توقيت القاهرة المحلي 07:15:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا يحطم التلاميذ أثاث فصولهم؟!

  مصر اليوم -

لماذا يحطم التلاميذ أثاث فصولهم

بقلم: عماد الدين حسين

فى نهاية الأسبوع الماضى أنهى طلاب مدرسة منشية الجبل الأصفر الإعدادية التابعة لإدارة الخانكة التعليمية بمحافظة القليوبية امتحانهم للشهادة الإعدادية.
الطلاب والتلاميذ فى كل مكان بالعالم يمكن أن يحتفلوا بانتهاء الامتحانات بعشرات وربما مئات الطرق والوسائل، لكن لا أظن أنه حتى الشيطان نفسه يمكن أن يقدم ما أقدم عليه بعض هؤلاء الطلاب.
هم قرروا وفى لحظة جنون كاملة أن يكسروا ويدمروا مقاعد وكراسى فصولهم وكل ما صادفوه من أثاث مدرسى، بل وصل الأمر إلى تحطيم مراوح الفصل، إضافة إلى تقطيع كل الأوراق التى كانت معهم أو صادفوها أمامهم.
حينما وصلتنى هذه الصور من إحدى الزميلات على صفحتى على الفيسبوك، اتصلت بها لأتأكد من صحة الواقعة، فكانت متشككة، فاعتقدت أن الموضوع غير حقيقى نظرا لغرابته، لكن زميلنا مراسل «الشروق» فى القليوبية محمود عواد أكد لنا صحة الواقعة، وسأل الدكتور ياسر محمود وكيل وزارة التعليم بالمحافظة، الذى أكد أنه قرر تشكيل لجنة للتحقيق فيما حدث وحصر التلفيات ومعرفة المتسبب فى الواقعة. الدكتور محمود يرى أن المشهد مستفز، وأنهم لم يستطيعوا معرفة الطلاب المخربين لأن الكاميرات موجودة فى طرقات المدرسة وليست داخل الفصول، وبعد ذلك اكتشفت أن الزميل عمرو أديب عرض الموضوع فى برنامجه «الحكاية» على شاشة «إم بى سى مصر».
من حق مديرية التعليم أن تشكل لجنة تحقيق، ومن حق وكيل التعليم أن يصف المشهد بأنه مستفز ومن حقه أن يقول أن التلفيات ليست كبيرة، وأنه تم إعادة ترتيب الفصول وتشغيل المروحة! لكن من حقنا أن نقول أيضا إن ما حدث ليس مجرد تصرف فردى ولكنه يعبر عن وجود ظاهرة حقيقية.
سيقول البعض إن ما حدث طيش تلاميذ مراهقين، أو إنهم أرادوا الاحتفال بنهاية العام الدراسى والشهادة الإعدادية، أو أنهم لا يقصدون تحطيم الأثاث. وأقول وأمرى على الله إن ما حدث كارثة مكتملة الأركان وإن لم نسارع لتشخيصها بدقة وعلاجها بسرعة، فقد نكتشف لاحقا أننا نربى وحوشا فى مجتمعنا وليس جيلا للغد.
سيقول البعض إن هؤلاء قلة قليلة جدا وأن المجموع العام من الشباب ما يزال بخير. وأقول بوضوح إننى لا أظن ذلك، صحيح أننا لا نملك إحصائيات دقيقة عن عدد الطلاب المنفلتين، لكن المشاهد التى نرصدها فى الشوارع ووسائل المواصلات يوميا يمكنها أن تقدم لنا جانبا من الحقيقة.
ما حدث يستحق دراسة معمقة من أساتذة وخبراء علم النفس والاجتماع والدين والتربية والإعلام لكى يشرحوا لنا سر هذه الظاهرة التى يرى كثيرون أنها تتزايد وتعبر عن تفشى الجهل وانعدام الوعى وتراجع الانتماء.
ظنى أن الذين قاموا بتكسير أثاث فصولهم ضحية لنا جميعا، لا أستطيع أن ألقى عليهم اللوم فقط، بل هم حصاد تربية وتعليم متدهور منذ سنوات. لا أستطيع أن ألوم وزارة د. طارق شوقى أو حكومة د. مصطفى مدبولى ولكن الأمر فى نظرى حصاد تراكم لكل أخطاء المجتمع مجتمعة منذ عقود.
حينما يدمر الطلاب أثاث مدرستهم فهم لا يدركون أن أهاليهم هى التى ستتحمل ثمن تكلفة صيانة هذه الأثاثات، وعلينا أن نربط ذلك بما فعله بعض أهالى قرى مركز إدفو بأسوان حينما حطموا الوحدة الصحية بدلا من أن يلوموا أنفسهم لأنهم وضعوا كل أموالهم لدى أحد النصابين! لكن فى حالة طلاب مدرسة الجبل الأصفر لم يخدعهم أحد، بل إن المدرسة تعلمهم مجانا تقريبا، فهل يكون ذلك هو رد الجميل؟!
حينما يفعل التلاميذ ذلك، فلا معنى إلا أنهم لا يعرفون شيئا عن الانتماء والولاء للمدرسة والدولة والمجتمع، وظنى ــ وربما أكون مخطئا ــ أنهم لا يذهبون من الأساس للمدرسة إلا فى يوم الامتحان.
أرجوكم راقبوا سلوك عدد ليس قليلا من الشباب، كيف يتكلم وما هى ألفاظه وتعبيراته وشتائمه وأغانيه وتصرفاته فى الشوارع والحارات والأزقة والمنتجعات لكى نعرف بدقة إلى أين وصلنا أو بالأحرى إلى أين انحدرنا.
أتمنى ألا يمر هذا الموضوع مرور الكرام، وأن نبحث فيه بجدية فربما نمنع الكارثة أو على الأقل نقلل من خطورتها.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا يحطم التلاميذ أثاث فصولهم لماذا يحطم التلاميذ أثاث فصولهم



GMT 04:56 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

المستفيد الأول إسرائيل لا إيران

GMT 04:15 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الغضب الساطع آتٍ..

GMT 04:13 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

جبر الخواطر.. وطحنها!

GMT 04:11 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

عامٌ يبدو أنه لن يكون الأخير

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:31 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

آندي روبرتسون يخوض لقائه الـ150 مع ليفربول أمام نيوكاسل

GMT 06:47 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد نهاية الجولة الـ 13

GMT 02:10 2020 الخميس ,10 كانون الأول / ديسمبر

7 أسباب تؤدي لجفاف البشرة أبرزهم الطقس والتقدم في العمر

GMT 22:29 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

أحمد موسى يعلق على خروج الزمالك من كأس مصر

GMT 11:02 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرّف على أعراض التهاب الحلق وأسباب الخلط بينه وبين كورونا

GMT 03:10 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

زيادة في الطلب على العقارات بالمناطق الساحلية المصرية

GMT 22:14 2020 الجمعة ,18 أيلول / سبتمبر

بورصة بيروت تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 12:08 2020 الثلاثاء ,21 إبريل / نيسان

خسائر خام برنت تتفاقم إلى 24% في هذه اللحظات

GMT 17:36 2020 الأحد ,12 إبريل / نيسان

الصين تعلن تسجيل 99 إصابة جديدة بفيروس كورونا

GMT 12:34 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon