قامت الحركة قبل عامين بهجماتها الواسعة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 فتحت له المنطقة على مصراعيها، وأعطته رخصة ليدمر كل القوى المسلحة المعادية.

«حماس» منذ بداية الحملة العسكرية على غزة كان يجب عليها أن تنسحب من القطاع وتمنع نتنياهو من تدميره وارتكاب كل هذه المجازر البشعة. هذا ما فعله ياسر عرفات عندما حاصرت قوات شارون بيروت عام 1982 وقرر الخروج مع رجاله.

«حماس» تسببت في كل هذه المجازر، وصارت في كل جولة تنحني وتقدم تنازلات جديدة لم تعد تكفي نتنياهو. فإذا إيران المدججة بالسلاح امتنعت عن خوض المزيد من المعارك، وقبلت بخسائرها، وإذا «حزب الله»، الميليشيا العملاقة، وقَّع على اتفاق وقف الحرب وصبر على خسائره الكبيرة من قيادات وعناصر ومقدرات، فمن هي «حماس» حتى تواصل العناد وتبرر لقوات إسرائيل تدمير ما تبقى؟

يمكن للقلة التي تدافع عن «حماس» أن تستشهد بما قاله ترمب وذكرته في مطلع المقال، أن نتنياهو يخسر الرأي العام. يعتبرون الرأي العام مكسباً وانتصاراً وهي انتصارات هلامية وفقاقيع إعلامية سرعان ما ينساها الناس.

نتنياهو خسر الإعلام منذ عشرين عاماً وهذا لا يزعجه كثيراً. يمكن أن يكون مهماً لو أن الرئيس ترمب قلق على مستقبل انتخاباته بسببها، ويضطر للتدخل أو يجمع أعضاء مجلس الأمن على معاقبة إسرائيل. لا شيء من هذا حدث ولن يحدث.

الإحراج الإعلامي والسياسي لإسرائيل مجرد طنين لنتنياهو وحسب، ويمنحه صورة الزعيم حامي الإسرائيليين أمام العالم، ويمده بالمزيد من التأييد والإعجاب. ويضاف إلى مكاسبه في غزة انتصاره في معركة الجامعات الأميركية ودحر المتظاهرين والتضييق على الجماعات المناصرة لغزة. فما هي مكاسب «حماس» والقضية من هذه الحرب دعائياً؟ انتشاء دعائي، وعملياً على أرض الواقع خسائر مروعة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نتنياهو لم يجد أرضاً لمهجري غزة نتنياهو لم يجد أرضاً لمهجري غزة



GMT 10:24 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل سوريا بين إسرائيل… وأميركا وتركيا

GMT 10:22 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تركيز إسرائيل على طبطبائي… لم يكن صدفة

GMT 10:20 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

خطورة ترامب على أوروبا

GMT 10:15 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

المفاوض الصلب

GMT 10:12 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مشكلتنا مع «الإخوان» أكبر من مشكلات الغربيين!

GMT 10:07 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

إعلان الصُّخير... مِن «دار سَمْحين الوِجِيه الكِرامِ»

GMT 10:04 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

اصنعوا المال لا الحرب

GMT 09:57 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

توسعة الميكانيزم... هل تجنّب لبنان التصعيد؟

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt