توقيت القاهرة المحلي 14:58:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

... تعوضه بالحرير

  مصر اليوم -

 تعوضه بالحرير

بقلم:سمير عطا الله

للكاتب الألباني إسماعيل قدري قصة قصيرة تدور كلها حول سور الصين. فنان، وقلت له، هاك السور العظيم. الباقي عليك، يؤسفني أنني نسيت عنوان القصة وفحواها، غير أن السطر الوحيد الذي أذكره منها لا يُنسى في عبقريات القول: «ما تخسره الصين بالسيف تعوّضه بالحرير».

تابعت حرير الصين الأولمبي منبهراً بأشياء لا أعرف عنها شيئاً. ولم يكن همي الإبداع الصيني، بل مشاهدة السباق بين آخر عمالقة الغرب، وأول عمالقة الشرق. وفي أي عالم سوف يعيش أبناؤنا وأحفادنا عندما يبلغ السباق ذروته على سطح الأرض، وكيف سوف يستقلون قطارهم إلى المريخ. خصوصاً إذا ما كانت الصين قد قفزت إلى المرتبة الأولى، ومعها مليار متعلم، أهم ما في شهاداتهم أنَّهم حصلوا عليها في دور العلم الأميركية!

أولمبياد باريس، عجب، وأعجب ما فيها، الصين. إلى أربعة عقود خلت كان أعظم ما فيها أنها تقرأ الكتاب الأحمر، وتلبس بزة زرقاء موحدة. وتأكل حفنة من الرز. أهم ما فيها الآن أنها نسيت ذلك تماماً.

الهدف الأول من الأولمبياد وغيرها من دورات رياضية عالمية، كان استمرار التنافس الودي مهما بلغت درجة العداء السياسي. لذلك، كانت تحرص دول الحرب الباردة على جعل الفوز بالميداليات موازياً للفوز بالدبابات. كان منع روسيا من المشاركة في أولمبياد باريس موقفاً جائراً لسببين: الأول لأنه مجافٍ للحرية التي هي شعارها، وثانياً لأنه نقيض الروح الأولمبية. وعلى صعيد آخر حرمت الرياضة وجمهورها من التمتع بأداء واحدة من أبرع الفرق الأسطورية في هذه الفنون الرائعة.

تلوث النزاعات السياسية كل شيء. لكن السباقات تظل مفتوحة في كل مجال آخر: بدأ السوفيات سباق الفضاء بإرسال الكلبة «لايكا» إلى المدار. ثم اشتعلت السماء بالأقمار الاصطناعية بحيث أصبحت أكثر ازدحاماً من الأرض.

غياب الروس أعطى الصين بريقاً إضافياً. وأعاد إلى باريس الكثير من ألوانها، لولا ذلك المشهد الافتتاحي المثير للتقزز، والمضاد للذوق العام. وبرغم كل شيء، أعطي العالم فسحة جمالية مجانية رائعة، وفرصة - ولو قصيرة - لمشاهدة الإنسان في أرقى إبداعاته، بينما ينافس - على الجانب الآخر - أفظع أنواع الوحوش. الغول الذي لا يشبع من ضحاياه، ولم يعد من المستحيلات.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

 تعوضه بالحرير  تعوضه بالحرير



GMT 11:00 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

أداء المنتخب وراء «الفوز المهم»

GMT 11:00 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

عن الصور والمصورين.. والشخصيات العامة

GMT 10:58 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

درب السلام

GMT 10:56 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

لَا أَحسَبُ الشَّرَّ جَاراً!

GMT 10:56 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

من الوحدة الشاملة إلى براكين الدَّم والتَّشظّي

GMT 10:54 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

«داعش» وأعياد نهاية العام

GMT 10:53 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

المعنى الغائب في أكثر صراعات العالم حضوراً

GMT 10:49 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

المسيحية الصهيونية... من الهرطقة إلى تبرير الإبادة

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 01:58 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الكهرباء

GMT 09:16 2022 الأربعاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

سيارات هيونداي ترفع النقاب عن نسختها الجديدة سانتافي 2023

GMT 10:23 2021 الخميس ,17 حزيران / يونيو

Razer تعلن عن أحد أفضل الحواسب لمحبي الألعاب

GMT 09:26 2021 الأحد ,23 أيار / مايو

ترتيب الدوري المصري 2021 بعد نهاية الجولة 23

GMT 10:37 2021 الجمعة ,22 كانون الثاني / يناير

تعرف على من هو أحمد مناع أمين مجلس النواب 2021

GMT 07:00 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

4 أمور يُستحبّ فعلها قبل صلاة عيد الفطر المبارك

GMT 03:29 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

علاء مرسي يكشف عن ملامح دوره في مُسلسل "الضاهر"

GMT 02:31 2019 الإثنين ,18 آذار/ مارس

خاتم زواج الماس للمناسبات الخاصة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt