توقيت القاهرة المحلي 08:41:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قضايا انتخابية 2024

  مصر اليوم -

قضايا انتخابية 2024

بقلم : عبد المنعم سعيد

يقال إنه فى البلاد المتقدمة تدور الانتخابات حول القضايا بينما فى البلاد النامية تدور حول العصبيات والأيدلوجيات. هناك بعض من الحقيقة فى ذلك، ولكنها أيضًا لا تخلو من زيف. فالعصبية باتت متأصلة فى الولايات المتحدة، ولذلك جرى التقسيم البديهى بين الولايات الحمراء الجمهورية والزرقاء الديمقراطية حيث التصويت مضمون للمرشح الجمهورى والآخر الديمقراطى وتنحصر المنافسة فى مجموعة صغيرة من الولايات «المتأرجحة» التى قد تكون ثلاثًا أو سبعًا حسب الموسم الانتخابى. وفى الدول النامية ورغم العصبيات والأيدلوجيات فإن الانتخابات لا تخلو أبدًا من قضايا «أكل العيش» التى تجعل للزيت والسكر مزايا انتخابية. مع ذلك فإن الأمر صحيح فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية الحالية؛ فبعد خروج الرئيس بايدن وحلول نائبته كامالا هاريس مكانه، وبعد تمام انعقاد مؤتمرى الحزبين الجمهورى والديمقراطى فإن حرب المواقف من القضايا الأساسية بدأت.

هاريس تحب أن تبدأ حديثها بأنها وحزبها يحركهم المستقبل وليس الماضى كما يفعل الطرف الآخر؛ ترامب لا يصوغ المسألة بهذه الصورة ويضعها على بندول اليسار واليمين، وبالطبع فإن خصمه يسارى وماركسى. بعد ذلك توضع القضايا الحاكمة فى مكانها من المعادلة فالديمقراطيون يهتمون بالطبقة الوسطى وسعادتها، والجمهوريون يريدون مكافأة الرأسماليين لأنهم يجعلون بقية الأمريكيين سعداء بما يستثمرون ويعطون فرص العمل والسعادة. الإجهاض حق من حقوق المرأة فى جسدها، والجمهوريون منقسمون من أول أن الحياة تبث منذ تخصيب البويضة، ومن يرى أن الحياة تأتى بعد ستة أسابيع، وترامب يرى أن الفترة أكثر من ذلك ويريد أن يكون من «المعتدلين». وبينما هناك اتفاق على السماح بالإجهاض فى حالات الاغتصاب والاعتداء الجنسى فإن هناك من يرفضه، وأكثر من ذلك يرفض تنظيم النسل ولكن ترامب يرى أن أمريكا فى حاجة من المزيد من الأطفال «الرائعين».

وبينما يعطى «الإجهاض» ميزة تنافسية للديمقراطيين، فإن الهجرة واللجوء تعطى ميزة كبيرة للجمهوريين. وهى ميزة واقعة فى العالم كله حيث تسببت «العولمة» فى عمليات انتقال واسعة للقوى العاملة فى العالم بينما هى تبحث عن ارتفاع فى مستوى معيشتها. وفى الولايات المتحدة كان الترحيب بذلك قائمًا سواء لأنها بلد قائم على الهجرة، وتفخر بأنها ملجأ المحرومين ووطن الشجعان؛ أو لأنها تحاول تجديد القاعدة العمالية بأيدى عمل رخيصة. ولكن ذلك كان فى الماضى، وبعد أن كان هناك عقدة نفسية لدى الأمريكيين إزاء الأقلية السوداء (11٪ من الشعب الأمريكى) لأنها جاءت مجبرة على القدوم؛ فإن ذلك لا ينطبق على آخرين من أمريكا الجنوبية من أصول لاتينية الذين بلغوا 13٪ من الشعب الأمريكى. بعد ذلك أتت كثرة من آسيا والشرق الأوسط، ونمت أعداد من تبقى من «الهنود الحمر سكان أمريكا الأصليين» فبات العنصر الأبيض يشكل 70٪ فقط من السكان بعد أن كانوا 74٪ قبل عقد مضى. المعضلة السكانية فى المسألة الانتخابية أن الهجرة تصب لصالح الديمقراطيين لأن سياساتهم فضلًا عن الرفق بالمهاجرين فإنها بطريقتها فى الإنفاق العام تجعلهم أكثر تفضيلًا ساعة التصويت. الاعتقاد لدى ترامب ورفاقه من الجمهوريين هو أن الديمقراطيين يستخدمون الهجرة لتوليد انقلاب سكانى يمكنهم من السلطة ساعة الانتخاب.


فى السياسة الخارجية فإن الخلاف لا يقل اتساعًا، الديمقراطيون يؤيدون التحالف الغربى ويأخذون العالم باعتباره معركة بين الديمقراطيين- أى أمريكا وحلفائها الغربيين- والسلطويين الذين يميلون إلى روسيا والصين فى المنافسة العالمية. الديمقراطيون هكذا يدعمون أوكرانيا حتى النصر ويمدونها بالسلاح ويضغطون على أوروبا حتى تقدم الدعم، ويعملون على الفوز فى المنافسة مع الصين باعتبارها قضية المجتمعات الديمقراطية. الجمهوريون فى عصر ترامب ينظرون نظرة سلبية للدول الديمقراطية ويرونها عبئًا على واشنطن، يعطون التأييد للتحالف الغربى إذا ما دفعت الدول الغربية ثمن الدفاع عنها؛ ولا يرون سببًا فى الإنفاق على أوكرانيا التى ستخسر الحرب على أية حال. فيما يتعلق بالشرق الأوسط فإن كليهما ديمقراطيين وجمهوريين يتفقان على دعم إسرائيل، وضمان أمنها وحقها فى الدفاع عن نفسها وانتصارها الكامل على حماس؛ ولكن الديمقراطيين يريدون من إسرائيل أن تعرف بوجود مصالح أخرى لأمريكا فى المنطقة، وأن الأفضل لأمنها أن تصل إلى حل الدولتين مع الفلسطينيين والعرب. الجمهوريون فى ردائهم «الترامبى» يرون أن إسرائيل دولة صغيرة الحجم ومن حقها التوسع بعد أن تنتهى بالانتصار فى الحرب القائمة. ترامب شخصيًّا لا يمانع فى ضم أراضٍ فلسطينية إلى إسرائيل بعد أن ضم خلال ولايته السابقة القدس التى نقل إليها السفارة الأمريكية باعتبارها العاصمة الأبدية لإسرائيل، وفعل الأمر ذاته مع المرتفعات السورية التى صدّق على ضمها لإسرائيل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قضايا انتخابية 2024 قضايا انتخابية 2024



GMT 09:44 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

من زهران إلى خان... كل منهما محكوم بالأسطورة القديمة

GMT 22:12 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

استراتيجة ترمب لمكافحة الإرهاب وتغيرات تكتيكية

GMT 22:05 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الحليب والسلوى

GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt