توقيت القاهرة المحلي 05:34:00 آخر تحديث
  مصر اليوم -

انقلاب بلا قبّعات

  مصر اليوم -

انقلاب بلا قبّعات

بقلم:سمير عطا الله

عندما يغرق الكبار في الشؤون الصغيرة، تتحول القضايا الكبرى إلى مهزلة. الانقلاب على جو بايدن بدا مثل أي انقلاب مسطول في أي «جمهورية موز»، ولكن من دون ثياب عسكرية. ورئيس النواب الأميركي يدعو الرئيس إلى الاستقالة فوراً من دون الانتظار إلى نهاية الولاية.

انقلاب من دون خوذ أو دبابات. رئيس أميركا «يستشير عائلته» في واحدة من أدق لحظات التاريخ بدل أن يستمع إلى صوت المنطق، والناس، والعقل، وخصوصاً الضمير. وضع كرامته الشخصية جانباً، وخاض معركة عبثية مع خصم لا يعرف إلا الملاكمة وخطابها السياسي وشعاراتها. لم يتوقف لحظة أمام صورته كحصان هرم على حافة الميدان، مصراً على كونه الحصان الرابح. وفي هذا المشهد البليد، المضحك أحياناً، بدت أميركا بلداً على حافة الانهيار والانفجار. فالمعروف أنه رغم كل شيء، من حروب وفشل وأوضاع اقتصادية، لا تزال أميركا البلد الذي يطلب خصومها اللجوء إليها. قد تتقدمها الصين في المال والنمو، وقد تلحقها الهند، وقد تسبقها روسيا، أو اليابان، أو البرازيل، لكنها لا تزال الدولة الأولى التي يطلب فيها الفازعون الشعور بالطمأنينة.

هذه الميزة بدت في خطر عندما تحدث ترمب عن الخوف «من حرب أهلية». وتحدث عن رئيس الدولة بلهجة الاحتقار. وخرج بايدن من السباق متراخياً مفككاً، وصورة أميركا مهشمة، والقيم الديمقراطية على الحضيض.

الأسابيع الأخيرة من المعركة الرئاسية تحولت إلى حالة وصولية خالية من أي مقياس من معايير اللياقة: خطاب ترمب المحشو تقسيماً وتهديداً، وخطاب الرئيس الذي يشبه تقريراً طبياً يومياً، اعتذارياً، مرفقاً بمقاطع عن تعثره وسقطاته.

دائماً كانت إلى جانبه الليدي «ماكبث» تتأمله، عاقدة الحاجبين، خائفة من تعثر جديد. وما أن يقدم الوصلة بنجاح، حتى تصفق له: حسناً يا جو. أربع سنوات أخرى.

لا. آسفون. لا ولاية أخيرة. لا تستطيع أميركا، ولا العالم، تحمل المزيد من حالات الاضطراب وعدم اليقين. أي قرار يمكن أن يتخذه بعد اليوم رئيس في هذا الضعف في عالم مشتعل الأطراف؟ بأي ثقة يمكن أن يحاور نتنياهو المشتعل الأطراف هو أيضاً؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انقلاب بلا قبّعات انقلاب بلا قبّعات



GMT 05:34 2025 الأحد ,28 كانون الأول / ديسمبر

عالم دونالد ترامب

GMT 05:13 2025 الأحد ,28 كانون الأول / ديسمبر

ما هذا يا دكتور أشرف؟!

GMT 05:06 2025 الأحد ,28 كانون الأول / ديسمبر

جنازات تاريخية

GMT 04:51 2025 الأحد ,28 كانون الأول / ديسمبر

زمن الفن والكورة

GMT 11:00 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

أداء المنتخب وراء «الفوز المهم»

GMT 11:00 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

عن الصور والمصورين.. والشخصيات العامة

GMT 10:58 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

درب السلام

GMT 10:56 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

لَا أَحسَبُ الشَّرَّ جَاراً!

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 01:58 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الكهرباء

GMT 09:16 2022 الأربعاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

سيارات هيونداي ترفع النقاب عن نسختها الجديدة سانتافي 2023

GMT 10:23 2021 الخميس ,17 حزيران / يونيو

Razer تعلن عن أحد أفضل الحواسب لمحبي الألعاب

GMT 09:26 2021 الأحد ,23 أيار / مايو

ترتيب الدوري المصري 2021 بعد نهاية الجولة 23

GMT 10:37 2021 الجمعة ,22 كانون الثاني / يناير

تعرف على من هو أحمد مناع أمين مجلس النواب 2021

GMT 07:00 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

4 أمور يُستحبّ فعلها قبل صلاة عيد الفطر المبارك

GMT 03:29 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

علاء مرسي يكشف عن ملامح دوره في مُسلسل "الضاهر"

GMT 02:31 2019 الإثنين ,18 آذار/ مارس

خاتم زواج الماس للمناسبات الخاصة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt