توقيت القاهرة المحلي 03:00:58 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الانكشاريون

  مصر اليوم -

الانكشاريون

بقلم - سمير عطا الله

في السنوات الأخيرة من الإمبراطورية العثمانية تحوّل الجيش القويّ الذي طوّع العالم إلى فرق متمردة، تسطو على أموال الناس، وتنتهكُ حرمات البيوت. وكان الحل الأخير أمام السلطان إنهاء التمرد والمتمردين مرةً واحدةً. طاردهم الجيش السلطاني في الأزقةِ والشوارع فسجِنَ من سجن، وقتلَ من قُتِلَ، وذهب اسم «الانكشارية»، أو المرتزقة مثلاً، في تاريخ الانفلات والهزيمة.

لم يكن الانكشاريون أول فصلٍ في تاريخ الحروب الملوثة ولا الأخير طبعاً. تكفي كلمة «مرتزق» لوصف هذا النوع من الجيوش الرديفة، أو لتوصيف مهامهم القائمة على انعدام أي مستوى أخلاقيّ أو إنساني. إنهم يقاولون في القتل. مأجورون يخضعون لقاعدة واحدة هي الإيجار. ليست لعقد القتل المأجور، أي شروط معقدة. ثمنان: واحدٌ للقتل، وواحدٌ للموت. الجنسية والهوية والمعتقد، أمور لا أهمية لها. قد يكون المرتزق روسيّاً يحمل اسم يفغيني بريغوجين مثلاً، أو أميركيّاً يحمل اسم «بلاك ووتر»، والأخيرة تقاضت 21 مليون دولار لحماية موفد جورج بوش إلى بغداد بول بريمر.

ويحرصُ المشتغلون في تجارة الموت على مظهر كريهٍ عمداً من أجل إخافةِ المكلفين بإخافته. ومن ثم يظهرون القماءة نفسها لإخافة مشغلهم كي لا يخل بالعقد. ليس هناك من حرب بشعة وحرب جميلة. لكن وجّها له «بلاك ووتر»، والأخيرة تقاضت 21 مليون دولار لحماية موفد جورج بوش، معالم يفغيني بريغوجين يتحول إلى ميزة كبرى في المواجهات. ويصبح رمزاً تلقائياً للرعب. ويقف يفغيني أمام المصورين متخذاً أمائر مفزعة، مرتدياً بزّة مستهلكة غير مرتبة تشديداً منه على رفض كل حرص إنساني في المواجهة. الفرق بين الحرب النظامية وحرب المرتزقة أن الأولى تلزم الحدود الدنيا من الأصول البشرية. الثانية، لا حدود لشيء. لذلك شعر العالم بالارتياح وهو يرى يفغيني ينصاع لضغوط لا تعرف ما هي، سميت الوساطة البيلاروسية. كانت يفغيني من أقرب الناس إلى الزعيم الروسي، وفجأة انقلب عليه مع أنه كان سبب ثروته التي لا حدود لها. لم يترك يفغيني تجارة إلا وخاضها من بيع النقانق وإلى بيع الرؤوس، وقد انقلب على صديقه الكبير من دون أي حرج أو تردد وكاد يشعل حرباً أهلية مريعة لولا تنازل ما من صاحب الكرملين. ولا يزال المشهد مخيفاً. إنه عالم هش يهدده كبير المرتزقة بعود ثقاب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الانكشاريون الانكشاريون



GMT 02:56 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

«حماس» 67

GMT 02:50 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

نهاية مقولة «امسك فلول»

GMT 02:30 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الإعلام البديل والحرب الثقافية

GMT 02:26 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

«الدارك ويب» ودارك غيب!

GMT 02:11 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الاستثمار البيئي في الفقراء

أيقونة الجمال كارمن بصيبص تنضم لعائلة "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 16:30 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة
  مصر اليوم - نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة

GMT 16:02 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها
  مصر اليوم - طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها

GMT 18:29 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

طلعت زكريا يفاجئ جمهوره بخبر انفصاله عن زوجته

GMT 12:07 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

كيفية تحضير كب كيك جوز الهند بالكريمة

GMT 09:10 2018 الأربعاء ,15 آب / أغسطس

"الهضبة" يشارك العالمي مارشميلو في عمل مجنون

GMT 10:56 2018 الأربعاء ,01 آب / أغسطس

النسخة العربية للعبة كابتن تسوباسا

GMT 14:08 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

أوستراليا تسجل أدنى درجة حرارة خلال 10 سنوات

GMT 01:41 2018 الإثنين ,28 أيار / مايو

تريزيجيه يدعم محمد صلاح بعد الإصابة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon