توقيت القاهرة المحلي 23:39:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شيكابالا.. خطيئة النجم وخطأ الجماهير

  مصر اليوم -

شيكابالا خطيئة النجم وخطأ الجماهير

بقلم : عماد الدين حسين

إذا كان الفيديو المنسوب لنجم كرة القدم فى الزمالك اللاعب محمود عبدالرازق «شيكابالا» صحيحا، بأنه شارك فى سب النادى الأهلى وجماهيره، فهو أمر ينبغى أن يتم إدانته بأقوى العبارات الممكنة خصوصا من نادى الزمالك ورموزه وجماهيره العاقلة، مثلما ينبغى أن ندين بنفس القوة أى سلوك مماثل يصدر عن رموز ولاعبى أى فريق آخر كبيرا كان أو صغيرا.
لا يوجد أى مبرر أن يفعل شيكابالا ما هو منسوب إليه من سب الأهلى وجماهيره، خصوصا أن فريقه تمكن من تحقيق الفوز بالدورى العام قبل نهايته بأسبوع، وحتى لو كان الأهلى هو الفائز والزمالك هو الخاسر، فإن ذلك لا يبرر لشيكابالا أو غيره أن يفعل ما هو منسوب إليه.
كنت أتمنى أن يكون الفيديو ملفقا وأنتظر من اللجنة المؤقتة التى تدير نادى الزمالك أن تتحقق من الأمر، وتحقق فيه، وتعلن الأمر للجماهير والرأى العام، فإذا كان الفيديو صحيحا، وجب معاقبة شيكابالا، وأى لاعب شارك فى هذا الفيديو بأشد العبارات الممكنة، وإذا كان الفيديو مزورا فإننا نطالب السلطات المختصة بكشف من يقف خلف تزويره.
أكتب هذه الكلمات وأنا أشجع الزمالك منذ عام ١٩٧٥، حينما كان عمرى تسع سنوات، وفرحت جدا أن الزمالك فاز بالدورى بعد ست سنوات من آخر فوز له عام ٢٠١٥. لكن هناك فرقا كبيرا بين أن أفرح لفوز الفريق الذى أشجعه، وبين أن أسب وأشتم الفريق المنافس ومشجعيه، أو أشارك فى هذا الأمر، أو حتى أصمت عن إدانته.
بعض جماهير الزمالك تقول إن شيكابالا معذور، حينما يخرج عن شعوره، بسبب الاستهداف الدائم له من قبل جماهير الأهلى. وهذا تبرير لا يمكن قبوله. أولا: أعرف أن شيكابالا تعرض إلى ما يفوق طاقته من قلة منحرفة من الجماهير، وعلينا أن ندين أى استهداف من أى جمهور لشيكابالا أو لغيره، وينبغى أن يتم معاقبة من يفعل ذلك، لكن هناك فرقا كبيرا بين خطأ الجماهير، وخطيئة اللاعب. الجماهير تسب وتشتم كثيرا ليس فى مصر فقط، ولكن فى كل بلدان العالم، ونرى فى أعرق الدول الليبرالية والديمقراطية والمتقدمة والمتعلمة بعض الجماهير التى ترتكب أفعالا عنصرية صريحة، بحق اللاعبين ذوى البشرة السمراء، أو ضد أى لاعب غير أبيض.
هذا أمر مدان واتحاد الكرة الدولى يجرّمه ويغرم الأندية والجماهير غرامات وعقوبات باهظة. لكن خطأ النجم أكثر فداحة، لأنه يفترض أن يكون قدوة ومثلا ونموذجا للجماهير، ويساهم فى تخفيف حدة التعصب وليس زيادته.
سيقول بعض الزملكاوية الذين يقرأون هذه السطور أن بعض لاعبى وإداريى الأهلى فعلوا سلوكيات أقرب لما فعله شيكابالا، ويضربون المثل بما فعله كابتن الأهلى السابق حسام عاشور، وبعض تصريحات مدير الكرة بالأهلى سيد عبدالحفيظ، وأسارع إلى القول إنه لو صح أن الاثنين فعلا ذلك، فينغبى إدانتهما بأشد العبارات الممكنة، وعدم التسامح معهما على الإطلاق، حتى يكون كل هؤلاء عبرة لمن لا يعتبر.
أعرف وأدرك أن المشكلة ليست فى شيكابالا، أو سيد عبدالحفيظ فقط، لكن للأسف هناك مناخ رياضى عام كان بمثابة البيئة أو التربية الخصبة التى شجعت على مثل هذه السلوكيات المنحرفة.
وللموضوعية ينبغى أن نتوجه بالتحية للجنة المؤقتة المشرفة على نادى الزمالك، لأنها تنتهج منهجا محترما فى محاولة القضاء على التعصب، أو على الأقل تخفيض درجته، ورأينا منها أفعالا تربوية كثيرة، ربما تساهم فى إصلاح ما فسد فى السنوات الماضية على صعيد الأخلاق والقيم والتربية.
مرة أخرى لا نقرّ سلوك أى جماهير تخرج عن الروح الرياضية، لكن المأساة تتمثل فى أن هناك لاعبين صاروا ينافسون الجماهير المتعصبة فى البذاءة، والخروج على النص، وهو أمر ينبغى أن نلتفت له، ونعالجه خصوصا أن عددا كبيرا من المصريين يتابع الرياضة والكرة، ويعتبر هؤلاء النجوم نماذج ورموزا، أما الكارثة الكبرى التى ينبغى أن ننتبه لها بقوة فهى ظاهرة بعض الإعلاميين سواء كانوا أهلاوية أو زملكاوية، والذين صاروا السبب الرئيسى فى زيادة ظاهرة التعصب، وأتمنى أن أعود لهذا الموضوع قريبا إن شاء الله.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شيكابالا خطيئة النجم وخطأ الجماهير شيكابالا خطيئة النجم وخطأ الجماهير



GMT 04:56 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

المستفيد الأول إسرائيل لا إيران

GMT 04:15 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الغضب الساطع آتٍ..

GMT 04:13 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

جبر الخواطر.. وطحنها!

GMT 04:11 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

عامٌ يبدو أنه لن يكون الأخير

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:31 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

آندي روبرتسون يخوض لقائه الـ150 مع ليفربول أمام نيوكاسل

GMT 06:47 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد نهاية الجولة الـ 13

GMT 02:10 2020 الخميس ,10 كانون الأول / ديسمبر

7 أسباب تؤدي لجفاف البشرة أبرزهم الطقس والتقدم في العمر

GMT 22:29 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

أحمد موسى يعلق على خروج الزمالك من كأس مصر

GMT 11:02 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرّف على أعراض التهاب الحلق وأسباب الخلط بينه وبين كورونا

GMT 03:10 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

زيادة في الطلب على العقارات بالمناطق الساحلية المصرية

GMT 22:14 2020 الجمعة ,18 أيلول / سبتمبر

بورصة بيروت تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 12:08 2020 الثلاثاء ,21 إبريل / نيسان

خسائر خام برنت تتفاقم إلى 24% في هذه اللحظات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon