توقيت القاهرة المحلي 18:07:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الانكشاريون

  مصر اليوم -

الانكشاريون

بقلم - سمير عطا الله

في السنوات الأخيرة من الإمبراطورية العثمانية تحوّل الجيش القويّ الذي طوّع العالم إلى فرق متمردة، تسطو على أموال الناس، وتنتهكُ حرمات البيوت. وكان الحل الأخير أمام السلطان إنهاء التمرد والمتمردين مرةً واحدةً. طاردهم الجيش السلطاني في الأزقةِ والشوارع فسجِنَ من سجن، وقتلَ من قُتِلَ، وذهب اسم «الانكشارية»، أو المرتزقة مثلاً، في تاريخ الانفلات والهزيمة.

لم يكن الانكشاريون أول فصلٍ في تاريخ الحروب الملوثة ولا الأخير طبعاً. تكفي كلمة «مرتزق» لوصف هذا النوع من الجيوش الرديفة، أو لتوصيف مهامهم القائمة على انعدام أي مستوى أخلاقيّ أو إنساني. إنهم يقاولون في القتل. مأجورون يخضعون لقاعدة واحدة هي الإيجار. ليست لعقد القتل المأجور، أي شروط معقدة. ثمنان: واحدٌ للقتل، وواحدٌ للموت. الجنسية والهوية والمعتقد، أمور لا أهمية لها. قد يكون المرتزق روسيّاً يحمل اسم يفغيني بريغوجين مثلاً، أو أميركيّاً يحمل اسم «بلاك ووتر»، والأخيرة تقاضت 21 مليون دولار لحماية موفد جورج بوش إلى بغداد بول بريمر.

ويحرصُ المشتغلون في تجارة الموت على مظهر كريهٍ عمداً من أجل إخافةِ المكلفين بإخافته. ومن ثم يظهرون القماءة نفسها لإخافة مشغلهم كي لا يخل بالعقد. ليس هناك من حرب بشعة وحرب جميلة. لكن وجّها له «بلاك ووتر»، والأخيرة تقاضت 21 مليون دولار لحماية موفد جورج بوش، معالم يفغيني بريغوجين يتحول إلى ميزة كبرى في المواجهات. ويصبح رمزاً تلقائياً للرعب. ويقف يفغيني أمام المصورين متخذاً أمائر مفزعة، مرتدياً بزّة مستهلكة غير مرتبة تشديداً منه على رفض كل حرص إنساني في المواجهة. الفرق بين الحرب النظامية وحرب المرتزقة أن الأولى تلزم الحدود الدنيا من الأصول البشرية. الثانية، لا حدود لشيء. لذلك شعر العالم بالارتياح وهو يرى يفغيني ينصاع لضغوط لا تعرف ما هي، سميت الوساطة البيلاروسية. كانت يفغيني من أقرب الناس إلى الزعيم الروسي، وفجأة انقلب عليه مع أنه كان سبب ثروته التي لا حدود لها. لم يترك يفغيني تجارة إلا وخاضها من بيع النقانق وإلى بيع الرؤوس، وقد انقلب على صديقه الكبير من دون أي حرج أو تردد وكاد يشعل حرباً أهلية مريعة لولا تنازل ما من صاحب الكرملين. ولا يزال المشهد مخيفاً. إنه عالم هش يهدده كبير المرتزقة بعود ثقاب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الانكشاريون الانكشاريون



GMT 03:29 2024 الجمعة ,10 أيار / مايو

كلمة بايدن متنزلش الأرض أبدًا!

GMT 03:27 2024 الجمعة ,10 أيار / مايو

الدنيا بخير

GMT 03:25 2024 الجمعة ,10 أيار / مايو

لا «نزوح» نحو ترامب ولكنهم قد يمتنعون

GMT 03:11 2024 الجمعة ,10 أيار / مايو

مهرجان كان الـ77 يرسم ملامحنا ونرسم ملامحه

GMT 03:07 2024 الجمعة ,10 أيار / مايو

كان إذا تكلم

النجمة درة بإطلالة جذّابة وأنيقة تبهر جمهورها في مدينة العلا السعودية

الرياض ـ مصر اليوم

GMT 10:47 2024 السبت ,11 أيار / مايو

طرق تنظيف أنواع الكنب ووسائده المختلفة
  مصر اليوم - طرق تنظيف أنواع الكنب ووسائده المختلفة

GMT 09:09 2021 الإثنين ,11 كانون الثاني / يناير

مورينيو يرفض وضع توتنهام رهينة لكورونا

GMT 10:44 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

صيحات موضة البوت متناهي الطول من وحي النجمات

GMT 20:44 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

روجيه فيدرر يشارك في بطولة قطر المفتوحة للتنس

GMT 08:49 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

10 قواعد ذهبية ومهمة لغرس الأشجار تعرف عليها

GMT 11:14 2021 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

اتحاد الكرة يبحث تخفيف عقوبة محمد الشناوي

GMT 02:48 2021 الأحد ,17 كانون الثاني / يناير

صفات تزيد وتُثير إعجاب الآخرين بك وفق الأبراج

GMT 03:20 2021 الخميس ,14 كانون الثاني / يناير

ميكيل أويارزابال يتعادل للباسكي ضد برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon