توقيت القاهرة المحلي 10:39:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تكلس إداري لا يقود للرقمنة

  مصر اليوم -

تكلس إداري لا يقود للرقمنة

بقلم : عماد الدين حسين

كتبت قبل أيام تحت عنوان «رحلة فى مصلحة حكومية». الهدف لم يكن النقد أو التجريح، ولكن البحث عن حلول لهذه المشاكل المزمنة التى تواجه المواطنين المصريين منذ عشرات السنين.

المشكلة ليست خاصة بهذه الحكومة فقط، أو حتى الحكومات خلال عشر سنوات مضت. هى للموضوعية أزمة متفاقمة منذ عقود، وتحتاج القضاء على جذورها، وليس فقط فروعها.
فى نهاية مقالى الماضى تساءلت: هل هذا المستوى وهذا الأداء وهذا التعامل مع المواطنين الذى يتكرر فى العديد من المصالح والمؤسسات الحكومية، هو الذى يصلح للتعامل فى العصر الرقمى أو الإلكترونى، الذى نحلم به، ونردد مصطلحاته ليل نهار، بل وبدأنا فعلا فى تطبيقه فى بعض المجالات؟!

المؤسف أنه لا يوجد حل سحرى لهذه النوعية من المشاكل العميقة، التى تمثل عملية تعذيب مستمرة للمواطنين، خصوصا قليلى الحيلة منهم.
ورغم ذلك هناك حلول حتى لو كانت جزئية يمكنها أن تساعد فى تخفيف حدة المشكلة، بدلا من استمرارها، كما هى أو تفاقمها.
اقتراحى للحكومة ولوزارة التعليم وأى وزارة تواجه نفس المشكلة هو:
ما المانع حينما يذهب المواطن لأى إدارة تعليمية أو صحية أو اقتصادية أن ينهى معاملته فى نفس المكان؟!
لماذا لا يكون هناك موظف فى هذه الإدارات يتولى عمل الحوالات المالية وطوابع البريد، ويحولها لهيئة البريد، ولماذا يتم «مرمطة» المواطنين فى عملية كعب داير من أجل توثيق وتصديق إحدى الأوراق؟!. كيف نتحدث عن الرقمنة والحكومة الإلكترونية، ونحن لم نتمكن حتى الآن من اختصار هذه المعاملات فى مكان واحد؟!.
لماذا يضطر المواطن إلى الذهاب إلى أكثر من جهة لإنهاء معاملة واحدة؟! أظن أن الأمر هنا لا يحتاج إمكانيات أو موارد يتم التعلل بها. فى مرات كثيرة على سبيل المثال يمكن أن يكون هناك موظف لكل إدارة، طالما أن الموضوع بأكمله يخص وزارة التعليم؟!

المفترض مرة أخرى أن تكون كل المعاملات الإلكترونية خصوصا حينما تنتقل بعض هذه الوزارات والمؤسسات للعاصمة الإدارية الجديدة. لكن الواقع يقول إنه علينا أن نفكر فى الأمر بهدوء، حتى لا ينتقل هؤلاء الموظفون بنفس العقليات.
فى غالبية هذه المصالح الحكومية، وحينما تدخلها تتفاجأ بأكوام ضخمة من الملفات موجودة على السلالم ومربوطة بـ«دوبارة» أو «حبل غسيل» وقد تكدست عليها طبقات من التراب، وقد رأيت هذا النموذج فى مصلحة حكومية، ليست وزارة التعليم هذه المرة ــ فى منطقة العتبة المواجهة لجراج العتبة.
التعاملات ماتزال ورقية فى معظم هذه المصالح و«الكعب الداير» ما يزال فعالا، فكيف سيتم تفكيك هذه الأزمة، خصوصا أننا نتكلم عن «الشباك الواحد» فى هيئة الاستثمار، منذ زمن طويل، لكن لم يتم ترجمته عمليا بصورة فعالة، حتى الآن.

فيما يتعلق بالموظفين والإمكانيات فهناك أكثر من مشكلة، الأولى أن بعض الموظفين غير مؤهلين بالمرة، ولا أمل فيهم لأنهم نشأوا وتربوا على هذه الطريقة العتيقة، وهناك موظفون آخرون جيدون لكنهم يحتاجون إلى إعادة تأهيل وتدريب شاملة، حتى يمكنهم التعامل مع الجمهور بصورة آدمية.
النقطة الثانية، أن هناك نقصا كبيرا فى الإمكانيات، وقال لى أحد مديرى الإدارات التعليمية، بأن هناك نقصا فى الأماكن والغرف المخصصة لهم، ناهيك عن الفصول نفسها المخصصة للطلاب، فكيف سيتم حل هذه المعضلة، علما أن هناك نقصا فادحا فى المعلمين، وبعضهم يحصل على مقابل مالى ضئيل جدا خصوصا إذا كانوا بالقطعة وليسوا معينين.

هذه مشاكل جوهرية لا تخص وزارة التعليم فقط، ولكنها موجودة فى العديد من الوزارات والهيئات والمؤسسات، وأرجو أن توليها الحكومة أهمية فائقة، لأنه من دون إصلاح الجهاز الإدارى، لن ينصلح حال أى شىء، بل إن استمرار تكلس هذا الجهاز، يمكنه أن يتسبب فى عرقلة كل عملية الإصلاح الجارية فى مصر.
فكيف نتغلب على هذه المعضلة؟!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تكلس إداري لا يقود للرقمنة تكلس إداري لا يقود للرقمنة



GMT 07:42 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

الصفحات الصفراء

GMT 03:54 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

عاربون مستعربون: لورانس العرب والصحراء

GMT 03:51 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

هل من أمل في مفاوضات سودانية؟

GMT 03:47 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

سلِّموا السلاح يَسلم الجنوب!

GMT 03:41 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

برنامج «إنجيل» متهم بالإبادة الجماعية

الملكة رانيا بإطلالات شرقية ساحرة تناسب شهر رمضان

عمان ـ مصر اليوم

GMT 00:36 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

ميسي يتحدث عن "العامل الحاسم" في اعتزاله
  مصر اليوم - ميسي يتحدث عن العامل الحاسم في اعتزاله

GMT 02:02 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

الملكي يتقدم 1-0 قبل نهاية الشوط الأول ضد ألكويانو

GMT 10:15 2021 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

للمرة الثانية أسبوع الموضة في لندن على الإنترنت كلياً

GMT 14:16 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الحكم في طعن مرتضى منصور على حل مجلس الزمالك

GMT 09:20 2020 الأحد ,13 كانون الأول / ديسمبر

طريقة لتبييض الأسنان ولإزالة الجير دون الذهاب للطبيب

GMT 08:52 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه المصري اليوم السبت

GMT 02:02 2020 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

مصر على أتم الاستعداد لمواجهة أى موجة ثانية لفيروس كورونا

GMT 09:09 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

حسام حسني يؤكد لو تم علاج ترامب في مصر لكان شفائه أسرع

GMT 14:47 2020 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

أستون فيلا يعلن عن تعاقده مع أغلى صفقة في تاريخه

GMT 04:36 2020 الخميس ,20 شباط / فبراير

ابن الفنان عمرو سعد يكشف حقيقة انفصال والديه
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon