توقيت القاهرة المحلي 04:09:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قطر... «مونديال» لن يتكرر

  مصر اليوم -

قطر «مونديال» لن يتكرر

بقلم:بكر عويضة

الأدق اجتناب التعبير عن أي أمر بأسلوب جازم، غير مفسح المجال أمام احتمال وقوع تطور متعارض مع ما افترض الصحافي، إذ يحرر تقريراً، أو يضع عنواناً. كذلك الحال فيما يخص كاتب المقالة. ذلك أن تجنب تضمين النص مفردات تحسم على نحو يقطع دابر أي شك - كما في الزعيق بكلمات مثل «بلا أي جدال» - يعفي الكاتب من مغبة التعرض لسؤال محرج من نوع: أين الدليل على صحة الذي تزعم أنه غير قابل لأي جدل؟ هذه إحدى بديهيات منهج التحرير الصحافي، كما تعارف عليها الأولون، وكما يعرفها، ولا يزالون يمارسونها، محترفو التدقيق العاملون في قاعات تحرير الصحف والمجلات، بمختلف اللغات. إذ ذاك هو الحال، أولى إذن، فأولى بي، أن أبادر إلى تصحيح عنوان مقالتي قبل أن أزعج بذلك الأستاذ الزميل المكلف تلك المهمة غير الهينة، فيصبح العنوان الأصح على النحو التالي: قطر... «مونديال» الأرجح ألا يتكرر.
قبل الدخول إلى مزيد التفاصيل، ثمة جانب آخر على قدر من الأهمية أيضاً يوجب التوضيح، خلاصته أنني لستُ أدعي ذرة من الخبرة في التعليق الرياضي، ولعل الأدهى يتمثل في عدم اهتمامي أساساً بمتابعة مباريات كرة القدم. يرجع ذلك إلى وقوع نفور منها منذ سنوات صباي، عندما دب بيني وبين أحد أقرب أصدقائي خلاف بسبب مسار مباراة فريقين في الحارة. كاد الخلاف أن يتطور إلى شجار، وعندما بدا لي أن نشوب الصراع صار محتماً، سارعت إلى الانسحاب من الحرب وهي لم تزل في نطاق جدل محتدم، إذ بعدما بدا لي أن المفاضلة هي بين كسب معركة اختلاف الرأي، وبين خسارة الصديق، وجدتني أسارع إلى تفضيل الصداقة على ادعاء بطولة انتصار رأيي على وجهة نظر غيري. بالمناسبة؛ الصديق الذي أشير إليه هنا، كان الأكثر جدلاً بين أصدقاء سني الصبا ومطالع الشباب، ولكن احتدام نقاشاتنا، حول أي شأن، لم يفسد أي ود بيننا، وهو واصل الاهتمام بالشأن الكروي، حتى بعد الالتحاق بكلية الحقوق في جامعة القاهرة، والتخرج منها بتفوق، ثم التدريس في الجزائر، وصولاً إلى العمل أستاذاً في إحدى جامعات قطاع غزة. مقصد القول، الذي أُرجِح أنه ليس موضع خلاف، ولا محط جدل هو أن الاحترام المتبادل بين معتنقي وجهات نظر متباينة، من شأنه دائماً أن يقوي أواصر الصداقة، وأن يحول دون انفراط العقد الاجتماعي للمجتمع على نحو يؤدي إلى مهاوي الردى، بعد شيوع الفوضى.
تجنب أي مظهر من مظاهر الفوضى كان، في تقديري، واحداً من أهم منجزات قطر في تنظيم دورة كأس العالم 2022؛ ذلك أمر سوف يوثق في سجلات الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، الذي لم يتردد رئيسه جياني إنفانتينو، في توجيه «الشكر لجميع المشاركين، ولقطر، وجميع المتطوعين، الذين جعلوا هذا المونديال هو الأفضل على الإطلاق». تلك في حد ذاتها شهادة من حق قطر الدولة، والمجتمع، والمؤسسات، أن تعتز بها تمام الاعتزاز. معروف أن معظم بطولات كرة القدم العالمية، لا تخلو من حوادث شغب ومصادمات، سواء بين مشجعي الفرق، أو بين جماهير المشجعين والشرطة أحياناً. أحداث من هذا النوع شهدتها مسابقات دولية عدة، وهناك حالات منها انتهت إلى مصادمات لم تخل من عنف، كما كان يحصل من قبل مشجعين إنجليز يعرفون بوصف «الهوليغنز»، لا يترددون في إثارة الشغب داخل بريطانيا نفسها.
أما عن مفاجآت «مونديال» قطر المتمثلة في نتائج مذهلة لعدد من المباريات، فحدِث بلا حرج، كما يُقال. منذ بدأت الدورة تتابع توالي المفاجآت غير المتوقعة، بدءاً بالفوز السعودي الصاعق على الأرجنتين، مروراً بهزيمة الألمان بين أقدام فريق اليابان، وصولاً إلى انتصار منتخب تونس على فرنسا، وانتهاءً بما يمكن القول إنه معجزات فريق المغرب، «أسود الأطلس»، أمام إسبانيا والبرتغال، ثم مواجهة فرنسا في نصف النهائي. نعم، صحيح أن أياً من منتخبات العرب لم يصل إلى مباراة الكأس يوم الأحد الماضي، لكن الصحيح أيضاً أن الفرق العربية فاجأت الجميع بمستوى تمكنها في الأداء المتميز. وصحيح جداً، كذلك، أن أول دولة عربية تستضيف تنظيم كأس العالم نجحت أيضاً في تقديم صورة هي موضع اعتزاز عربي. شكراً قطر، ووداعاً لمونديال على الأرجح ألا يتكرر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قطر «مونديال» لن يتكرر قطر «مونديال» لن يتكرر



GMT 04:09 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

شكراً إيران

GMT 04:06 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

عودة إلى «حرب الظل» بين إسرائيل وإيران!

GMT 04:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نيران المنطقة ومحاولة بعث التثوير

GMT 04:00 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«منبر جدة» والتوافق السوداني المفقود

GMT 03:50 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ليبيا وتداول السلطة بين المبعوثين فقط

GMT 17:14 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره
  مصر اليوم - النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي

GMT 09:23 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

ضغوط متزايدة على لامبارد بعد أحدث هزيمة لتشيلسي

GMT 04:38 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

نفوق عشرات الآلاف من الدواجن قرب بلدة "سامراء" شمال بغداد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon