توقيت القاهرة المحلي 20:37:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التجربة الكندية

  مصر اليوم -

التجربة الكندية

بقلم - مشاري الذايدي

مكثنا فترةً طويلةً نحن العرب نستغرب: عن توافق غربي بخصوص تمكين النفوذ الإيراني في ديارنا المسماة بالشرق الأوسط تحت بند «توازن القوى». وهي سنة قديمة من زمن الثقافة البريطانية الاستعمارية، وكندا كما نعلم ضمن فضاء الكومنولث البريطاني.

هل الغربيون يرفضون غلبة النفوذ العربي على حساب النفوذ الإيراني، أو العكس؟!

مؤخراً، مجلس العموم في كندا اتخذ قراراً بتصنيف «الحرس الثوري» الإيراني، منظمة «إرهابية»، وكلنا نعلم أنّ كندا حالياً تقع في أقصى الغرب الليبرالي.

حول هذا القرار الكندي، أدانت الخارجية الإيرانية هذا التصنيف، على لسان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، وفقاً لما نقلته وكالة «مهر» الحكومية.

وأصدر مجلس العموم الكندي، الخميس الماضي، قراراً بالإجماع، لصالح اقتراح بإضافة «الحرس الثوري» الإيراني إلى القائمة الرسمية للمنظمات الإرهابية.

كنعاني قال إنَّ «(الحرس الثوري) مؤسسة سيادية ناشئة من الأمة الإيرانية، ولها هوية رسمية وقانونية صادرة عن دستور إيران، وهي إلى جانب عناصر أخرى مثل القوات المسلحة، لديها مسؤولية حراسة الأمن وحدود البلاد، كما تساهم في تحقيق الأمن والاستقرار المستقر في المنطقة، من خلال التعامل مع ظاهرة الإرهاب الشريرة»، على حد تعبيره.

كنعاني قال إن «إجراء البرلمان الكندي ناجم عن جهل وعدم دراية بتأثير هذه المؤسسة».

هكذا قال الناطق الإيراني، وهكذا المتوقع منه، لكن السؤال الحقيقي: هل يجهل الغربيون - مجلس العموم الكندي هنا عينة ممثلة لهم - أن «الحرس الثوري» الإيراني هو راعٍ حقيقي للميليشيات الناشطة في الأعمال التخريبية في ديار العرب، المسماة بالشرق الأوسط؟!

كلنا، وهم معنا، يعلمون ذلك، فهل المعرفة هذه تلقى بالتقسيط؟!

وعليه، ومع هذه المعرفة «العمومية» المتراكمة، جيلاً إثر جيل، يلام العرب، في هذا الوقت، إن هم تشككوا في صدق وصفاء نية الغرب، وديمومة عزيمتهم في التعاطي مع هذه المعرفة العمومية!

قيل قديماً في حكمة العرب: من جرّب المجرّب فعقله مخرّب!

لذا، فلا ملام على العرب إن لم يتعاموا بجدية مع مثل هذه المواقف الغربية، فمن لم يعامل الضرر مباشرة ليس كمن يستخدمه عن بعد في مسرحية اللؤم السياسي. أو كما يقال في المثل العربي الآخر: من يأكل العصي ليس كمن يعدها!

الحق أنَّ هناك ذاكرة عربية حرجة حافلة بالشكوك مع التعاطي الغربي مع منطقتنا، ذاكرة خلاصتها الريبة من صدق ومضاء العزيمة الغربية، ونزاهة هذه السياسات الغربية، حتى يثبت العكس. وحتى يصحح ذلك، فلا يوجد ترف من الوقت لإضاعته مع هذه «التجاريب» الغربية، كندية كانت أو غيرها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التجربة الكندية التجربة الكندية



GMT 06:36 2024 الخميس ,23 أيار / مايو

الهوس بالمرأة

GMT 06:30 2024 الخميس ,23 أيار / مايو

لطمة كبرى!

GMT 06:28 2024 الخميس ,23 أيار / مايو

فلتبدأ الوزيرة فؤاد

GMT 06:25 2024 الخميس ,23 أيار / مايو

نبوءةُ الرجل المثقف!

سلمى أبو ضيف تطل كالعروس على السجادة الحمراء في "كان"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 14:59 2024 الخميس ,23 أيار / مايو

نصائح لتزيين المنزل بالنباتات الصناعية
  مصر اليوم - نصائح لتزيين المنزل بالنباتات الصناعية
  مصر اليوم - أول تعليق من حماس على إعلان فلسطين دولة مستقلة

GMT 10:59 2024 الأربعاء ,22 أيار / مايو

وقت ممارسة الرياضة مهم لفقدان الوزن
  مصر اليوم - وقت ممارسة الرياضة مهم لفقدان الوزن

GMT 06:15 2024 الخميس ,23 أيار / مايو

نيكي هايلي تخرج عن صمتها وتعطي صوتها لترامب
  مصر اليوم - نيكي هايلي تخرج عن صمتها وتعطي صوتها لترامب

GMT 11:06 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

البرلمان.. يُمثل من؟!

GMT 10:37 2021 الجمعة ,22 كانون الثاني / يناير

تعرف على من هو أحمد مناع أمين مجلس النواب 2021

GMT 09:30 2021 الخميس ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تبون يأمر بإعادة إطلاق مشروع فيلم "الأمير عبد القادر"

GMT 20:34 2020 الجمعة ,02 تشرين الأول / أكتوبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 21:44 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كندة علوش تكشف للمرة الأولى عن وجه ابنتها

GMT 20:35 2018 الجمعة ,16 شباط / فبراير

زلاتان إبراهيموفيتش يسخر من أليكسيس سانشيز

GMT 14:31 2021 الجمعة ,08 تشرين الأول / أكتوبر

وائل جمعة يعلن ترتيبات سفر منتخب مصر إلى ليبيا

GMT 14:53 2021 الإثنين ,06 أيلول / سبتمبر

أبرزها الحمل والجوزاء الأبراج الأكثر عرضة للطلاق

GMT 15:39 2021 الجمعة ,20 آب / أغسطس

السعودية تستضيف نهائي دوري أبطال أسيا 2021
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon