توقيت القاهرة المحلي 02:32:25 آخر تحديث
  مصر اليوم -

انخفاض الدعم وزيادة الحماية الاجتماعية

  مصر اليوم -

انخفاض الدعم وزيادة الحماية الاجتماعية

بقلم: عماد الدين حسين

أرجو وأتمنى من الأجهزة الحكومية المختلفة أن تقرأ بعناية تقرير «التنمية المستدامة فى مصر» الذى أطلقته جامعة الدول العربية مع وزارة التخطيط يوم الأحد الماضى وأعده ٢٤ خبيرا وباحثا بإشراف الدكتور محمود محيى الدين. التمنى يعود إلى أن التقرير يحفل بأرقام وبيانات ورؤى مهمة ليس فقط عن واقعنا، ولكن مقارنته بنماذج مختلفة من الاقتصادات الدولية، مما يجعلنا نتبين ظروفنا وأحوالنا ومشاكلنا وأزماتنا بوضوح، وبالتالى التعرف على إمكانية حلها أو الحد من آثارها السلبية.
هناك فصل مهم فى هذا التقرير أعدته الدكتورة رشا رمضان عنوانه «حالة أهداف التنمية المستدامة فى مصر» مع التركيز على أبعاد الفقر وعدم المساواة.
الباحثة تتحدث فى هذا الفصل عن ستة محاور أساسية، أولا الأهداف العامة للتنمية المستدامة مقسمة موضوعيا، وثانيا القضاء على الفقر المدقع والحد من عدم المساواة، وثالثا أهمية وجود نظام حماية اجتماعية مرن وشامل للكافة، ورابعا سؤال عنوانه: «ما الذى يتطلبه تحقيق أهداف التنمية المستدامة»، وخامسا العوامل المساعدة لتمويل التنمية وأخيرا التغير المناخى واستضافة مصر لقمة المناخ فى نوفمبر المقبل.
ومن واقع بيانات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء الصادرة عام ٢٠٢١، هناك جدول بيانى يقول إن نسبة الذين يعيشون تحت خط الفقر المدقع بلغوا ٢٦٫٣٪ ما بين عامى ٢٠١٢ ــ ٢٠١٣، وارتفعت هذه النسبة إلى ٢٧٫٨٪؜ فى ٢٠١٤ ــ ٢٠١٥، ثم قفزت أكثر إلى ٣٢٫٥٪ فى ٢٠١٧ ــ ٢٠١٨، لكنها تراجعت إلى ٢٩٫٧٪ فى ٢٠١٩ ــ ٢٠٢٠.
وقد يسأل البعض، وما هو تعريف الفقر المدقع؟
والإجابة هى أن خط الفقر المدقع معرف عالميا بأنه نسبة الأفراد الذين يعيشون على أقل من ١٫٩ دولار فى اليوم.
ومن البيانات المهمة أيضا أن معدل مشاركة الذكور فى قوة العمل بلغت ٧٣٫٣٪ عام ٢٠١٥، ثم ٧٢٫٦٪ ٢٠١٦، ثم ٧٠٫٩٪ عام ٢٠١٧، ثم ٧١٫٣٪ عام ٢٠١٨ وأخيرا ٧١٫٢٪ عام ٢٠١٩، ومن الواضح أن نسبة مشاركة الإناث بدأت تتزايد نسبيا فى هذه السنوات الأخيرة.
بيان آخر يقول إن معدل نمو الدخل زاد فى الحضر بنسبة ١٦٪ من ١٧ ــ ١٨ إلى ١٩ــ٢٠ مقابل ١٣٪ فى الريف، فى حين زاد معدل نمو الإنفاق بنسبة ١٩٪ فى الحضر مقابل ١٢٪ فى الريف، فى نفس الفترة، والدلالة المعروفة أن النمو والإنفاق يزيدان فى الحضر أكثر من الريف وقد يفسر لنا ذلك أحد أسباب الهجرة من الريف للحضر، خصوصا القاهرة الكبرى.
من أهم البيانات الموجودة فى التقرير، ومصدرها أرقام الموازنة الصادرة عن وزارة المالية، هو انخفاض الإنفاق على الدعم والمنح والمزايا الاجتماعية نسبة إلى إجمالى الإنفاق الحكومى.
من ٢٠٠٩ حتى ٢٠١١ كانت هذه النسبة ٣٠٫٦٪ ثم ارتفعت إلى ٣٣٫٥٪ بين أعوام ٢٠١١ إلى ٢٠١٣ ثم انخفضت إلى ٢٧٫١٪ حتى عام ٢٠١٥ ثم إلى ٢٦٫٨٪ حتى عام ٢٠١٨ ثم إلى ٢١٪ حتى عام ٢٠١٩ وأخيرا إلى ١٩٫١٪ حتى عام ٢٠٢١.
لكن وحتى لا نظلم الحكومة فإنه يصعب ترك هذه الأرقام من دون قراءة وتمعن. السبب الجوهرى فى هذا الانخفاض هو برنامج ترشيد وهيلكة الدعم فى إطار برامج الإصلاح الاقتصادية، لكن جزءا كبيرا من هذا الترشيد ذهب إلى برامج حماية اجتماعية أخرى مثل «تكافل وكرامة» مثلا.
ولتوضيح ذلك أكثر هناك جدول بيانى مهم بجوار الجدول السابق عنوانه «تحسن التوزيع النسبى للدعم والمنح والمزايا الاجتماعية والذى ظل يتحسن بإطراد واضح من عام ٢٠٠٩ حتى عام ٢٠٢٠ ــ ٢٠٢١.
فى هذه الدراسة فإن الدكتورة رشا رمضان تؤكد أن الوزن النسبى للإنفاق على المزايا الاجتماعية شهد زيادة ملحوظة وأن إجراءات الإصلاح الاقتصادى التى أطلقتها الحكومة عام ٢٠١٦ تهدف لتحسين كل من الكفاءات والاستهداف فى الإنفاق على الحماية الاجتماعية، حيث وصل عدد المستفيدين من برنامج تكافل وكرامة ٣٫٧ مليون أسرة فى عام ٢٠٢١، وأن مقدار تقليل احتمالية وقوع هؤلاء المستفيدين من البرنامج تحت خط الفقر قد صار ١٢ نقطة مئوية فقط.
مرة أخرى هذه البيانات ينبغى أن تخضع لقراءة دقيقة من كل الهيئات والمؤسسات ذات الصلة، حتى يمكننا أن نتجاوز التحديات الضخمة المتوقع أن تواجهنا فى المستقبل.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انخفاض الدعم وزيادة الحماية الاجتماعية انخفاض الدعم وزيادة الحماية الاجتماعية



GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 17:19 2025 الأربعاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

لافروف يتهم أوروبا بعرقلة جهود السلام في أوكرانيا
  مصر اليوم - لافروف يتهم أوروبا بعرقلة جهود السلام في أوكرانيا

GMT 06:13 2025 الثلاثاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الثلاثاء 02 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 04:43 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تدعم حظر الهواتف المحمولة في المدارس الابتدائية

GMT 02:17 2020 الأحد ,26 تموز / يوليو

فيسبوك تقضي على Zoom بعد إطلاق App Lock

GMT 19:18 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

حريق محدود بـ كابل كهرباء في الطالبية بمحافظة الجيزة

GMT 17:32 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

22 لاعبًا في قائمة الزمالك لمواجهة الإسماعيلي في الدوري

GMT 14:01 2025 السبت ,01 شباط / فبراير

مقتل 18 جندياً في باكستان على يد مسلحين

GMT 10:28 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

إنفانتينو يقرب السعودية من تنظيم كأس العالم 2034

GMT 20:45 2022 السبت ,04 حزيران / يونيو

انطلاق كأس العالم للرماية الأحد المقبل

GMT 23:18 2021 الأربعاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

أبرز 5 سيارات كورية طرحت في السوق المصري لعام 2021

GMT 09:05 2021 الأربعاء ,10 آذار/ مارس

طريقة عمل الروستو

GMT 10:12 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

والدة طفلة التعرية ترفع قضية إثبات نسب جديدة

GMT 06:22 2020 الجمعة ,02 تشرين الأول / أكتوبر

السيسى يصدق على تعديل بعض أحكام قانون السجل التجارى
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt