توقيت القاهرة المحلي 23:39:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«خديجة» قرة عين «النبي»

  مصر اليوم -

«خديجة» قرة عين «النبي»

بقلم -د. محمود خليل

من الثابت أن النبى صلى الله عليه وسلم تزوج وهو فى سن الخامسة والعشرين من عمره، وقد هداه الله وهو فى هذه المرحلة من عمره إلى الزوجة الصالحة خديجة بنت خويلد رضى الله عنها، وكأن النبى وهو يصف خير النساء كان ينظر إلى خديجة ويقول: «خير النساء من إذا نظرت إليها سرَّتك، وإذا غبت عنها حفظتك، وإذا أقسمت عليها أبرَّتك، وإذا غبت عنها حفظتك فى نفسها ومالك».. وكذلك كانت خديجة رضى الله عنها.

روايات عديدة قيلت فى سن السيدة خديجة حين تزوجت من النبى، أكثرها شيوعاً وأقلها منطقية أنها كانت فى الأربعين من عمرها.

فكيف تكون سنها كذلك وقد أنجبت للنبى صلى الله عليه وسلم ولدين (القاسم وعبدالله) و4 بنات (زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة)؟. الأكثر منطقية هى الرواية التى تقول إن السيدة خديجة كانت فى الثامنة والعشرين من عمرها وقت زواجها من النبى.

والأصل فى ترجيح هذه الرواية أن السن الشائعة لزواج البنات داخل المجتمع المكى كانت الثامنة عشرة من العمر، ففى مثل هذه السن على سبيل المثال تزوجت فاطمة بنت الرسول صلى الله عليه وسلم. وقد تزوجت خديجة قبل النبى مرتين، وأنجبت من زوجيها، وذلك خلال فترة 10 سنوات، تبعاً لما نفترضه، ثم تزوجت النبى من بعد وأنجبت له 5 أولاد وبنات.

اختيار النبى لخديجة التى تزوجت قبله مرتين يعطينا مؤشراً عن أولوياته صلى الله عليه وسلم وهو يتزوج، فقد كان يبحث عن السكن الذى لا يتحقق إلا فى ظلال الزوجة الصالحة القادرة على استيعاب زوجها واحتوائه ودعمه ومساندته، وكل الأحداث التى حكتها كتب السيرة بعد بعثة النبى تدلل على أن السيدة خديجة كانت النموذج المثالى لزوجة نبى، ويكفيها رضى الله عنها شهادة النبى صلى الله عليه وسلم فى حقها: «قد آمنت بى إذ كفر بى الناس، وصدقتنى إذ كذبنى الناس، وواستنى بمالها إذ حرمنى الناس، ورزقنى الله عز وجل ولدها إذ حرمنى أولاد النساء».

لو أنك تتبعت الأخبار المتناثرة عن السيدة خديجة فى كتب السيرة والتراث ووضعتها إلى جوار بعضها البعض فى محاولة لاستخلاص سمات شخصيتها فستجد نفسك أمام سيدة تعرف معنى التضحية، فقد ضحت براحتها كى تريح كل من حولها، وأنفقت مالها كله فى سبيل الرسالة التى بعث الله بها النبى، وتحملت فى أواخر حياتها شظف العيش بعد أن فرغ مالها، ووجدت نفسها وأولادها محاصرين مع النبى وجماعة المؤمنين فى شعب أبى طالب.

كانت السيدة خديجة قلباً نابضاً بالحب لزوجها النبى، وعقلاً راجحاً يأنس إليه ويطمئن إلى تفكيره المتزن المتأنى، لذلك لم يحب النبى امرأة كما أحب خديجة، وظل وفياً لها طيلة حياتها رضى الله عنها، ولما توفيت تواصل وفاؤه لها، وكانت ذكراها لا تبارح خياله، فى كل موقف أو أزمة كان يستدعى خديجة ويضرب المثل بها، برقتها وعطفها، ورحمتها وحنانها، وصفاء ذهنها ورجاحة عقلها.

عاش النبى مع السيدة خديجة نحو 25 عاماً متصلة، ثم توفيت رضى الله عنها، وعمر النبى وقتها 50 عاماً. يعنى قضى ربع قرن، هى زهرة شبابه صلى الله عليه وسلم، فى معية السيدة الجليلة الودود الواحدة المتفردة، محباً ومخلصاً لها، حتى بعد وفاتها ظل يكرم صاحباتها وحبيباتها وهو يردد: «حسن العهد من الإيمان».

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«خديجة» قرة عين «النبي» «خديجة» قرة عين «النبي»



GMT 03:43 2024 الأحد ,10 آذار/ مارس

صباح يوم جديد (3)

GMT 12:05 2024 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

العيش وخبّازه

GMT 03:46 2023 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

شعب مالوش كتالوج!!

GMT 03:18 2023 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

الغباء المدمر

GMT 03:13 2023 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

عندما قال كيسنجر: «أي شىء يتحرك»!

الأميرة رجوة بإطلالة ساحرة في احتفالات اليوبيل الفضي لتولي الملك عبدالله الحكم

عمان ـ مصر اليوم

GMT 21:14 2020 الجمعة ,25 أيلول / سبتمبر

الفنانة مي فخري تعلن ارتدائها الحجاب بشكل رسمي

GMT 09:50 2020 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

معلومات مهمة عن عداد الكهرباء مسبوق الدفع

GMT 09:34 2020 الخميس ,10 أيلول / سبتمبر

"دويتشه بنك" يتوقع حلول "عصر الفوضى"

GMT 14:16 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

انتبه لمصالحك المهنية جيداً

GMT 13:50 2020 السبت ,04 إبريل / نيسان

إصابة نجل جوليا بطرس بفيروس كورونا في لندن

GMT 08:12 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

محمد رمضان يعود من دبي من أجل "البرنس"

GMT 21:16 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أول تعليق لـ"منى فاروق" على شائعة انتحارها

GMT 05:24 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

600 مليون دولار حجم الاستثمارات الأردنية في مصر

GMT 02:05 2019 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أب يذبح ابنته الصغرى لضبطها في أحضان عشيقها داخل غرفتها

GMT 21:35 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

السيطرة علي حريق بقرية الشنطور فى بني سويف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon