توقيت القاهرة المحلي 15:53:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما يملكه الضعفاء

  مصر اليوم -

ما يملكه الضعفاء

بقلم - سمير عطا الله

الجميع يبحث في ركام غزة عن انتصار. وكل فريق يريد أن يصوّر دوره في الركام على أنه فوز معنوي في دمار عسكري. وإيران تعدُّ أن أسراب المسيّرات والصواريخ المتناقلة هي ديّة السبعة الكبار الذين فقدتهم في قنصليتها بدمشق. وفي الحروب لا يعود هناك فرق بين العمل القنصلي والاغتيال الجماعي. وإذ يتطور النزاع من صراع حول وجود غزة إلى مبارزة حول كرامة إيران، ينسى الناس أن «غلاف غزة» يطمرها بالجدران المتناثرة، ويغمرها بجثث الأطفال، وأن شيئاً واحداً يعمل بانتظام: عداد الموتى والمصابين والمشردين.

عندما يصبح الموت هو مقياس الفوز، يصبح الانتصار عند خالد مشعل «مزج الدم الفلسطيني بالدم الأردني». وعند إسرائيل ألا يصل رغيف إلى غزة إلا بالمظلات، وعند نتنياهو أن تفنى غزة عن بكرتها ولا يحاكم. وعند إيران أن ينشغل العالم العربي بدمائه، بينما تنصرف هي إلى ملء سماء الشرق الأوسط بالمسيّرات الملونة... بالتصوير البطيء.

تغير الحروب كل المفاهيم، بما فيها الحياة والموت. إذ بينما اهتز الضعفاء والصعاليك أمثالنا لاستشهاد أبناء وأحفاد إسماعيل هنية، تلقى هو النبأ بالحمدلة. وكان المصور حاضراً لالتقاط اللحظة التاريخية. ولم ترتجف يده. ولا قلبه. يجب الإقرار بأن ضعفاء القلوب يجب أن يبقوا خارجاً في المعارك التي تتقصد فيها إسرائيل أبناء الفلسطينيين وآباءهم وأمهاتهم.

لا مكان للضعفاء لأنهم يضعفون مشاعر الصمود، ويطالبون بوقف النار فوراً، بينما المسيّرات من نصر إلى نصر.

غريبة حروب فلسطين، فهي تجري دائماً بين العرب. ولكن هذه المرة شاهدنا إيران تنضم إليها بالصوت والصورة: أسراب من المسيّرات التي لم ترسل إلى روسيا للاستخدام في أوكرانيا، أرسلت إلى منبع الحروب الأزلية في الشرق الأوسط. وهذه المرة «القرار الفلسطيني مستقل» تماماً، تؤكد على ذلك العلاقة المتساوية بين إيران و«حماس» و«العواصم الأربع» المشاركة في الدفاع عن غزة من «باب توما» في دمشق إلى «باب المندب»، حيث تتخذ المساندة شكلاً بحرياً.

لا يزال الناطق باسم دائرة الصحة في غزة يقرأ الأعداد اليومية المسجلة. ولا يزال «غول أبيب» يهدد رفح، ممسكاً بأعناق الأطفال، ولا يزال مجلس الأمن يدوّن المحاضر، ويده على السم المعروف باسم «الفيتو». والسنيور غوتيريش يبكي غزة، ويبكيها معه ضعفاء العالم. لا يملك الضعفاء شيئاً سوى القلب والحقيقة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما يملكه الضعفاء ما يملكه الضعفاء



GMT 03:37 2024 الجمعة ,17 أيار / مايو

وصايا صلاح منتصر

GMT 03:36 2024 الجمعة ,17 أيار / مايو

الندم على ما فات!

GMT 03:34 2024 الجمعة ,17 أيار / مايو

هل لغزة «يوم تالي»؟!

GMT 03:31 2024 الجمعة ,17 أيار / مايو

صبر مصر

GMT 03:19 2024 الجمعة ,17 أيار / مايو

هوامش قمة البحرين: كثر الكلام وقل الخبز

أجمل إطلالات الإعلامية الأنيقة ريا أبي راشد سفيرة دار "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 06:00 2024 الجمعة ,17 أيار / مايو

الكشف عن موعد إطلاق سيارة كروس روسية جديدة
  مصر اليوم - الكشف عن موعد إطلاق سيارة كروس روسية جديدة

GMT 09:02 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 2

GMT 15:01 2021 الإثنين ,26 تموز / يوليو

أحمد مجدي يشارك كواليس مسلسل "الآنسة فرح "

GMT 11:30 2021 الأحد ,18 إبريل / نيسان

تعرف على مدة غياب هاري كين عن صفوف توتنهام

GMT 12:55 2021 الثلاثاء ,13 إبريل / نيسان

المؤشر نيكي يرتفع 0.23% في بداية التعامل في طوكيو

GMT 21:24 2021 السبت ,27 آذار/ مارس

علامات مراهقة المرأة في فترة الأربعين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon