توقيت القاهرة المحلي 15:11:11 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أنينُ عيد غزة الصامدين

  مصر اليوم -

أنينُ عيد غزة الصامدين

بقلم - بكر عويضة

حقاً، يمكن سماع أصداء أنين أوجاع عيد الفطر في قطاع غزة تتردد في مشارق الأرض وفي المغارب، ومن شمال الكوكب إلى الجنوب، خصوصاً إذا كان المتلقي ذا ضمير ينبض في القلب، فمنذ قرون مضت حذر قارض شعر عربي، إذ صدع قائلاً: «قد أسمعت لو ناديت حياً... ولكن لا حياة لمن تنادي».

هذا بيت منسوب لكل من عمرو بن معد يكرب بن ربيعة الزبيدي، ودريد بن الصمّة، ثم بشار بن برد. تُرى، أهم حقاً يتنازعون حق ملكيته، أم أن المسؤولية تقع على عاتق فوضى حرية النشر في فضاء محرك البحث «غوغل»؟ أدع الإجابة للزميل والصديق العزيز الأستاذ إياد أبو شقرا، فهو يعرف أكثر مني، ويغرف على نحو أفضل بكثير، من كنوز ديوان العرب، وإذ استفسرت أتاني الجواب بلا تردد؛ القائل هو عمرو بن معد يكرب، ثم إن الصديق زادني من الشعر بيتاً، كما قالت العرب قديماً، فأفادني أن عمرو هو القائل أيضاً في موضع آخر: «إذا لم تستطع شيئاً فدعه... وجاوزه إلى ما تستطيع». تُرى، تساءلتُ، أثمة بعد سياسي يجمع البيتين معاً؟

نعم، لكن الأولوية يجب أن تبقى لأصداء أنين عيد غزة الحزين. وأول المعنيين، أو هكذا يُفترض، بأن تنفطر قلوبهم حزناً يوم عيد الفطر، هم قادة حركة «حماس»، وحركة «الجهاد الإسلامي»، وغيرهم من زعامات الفصائل الفلسطينية، التي تقيم بعيداً عن أرض قطاع غزة، حيث تدور رحى حرب «طوفان الأقصى»، منذ ستة أشهر.

بعد نصف عام من آلام المطحونين في جحيم تلك الحرب، أليس من المشروع التساؤل عن الإحساس الذي يساور أولئك القادة وهم يتابعون مشاهد أطفال غزة، أولاداً وبنات، يزاحمون الأكبر سناً، الرجال منهم والنساء، حاملين الذي تيسر لهم من أواني الطعام الفارغة يحاولون إيصالها إلى القائم على توزيع طعام طُهي بما توفر من معونات غذاء عالمية؟ بلى، هو تساؤل جائز بل مطلوب، وإنْ لم يُطرح عليهم السؤال اليوم، فالأرجح أن وقت محاسبة كل طرف مسؤول عن وصول وضع التشرذم والضياع الفلسطيني مستوى أوصل الجميع إلى «طوفان» تجاوز في كارثية نتائجه كل سوء أوضاع سبقت السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، سوف يأتي ذات يوم ليس بعيداً كما قد يتخيل البعض، أو يتمنى كثيرون.

لماذا يجب وضع ملف الانقسام الفلسطيني على طاولة المحاسبة بمجرد أن يسمح الوقت، وتتاح الفرصة؟

باختصار، لأن الأسوأ تأثيراً على مسار تحقيق العدالة، وضمان تطبيق الشرعية الدولية، بما يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، طوال السنوات التي تسبق حتى قيام دولة إسرائيل الباغية، قبل ستة وسبعين عاماً، تمثل دائماً في انقسام القادة الفلسطينيين على أنفسهم، لصالح برامجهم، أو تحالفاتهم، وضد مصالح شعبهم. لو أن قيادات حركة «فتح»، وحركة «حماس»، تحديداً، أخلصت النيّة في إنهاء انقسام صيف 2007، فوراً، لاختلف المشهد كلياً. ضمن هذا السياق، يقتضي التحليل الموضوعي القول إن «فتح» تتقدم على «حماس» في تحمل المسؤولية، فهي، أولاً، مهدت الطريق بفساد أجهزتها التي حكمت منذ عام 1994، كي تربح «حماس» الانتخابات وتطالب بحصة الأغلبية في الحكم. وهي، ثانياً، التي تخاذلت في قمع الانقلاب الحمساوي فوراً.

يعيدني ما تقدم إلى قول عمرو بن معد يكرب: «إذا لم تستطع شيئاً فدعه... وجاوزه إلى ما تستطيع»، فيذكرني بشعارات «كل شيء أو لا شيء»، التي أدت دائماً إلى انتكاسات أسوأ من سابقاتها. لم يكن ضرورياً أن يأتي العيد على أهل قطاع غزة وهم وهن على هذا الحال. إنما، رغم أنين عيد فطر الصامدين في غزة، فإن التفاؤل بعيد أفضل في مقبل الأيام يظل مطلوباً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أنينُ عيد غزة الصامدين أنينُ عيد غزة الصامدين



GMT 09:44 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

من زهران إلى خان... كل منهما محكوم بالأسطورة القديمة

GMT 22:12 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

استراتيجة ترمب لمكافحة الإرهاب وتغيرات تكتيكية

GMT 22:05 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الحليب والسلوى

GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 03:02 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

اليونيسف تحذر من خطر شديد يهدد أطفال العالم
  مصر اليوم - اليونيسف تحذر من خطر شديد يهدد أطفال العالم

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt