توقيت القاهرة المحلي 08:52:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

البحث عن خطاب الشيخ العيسى

  مصر اليوم -

البحث عن خطاب الشيخ العيسى

بقلم - مشاري الذايدي

أظن أن تكثيف العمل وتنويعه في ميدان صناعة الأفكار الداعمة لقيم التعاون والتفاهم والسلم والعلم، ضرورة للحياة نفسها، وليس نشاطاً ترفياً يزجي بعض المتقاعدين من كبار الموظفين الحكوميين وقتهم فيه.

من هذه الزاوية أنظر لجهود ونشاط أمين عام رابطة العالم الإسلامي الدكتور محمد العيسى.

الشيخ محمد العيسى يتميز عن كثرة كاثرة من أقرانه بحرارة وصدق وتتابع في عمله لتكريس خطاب ديني ثقافي رافد للتعاون الدولي بين الأمم والحضارات والثقافات والديانات، وليس مجرد احتراف عمل بيروقراطي بارد في هذا الميدان.

قبل أيام تحدث الشيخ الدكتور محمد العيسى، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي رئيس هيئة علماء المسلمين، في محاضرة بالقاعة الكبرى لمكتبة الإسكندرية، عن «الشرق والغرب»، متناولاً العلاقة التاريخية بينهما، وعدداً من النظريات والأطروحات في سياقهما التاريخي، كما نشرت «الشرق الأوسط»، التي أضافت أنه بعد المحاضرة انطلقت أعمال المؤتمر الدولي حول المبادرة الأممية التي قدمتها رابطة العالم الإسلامي بعنوان: «بناء جسور التفاهم والسلام بين الشرق والغرب»، بتنظيم من رابطة الجامعات الإسلامية بالتعاون مع جامعة الإسكندرية وجامعة العلمين الدولية، وذلك لبحث دور الجامعات في تعزيز تلك المبادرة.

عقد هذا المؤتمر الجديد جاء بعد مرور عامٍ على إطلاق المبادرة في مقر الأمم المتحدة، بمشاركة من رئيسها وأمينها العام، وكبار قياداتها، وحضور رفيع من القيادات الدينية والدبلوماسية الدولية. وتم طلب المقترحات «العمليَّة» لتفعيل دور جامعات العالمين العربي والإسلامي في دعمها.

هذا عمل طيب وليس سهلاً اليوم في عالم يجد بعض الشباب فيه جاذبية في فتاوى وخطب شيوخ القطيعة والكراهية وأنصار خطاب «الفسطاطين»، وتحويل الأرض لمسرح قتال وكره خالد.

ليس سهلاً مثل هذا النشاط مع آلاف الخطب والمواعظ والفتاوى الـمحاربة للانفتاح وخطاب السلم والعلم ووصمه بالخيانة، بل المروق من الدين والانبطاح للغرب «الصليبي الكافر».

حتى أكون أكثر تحديداً، قارن ما قاله داعية إخواني قطبي سعودي مثل سفر الحوالي عبر عشرات الخطب والكلمات والدروس والكتب حول العلاقة «الشرعية» الوحيدة الواجب انتهاجها مع الغرب.. ما هي؟! عند سفر الحوالي، الحرب الدينية العقائدية الخالدة إلى يوم القيامة، ومن يعتقد أنَّنا نبالغ ونفتري على الرجل فليقرأ – ما يقدر عليه - من كتابه المهول الحجم بعنوان (المسلمون والحضارة الغربية) وهو آخر أعماله.

ما قدمه الدكتور سفر الحوالي في كتابه لم يكن مناقشة بل كان بياناً، وإعلاناً بالبراءة، كما أنه أغفل تماماً أي حديث حول الحضارة الغربية، من ناحية منتجاتها العلمية والصناعية والتقنية في الطب والهندسة والجغرافيا والنقل وبقية فروع العلوم والاختراعات المفيدة للبشرية... كل البشرية.

اختصر الغرب في السياسة، واختصر السياسة في بعض أحزابها وشخصياتها، واختصر ذلك كله في الحروب والصراعات.

نعم. هناك وجه قبيح للغرب معنا نحن في ديار العرب والمسلمين، منذ أيام الاستعمار حتى اليوم في ميدان المكائد السياسية والأطماع الاقتصادية، لكن الغرب ليس هذا فقط، والسياسة الغربية أيضاً ليست هذا الوجه فقط، هناك ملامح كثيرة نافعة لكل البشر مثل قوانين حقوق الإنسان، ومثلاً رأينا الآن محكمة الجنايات الدولية تصدر قراراً ضد بنيامين نتنياهو، وهي في النهاية مؤسسة أسسها الغرب ومقرها الغرب.

خلاصة القول، حتى نطوي نهاية الحديث على بدايته، هو أن الخطاب النافع الخير الذي يمثله أمين رابطة العالم الإسلامي الشيخ محمد العيسى، خطاب يجب أن يكون هو الأصل والأساس في الخارج وإلى الخارج كما في الداخل وإلى الداخل.

خطاب يجب إذاعته ونشره لا تجاهله وعزله عن الناس، كما يجرب بعض المتذاكين فعله!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البحث عن خطاب الشيخ العيسى البحث عن خطاب الشيخ العيسى



GMT 20:57 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

المفتاح الأساسي لإنهاء حرب السودان

GMT 20:53 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

عفونة العقل حسب إيلون ماسك

GMT 20:49 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

أميركا تناشد ‏الهند وباكستان تجنب «الانفجار المفاجئ»

GMT 20:45 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

عودوا إلى دياركم

GMT 09:44 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

من زهران إلى خان... كل منهما محكوم بالأسطورة القديمة

نادين نسيب نجيم تتألق بإطلالات لافتة في عام 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 00:46 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يهدد بضربة عسكرية ضد طهران ويطالب حماس بنزع السلاح
  مصر اليوم - ترامب يهدد بضربة عسكرية ضد طهران ويطالب حماس بنزع السلاح

GMT 15:46 2025 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

انخفاض جماعي في أسعار المعادن والفضة تهوي لأقل من 80 دولارًا
  مصر اليوم - انخفاض جماعي في أسعار المعادن والفضة تهوي لأقل من 80 دولارًا

GMT 01:56 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

التعليم.. والسيارة ربع النقل!

GMT 09:35 2025 الأحد ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 12:36 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

زهير مراد يستوحي تصاميم الخريف من عالم الأساطير

GMT 05:47 2022 الإثنين ,31 تشرين الأول / أكتوبر

فيرستابين بطلا لجائزة المكسيك الكبرى للفورمولا 1

GMT 03:43 2021 السبت ,01 أيار / مايو

تامر حسني يطرح بوستر فيلم ”مش أنا”

GMT 03:30 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الدفاع يغادر إلى البرتغال لدعم علاقات التعاون العسكري

GMT 09:04 2020 الإثنين ,27 إبريل / نيسان

تعرف على مواعيد قطارات السكة الحديد الإثنين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt