توقيت القاهرة المحلي 04:23:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تميم فى القاهرة وبن سلمان فى أنقرة

  مصر اليوم -

تميم فى القاهرة وبن سلمان فى أنقرة

بقلم: عماد الدين حسين

نهاية الأسبوع الماضى شهدت المنطقة ثلاثة أحداث مهمة على المستوى العربى والإقليمى.
الأول هو زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثان لمصر لمدة يومين انتهت أمس السبت، وهى الزيارة الرسمية الأولى من نوعها منذ تولى أمير قطر الحكم قبل ثورة ٣٠ يونية ٢٠١٣ فى مصر، علما بأنه زار شرم الشيخ فى ٢٠١٥ للمشاركة فى القمة العربية. أما الحدث الثانى فكان إعلان تركيا رفع مستوى التمثيل الدبلوماسى مع إسرائيل إلى درجة السفير بدلًا من قائم بالأعمال، بعد أن تحسنت علاقات البلدين بصورة واضحة. والحدث الثالث هو زيارة ولى العهد السعودى محمد بن سلمان لتركيا بعد زيارته لكل من مصر والأردن نهاية الأسبوع الماضى.
والسؤال: ما هو العنوان الرئيسى الذى يربط هذه الأخبار أو الأحداث الثلاثة؟!
الإجابة من وجهة نظرى هى أن المنطقة تطوى جانبا كبيرا من المواقف السياسية التى أعقبت بدايات الربيع العربى خصوصا فى الفترة من أوائل٢٠١١، وحتى منتصف ٢٠١٣.
أما العنوان الثانى فهو إعادة التأكيد على أن السياسة لا تعرف المواقف الثابتة والجامدة، بل هى متغيرة باستمرار طبقا للمصالح، لكن هذا التغير يصيب بعض الناس بالدوار والارتباك وأحيانا الشلل!!!
لو أنك قلت للناس فى المنطقة العربية قبل عامين أو ثلاثة إن حاكم قطر سيزور مصر، أو أن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان سيزور كلا من الإمارات والسعودية ويتودد إلى مصر من أجل إعادة العلاقات، ويستقبل الرئيس الإسرائيلى إسحاق هيرتزوج فى أنقرة، ويرفع درجة العلاقات مع تل أبيب إلى درجة السفير، وينسى عمليا كل تعهداته عن دعم حماس وفلسطين، أو أنه سوف يستقبل ولى العهد السعودى فى مقر حكمه ــ فربما كان يتهمك هؤلاء الناس بالجنون، خصوصا فى السنوات التى أعقبت ثورة ٣٠ يونية ٢٠١٣ فى مصر، أو بعد عام ٢٠١٧، حينما قررت مصر والسعودية والإمارات والبحرين قطع العلاقات مع قطر على جميع المستويات بما فيها إغلاق المجال الجوى.
ثم زادت الأمور تدهورا بعد مقتل الكاتب الصحفى جمال خاشقجى فى مقر قنصلية بلاده فى إسطنبول، ومحاولات أردوغان المستميتة لتأليب المجتمع الدولى ضد محمد بن سلمان.
لكن ما حدث فى الأيام والأسابيع والشهور الأخيرة منذ قمة مجلس التعاون لدول الخليج فى 5 يناير الماضى بمحافظة العلا السعودية، يؤكد حقيقة واحدة، وهى أن ما قد يبدو مستحيلا فى عالم السياسة اليوم، قد يتغير إلى النقيض غدا، وبالتالى علينا ألا نستبعد حدوث أى شىء مهما بلغت درجة غرابته، وفى هذه القمة أعادت السعودية والإمارات والبحرين ومصر العلاقات مع قطر التى تعهدت بتغيير سياستها الداعمة لجماعة الإخوان.
وفى الأعوام الأخيرة كان الرئيس التركى رجب طيب أردوغان يرفع صوته عاليا منددا بإسرائيل وسياساتها ضد الفلسطينيين، لكن الكثير من المسئولين الإسرائيليين كانوا يقولون: «لا يهمنا ما يقوله أردوغان أمام ميكروفونات وشاشات الإعلام، ولكن ما يهمنا هو أن حجم التبادل التجارى ارتفع فى العامين الأخيرين فقط بنسبة ٢٠٪ ليصل إلى ٨ مليارات دولار»، وهذا الرقم على ذمة وكالة الأناضول التركية.
يحسب لمصر أنها لم تغير سياساتها ومواقفها الأساسية عربيا واقليميا منذ ٣٠ يونية ٢٠١٣، خصوصا فيما يتعلق بالموقف من التنظيمات الدينية المتطرفة، والتى تورط معظمها فى عمليات إرهابية وتخريبية، واستهدف العديد من ضباط وجنود القوات المسلحة والشرطة ورجال القضاء. ويحسب للسياسة المصرية أن غالبية خصومها ومنافسيها هم الذين غيروا العديد من مواقفهم، التى رفعوها طوال تلك الفترة، بعد أن اتضح لهم إما خطأ مواقفهم، وإما فشلهم فيما كانوا يعتقدون أنهم قادرون على تحقيقه.
نعود إلى ما بدأنا به وهو أن كثيرين من المواطنين العرب قد يصابون بنوع من التشوش والارتباك حينما يطالعون التطورات الأخيرة، وهم الذين اعتقدوا أن خصوم الأمس لا يمكن أن يصبحوا أصدقاء اليوم. لكن وإذا كان العديد من الإعلاميين قد أصابته هذه الحالة فمن الطبيعى أن نعذر المواطنين العاديين، ويظل الدرس الأساسى الذى ينبغى أن يدركه الجميع هو أن السياسة متغيرة، ولا توجد بها صداقات أو عداوات دائمة بل مصالح دائمة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تميم فى القاهرة وبن سلمان فى أنقرة تميم فى القاهرة وبن سلمان فى أنقرة



GMT 20:57 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

المفتاح الأساسي لإنهاء حرب السودان

GMT 20:53 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

عفونة العقل حسب إيلون ماسك

GMT 20:49 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

أميركا تناشد ‏الهند وباكستان تجنب «الانفجار المفاجئ»

GMT 20:45 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

عودوا إلى دياركم

GMT 09:44 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

من زهران إلى خان... كل منهما محكوم بالأسطورة القديمة

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 16:07 2025 الثلاثاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

جيجي حديد وبرادلي كوبر يستعدان للارتباط رسميا
  مصر اليوم - جيجي حديد وبرادلي كوبر يستعدان للارتباط رسميا

GMT 08:13 2025 الثلاثاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

مأساة أم مصرية تشعل مواقع التواصل بعد عرض أطفالها للبيع
  مصر اليوم - مأساة أم مصرية تشعل مواقع التواصل بعد عرض أطفالها للبيع

GMT 09:44 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج القوس الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 09:27 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج العذراء الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 09:48 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج الجدي الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 08:52 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج السرطان الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 09:31 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج الميزان الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 08:49 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج الجوزاء الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 05:22 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

محمد جنيدي يشيد بالموافقة على قانون الإفلاس

GMT 17:17 2025 الخميس ,25 أيلول / سبتمبر

سيد رجب يتعرض للسرقة والنصب فى مسلسل لينك

GMT 07:11 2020 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الحديد في مصر اليوم الخميس 8 تشرين أول /أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt