توقيت القاهرة المحلي 09:58:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عاربون مستعربون: لورانس العرب والصحراء

  مصر اليوم -

عاربون مستعربون لورانس العرب والصحراء

بقلم - سمير عطا الله

لا تزال أساطير لورانس العرب تتوالد إلى اليوم. إنه، دون شك، أشهر اسم بين الغربيين الذين تعاطوا في شؤون العرب يوم كان الصراع في ذروته على المنطقة بين الإمبراطورية العثمانية الآفلة بعد 5 قرون، والإمبراطورية البريطانية التي تحاول أن ترث أرض المقدسات القديمة، والثروات الجديدة.

تي آي لورانس الغامض، كان شخصية مثيرة في ألوانها. البعض ذهب إلى أنه شغف بالعرب أكثر مما أحب بريطانيا. والجميع رأى أنه خلط الخيال بالحلم. ولا يزال الجدل قائماً.

لكن الحملة فشلت. قام الأتراك بإصلاح السكك الحديدية بعد كل هجوم، وأبقوها تعمل. المدينة المنورة لم تسقط أبداً في أيدي الغرب، أو الحلفاء. صمدت حاميتها حتى نهاية الحرب، وأغلقت الطريق البرية إلى فلسطين.

لذلك، فكر لورانس في خطة أخرى. بما أن فيصل لم يستطع الاستيلاء على المدينة المنورة، فقد كان يدور حولها. مثل الآخرين، لاحظ لورانس أهمية العقبة، ميناء الصيد النائم في الطرف الجنوبي من فلسطين. لكن لورانس، الذي رأى صوراً جوية لها، كان وحده يدرك أنه لا يمكن التقاطها إلّا من الخلف: من الأرض، وليس البحر. لذلك اشترى لورانس دعم شيخ بدوي – مهاجم صحراوي، ذي شهرة محلية، نفذ الخطة. عندما سقطت العقبة في يد فرقة حرب الشيخ، قام لورانس، الذي ركب معهم، بأداء مآثر التحمل والشجاعة في عبور فلسطين وسيناء، التي يسيطر عليها العدو، لإبلاغ الأخبار إلى القائد العام البريطاني الجديد، إدموند اللنبي.

كان عميلاً مزدوجاً بالفطرة، يحب الخداع، والألغاز، والتنكر. وكذلك فعل الآخرون في إنجلترا في عصره. كان عصر فريدريك رولف، الذي مرر نفسه على أنه بارون كورفو، وكتب حياةً عن سيرته الذاتية. أصبح فيه البابا هادريان السابع.

طوال حياته، روى لورانس الحكايات، ومرر اختراعاته، أو مبالغاته، على أنها الحقيقة. ولكن كذلك فعل عدد مذهل من معاصريه المتهورين. من المعروف أنه من الصعب العثور على جملة حقيقية تماماً في مذكرات ديفيد لويد جورج، رئيس الوزراء الذي خدم لورانس في عهده.

برأس كبير بشكل غير متناسب، بدا أقصر من خمسة أقدام وأربع بوصات. بابتسامته الخبيثة. وحبه للمضايقة. جعله القُصر يبدو وكأنه صبي لم يكبر أبداً. عاطفياً لم يصل إلى سن البلوغ. عادة، كان موقفه مدى الحياة تجاه الجنس الآخر هو موقف طفل يبلغ من العمر اثني عشر عاماً، يعتقد أن اشتراك الفتيات في الأنشطة يفسد المتعة.

في الجامعة «أكسفورد» وجد لورانس مرشداً في ديفيد هوغارت، الذي قاده إلى مهنة كعالم آثار في الشرق الأوسط. عندما اندلعت الحرب العالمية الأولى، أصبح لورانس ضابطاً صغيراً، وتم إرساله إلى القاهرة كمترجم فوري، ورسام خرائط. وظهر هوغارت كملازم أول في البحرية الملكية، وشخصية رئيسية في المخابرات البريطانية في الشرق الأوسط، والذي تم تعيينه لاحقاً لرئاسة المكتب العربي. الوحدة الخاصة التي أنشئت للتعامل مع الشرق الأوسط العربي.

إلى اللقاء...

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عاربون مستعربون لورانس العرب والصحراء عاربون مستعربون لورانس العرب والصحراء



GMT 02:53 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

ما حققته احتجاجات الجامعات الأمريكية

GMT 02:52 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

عودة الاحتلال الكامل

GMT 02:50 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

رفح آخر أوراق «حماس»

GMT 02:47 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

... عن «الاستعمار» بوصفه «خطيئة أصليّة»

GMT 02:45 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

الهدنة الحائرة

الملكة رانيا تتألق بإطلالة جذّابة تجمع بين الكلاسيكية والعصرية

القاهرة ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - نتنياهو يجدد رفض مقترح الهدنة ويتمسك بعملية رفح

GMT 17:22 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

اتحاد الكرة يرفض دفع مستحقات فتح الله المتأخرة

GMT 06:38 2016 الجمعة ,26 شباط / فبراير

انجي المقدم تكشف أحداث دورها في مسلسل "سقوط حر"

GMT 09:27 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

تونس تسترد قطعا أثرية نقدية من النرويج

GMT 01:00 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

441 مليون دولار صادرات بترولية مصرية مطلع 2021

GMT 04:02 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

GMT 22:11 2021 الأحد ,24 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل الرواني باحترافية

GMT 19:43 2021 الإثنين ,11 كانون الثاني / يناير

يوفنتوس الإيطالي يقترب من أولى صفقاته الشتوية

GMT 08:56 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

أوزيل يقترب من الانضمام لـ دي سي يونايتد الأمريكي

GMT 15:47 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

حقيقة ظهور حالات إنفلونزا الطيور في محافظات مصر

GMT 06:57 2020 الخميس ,31 كانون الأول / ديسمبر

تشير الأوضاع الفلكية الى انشغالات عديدة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon