توقيت القاهرة المحلي 01:06:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما الذى يستفيده المواطن العادى من الحوار الوطنى؟

  مصر اليوم -

ما الذى يستفيده المواطن العادى من الحوار الوطنى

بقلم: عماد الدين حسين

وما الذى سوف يستفيده المواطن المصرى العادى من الحوار الوطنى بين النظام والقوى السياسية والاجتماعية والاقتصادية؟!
هذا سؤال يردده البعض أحيانا خصوصا على وسائل التواصل الاجتماعى.
المفاجأة بالنسبة لى أننى حينما كتبت بعض المقالات عن الحوار الوطنى هنا فى «الشروق» أو حينما ظهرت فى العديد من البرامج التليفزيونية على قنوات مختلفة خصوصا « on e» و«اكسترا نيوز» و«DMC» و«ام بى سى مصر» و«القاهرة والناس»، فإننى فوجئت بأن بعض المواطنين كانت تعليقاتهم شديدة السلبية لفكرة الحوار.
بالطبع هناك مرحبون كثر، لكن هناك البعض يبدو أن انطباعاته عن كلمات وتعبيرات ومصطلحات مثل السياسة أو الأحزاب أو الحوار الوطنى أو المعارضة أو التعددية والديمقراطية والحريات وإغلاق ملف المحبوسين صارت شديدة السلبية.
السؤال المبدئى: كيف وصلت هذه الصورة القائمة عن السياسة إلى هذا الفريق من المصريين؟
أغلب الظن أن فترات عدم الاستقرار والفوضى ثم موجات العنف والإرهاب التى ضربت مصر من يناير ٢٠١١، وحتى سنوات قليلة مضت، قد ارتبطت فى أذهان الناس بالسياسة والمعارضة، وبالتالى فهم حينما يسمعون مثل هذه الكلمات والمصطلحات فإنهم يعتقدون أن الأحداث والذكريات السيئة التى عاشوها بعد يناير ٢٠١١ سوف تعود مجددا.
ثم إن هناك سؤالا بسيطا لأصحاب وجهة النظر هذه وهو: هل يمكن أن يستمر هذا الجمود فى المشهد السياسى إلى الأبد؟!
نعم كان هناك منطق فى تجميد العمل السياسى بسبب تحديات العنف والإرهاب طوال السنوات الماضية، لكن الحمد لله فإن الدولة استقرت واستعادت عافيتها، وبالتالى فمن مصلحة الجميع أن يتم التوصل إلى أكبر قدر من التوافق الوطنى بين الحكومة والنظام وبقية مكونات المجتمع سواء كانت سياسية أو اقتصادية.
بعض المعلقين على مقالاتى قالوا ما معناه: «احنا ما صدقنا خلصنا من هذه الأفكار، هل تريدون أن تعيدوا لنا الفوضى وعدم الاستقرار مرة أخرى؟!».
أحد العوامل الأساسية المسببة لهذا الاعتقاد أيضا هو وسائل الإعلام التى رسّخ بعضها بحسن نية هذا الأمر فى نفوس هؤلاء المواطنين، وجعلهم يربطون بين المعارضة بكل تنوعاتها وبين الفوضى بل والعمالة للخارج.
السؤال: هل هذه النظرة صحيحة؟!
بالطبع الإجابة هى لا، ونعذر هؤلاء المواطنين على هذه النظرة السوداوية، بحكم أن حياتهم ومعيشتهم تأثرت سلبا خلال فترات الفوضى والعنف والإرهاب. لو أن هذا المواطن الذى ينظر بريبة وتوجس إلى الكلام فى السياسة مثل الحوار الوطنى، فكر بهدوء فسوف يكتشف أنه أكثر المستفيدين من هذا الحوار.
ببساطة شديدة فإن أى توافق وطنى بين الحكومة من جهة وبين بقية القوى والأحزاب المختلفة سوف يعود بالنفع على المجتمع بأكمله.
حينما يقل التوتر السياسى، يحدث الاستقرار الأمنى ومعه يأتى الاستقرار فى كل المجالات، وبالأخص فى الملف الاقتصادى. لنتخيل مثلا أن الحوار الوطنى قد تمكن من التوافق على سياسات اقتصادية، فأغلب الظن أن ذلك سوف ينعكس إيجابا على حياة غالبية الناس فى مصر.
حينما يتوافق الناس على القضايا الأساسية، خصوصا تلك التى تثير الجدل، فإن ذلك سوف ينعكس أيضا إيجابا على معيشة الناس.
صحيح أن هناك قوى وشخصيات ارتمت فى أحضان كل أعداء البلاد، وصحيح أن بعضهم دعّم وأيّد ومارس العنف والإرهاب، لكن الأصح أن غالبية المعارضة المصرية الموجودة بالداخل وطنية، ولا تختلف على شرعية النظام، وتؤمن بالقانون والدستور والدولة المدنية، هى فقط تختلف مع النظام على بعض السياسات والأولويات.
وبالتالى فحينما يكون هناك حوار ونقاش بين الحكومة والمعارضة وكل فئات المجتمع على أرضية قضايا الوطن وتقدمه، فإن الجميع سوف يستفيدون.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما الذى يستفيده المواطن العادى من الحوار الوطنى ما الذى يستفيده المواطن العادى من الحوار الوطنى



GMT 04:56 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

المستفيد الأول إسرائيل لا إيران

GMT 04:15 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الغضب الساطع آتٍ..

GMT 04:13 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

جبر الخواطر.. وطحنها!

GMT 04:11 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

عامٌ يبدو أنه لن يكون الأخير

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:31 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

آندي روبرتسون يخوض لقائه الـ150 مع ليفربول أمام نيوكاسل

GMT 06:47 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد نهاية الجولة الـ 13

GMT 02:10 2020 الخميس ,10 كانون الأول / ديسمبر

7 أسباب تؤدي لجفاف البشرة أبرزهم الطقس والتقدم في العمر

GMT 22:29 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

أحمد موسى يعلق على خروج الزمالك من كأس مصر

GMT 11:02 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرّف على أعراض التهاب الحلق وأسباب الخلط بينه وبين كورونا

GMT 03:10 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

زيادة في الطلب على العقارات بالمناطق الساحلية المصرية

GMT 22:14 2020 الجمعة ,18 أيلول / سبتمبر

بورصة بيروت تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 12:08 2020 الثلاثاء ,21 إبريل / نيسان

خسائر خام برنت تتفاقم إلى 24% في هذه اللحظات

GMT 17:36 2020 الأحد ,12 إبريل / نيسان

الصين تعلن تسجيل 99 إصابة جديدة بفيروس كورونا

GMT 12:34 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon