توقيت القاهرة المحلي 03:00:58 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شمولية الموازنة.. ورأي الدكتور معيط

  مصر اليوم -

شمولية الموازنة ورأي الدكتور معيط

بقلم - عماد الدين حسين

هل هناك عوائق أو مصالح تمنع تحقيق شمولية الموازنة بحيث تكون كل الإيرادات والنفقات فى موازنة واحدة، بدلا من الوضع الحالى الذى يجعل أكثر من نصف الموازنة بعيدا عن السيطرة الفعلية لوزارة المالية؟
ما سبق هو نص السؤال الذى وجهته للدكتور محمد معيط وزير المالية خلال لقائه مع رؤساء تحرير الصحف المصرية فى الحوار المجتمعى لمناقشة مشروع الموازنة العامة للدولة فى العام المالى الجديد ٢٤ ــ ٢٥.
وقبل معرفة رد الوزير فالمعروف أن هناك ٥٩ هيئة اقتصادية خارج الموازنة العامة التى تعدها وزارة المالية، أبرزها هيئات البترول والمجتمعات العمرانية الجديدة وقناة السويس والسكة الحديد والنقل والبريد والسلع التموينية، والتأمين الصحى.
هذه الهيئات كانت من مكونات الموزانة العامة للدولة حتى صدر القانون رقم ١١ لسنة ١٩٧٩ المعدل بالقانون ٥٣ لسنة ١٩٧٣، وبعدها استقلت هذه الهيئات عن الموازنة العامة وصارت لها موازنات مستقلة.
الدكتور معيط قال فى رده على سؤالى إن هناك موروثا منذ عام ١٩٦١، حينما بدأ يتم إخراج بعض الهيئات من الموازنة العامة. وهذا الوضع يصعب أن يستمر، لكن من المهم التعامل مع هذا الموروث وهذا الواقع بهدوء وحكمة، لأننا حينما نفكر فى ضم هذه الهيئات للموازنة العامة يقولون لنا إن ذلك سوف «يكعبلنا».
والسؤال هو: كيف يمكن دمج وإدخال هذه الهيئات فى الموازنة العامة؟
كل هيئة تقول إن لديها مبررات بألا تكون موجودة فى الموازنة العامة وإنها لا تريد رقابة روتينية متشددة، بل تحتاج لقدر أكبر من المرونة، حتى لا يؤثر على حركتها ومجال نشاطها.
يضيف الدكتور معيط أنه فكر كثيرا فى ضم هذه الهيئات، لكن الدراسة انتهت إلى ضرورة اتباع المنطق الهادئ حتى لا تحدث «دربكة» تؤثر على أدائها، إضافة إلى ضرورة التفكير فى ديون هذه الهيئات، علما أن هناك علاقة موجودة بين الموازنة العامة والهيئات وهناك جهات تعطى فوائض للموازنة وجهات تقوم الموازنة العامة بتغطية خسائرها.
ويشرح وزير المالية أن توحيد وشمولية الموازنة أمر مفيد جدا للدولة المصرية خصوصا أمام مؤسسات التمويل الدولية، فمثلا الموازنة العامة للدولة بها ٢٫١ تريليون جنيه، فى حين أن ميزانية الهيئات الاقتصادية ٢٫٨ تريليون جنيه، وبالتالى علينا أن نتخيل الفارق حينما نقول للخارج إن موازنتنا ٤٫٩ تريليون بدلا من٢٫١ تريليون.
أيضا حينما تكون الموازنة موحدة سيتم تصحيح مفاهيم كثيرة، فالإيرادات الضريبية ستكون ٣٥٪ من إجمالى الموازنة وليس ٨٠٪ كما هى الآن فى الموازنة الحالية، وحتى فوائد الديون ستحسب على أساس أن الموازنة موحدة وهى ٤٫٩ تريليون جنيه وليس٢٫١ تريليون.
فى تقدير معيط فإننا حينما نفعل ذلك، فإننا نقدم موازنتنا للعالم بصوة مؤذية.
يضيف الدكتور معيط أنه رغم كل ذلك فالعلاقة موجودة ما بين الموازنة العامة والهيئات الاقتصادية، وأنه فى إطار البحث عن حلول، فقد اقترح تطبيق مبدأ «الحكومة العامة» وهو توحيد للموازنة ولكن بشكل مختلف، بمعنى إدراج كل الإيرادات والنفقات واستخدامات الحكومة والهيئات فى رقم موحد، وبالمناسبة فإن صندوق النقد يتعامل بمبدأ ومصطلح «الحكومة العامة» وهذا التعريف مفيد لمصر جدا حتى فى ديون الموازنة، لأنه يجعلها منخفضة فعليا.
يضيف معيط أنه فى إطار حل المشكلة فإن قانون المالية الموحد نص على ضم الهيئات الاقتصادية للموازنة العامة بصورة تدريجية خلال ٥ سنوات، على أن يكون بداية عرض «موازنة الحكومة العامة» خلال العام المالى المقبل ٢٠٢٤ ــ ٢٠٢٥، لتشمل موازنات ٤٠ هيئة اقتصادية.
ويؤكد معيط أنه يعرف كل جنيه تصرفه الصناديق الخاصة، لكنه لا يريد أن «يكعبلها»، بل يتم حل المشكلة بصورة هادئة لتحقق الهدف الأساسى وهو أن تكون هناك موازنة عامة وشاملة لكل الوزارات والهيئات، بما يعظم من الاقتصاد المصرى وصورته فى الخارج.
انتهى كلام الدكتور معيط وأظن أن هناك لوبيات ومصالح تكونت طوال السنوات الماضية تجعل العاملين فى هذه الهيئات وكل المستفيدين منها يحاولون بكل الطرق استمرار هذه الظروف الغريبة.
الموضوع يحتاج لعلاج حتى لو كان تدريجيا للعديد من الأسباب من أول تحقيق العدالة بين الموظفين، لأنه لا يعقل أن يحصل عامل البوفيه فى بعض الهيئات الاقتصادية على راتب يفوق الطبيب فى الوحدة الريفية، نهاية بتحسين كفاءة الاقتصاد المصرى والتوزيع العادل للنفقات على الوزارات والهيئات.
نحتاج لإصلاح هذا الخلل والتشوه وبما لا يؤثر على المميزات القليلة لبعض الهيئات الاقتصادية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شمولية الموازنة ورأي الدكتور معيط شمولية الموازنة ورأي الدكتور معيط



GMT 02:56 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

«حماس» 67

GMT 02:50 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

نهاية مقولة «امسك فلول»

GMT 02:30 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الإعلام البديل والحرب الثقافية

GMT 02:26 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

«الدارك ويب» ودارك غيب!

GMT 02:11 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الاستثمار البيئي في الفقراء

أيقونة الجمال كارمن بصيبص تنضم لعائلة "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 16:30 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة
  مصر اليوم - نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة

GMT 16:02 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها
  مصر اليوم - طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها

GMT 18:29 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

طلعت زكريا يفاجئ جمهوره بخبر انفصاله عن زوجته

GMT 12:07 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

كيفية تحضير كب كيك جوز الهند بالكريمة

GMT 09:10 2018 الأربعاء ,15 آب / أغسطس

"الهضبة" يشارك العالمي مارشميلو في عمل مجنون

GMT 10:56 2018 الأربعاء ,01 آب / أغسطس

النسخة العربية للعبة كابتن تسوباسا

GMT 14:08 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

أوستراليا تسجل أدنى درجة حرارة خلال 10 سنوات

GMT 01:41 2018 الإثنين ,28 أيار / مايو

تريزيجيه يدعم محمد صلاح بعد الإصابة

GMT 22:03 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

السبب العلمي وراء صوت "قرقعة الأصابع"

GMT 08:14 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

محلات flamme تعرض مجموعتها الجديدة لشتاء 2018

GMT 18:05 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

"مازدا" تطرح الطراز الجديد من " CX-3 -2017"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon