توقيت القاهرة المحلي 20:29:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«اللامعقول» يكسب

  مصر اليوم -

«اللامعقول» يكسب

بقلم - د. محمود خليل

الكثير من الأفكار التى كانت تصنف ضمن «اللامعقول» فى الماضى أصبحت معقولة وواردة وممكنة فى زماننا الحالى.

فى الماضى كانت «الفكرة المطرقعة» شكلاً من أشكال اللامعقول ومحلاً للسخرية.. هل تذكر مسلسل «فرصة العمر» لمحمد صبحى؟ بإمكانك أن تسترجع شخصية «على بيه مظهر» وهو يفرقع بفمه وأصبعه فى الهواء أثناء الحديث عن الفكرة التى سوف تأخذه «هوب فوق».. وهل تذكر مسلسل «عيون» للرائع العظيم فؤاد المهندس؟ استرجع شخصية المنتصر بالله وهو يتحدث عن مشروعاته الجهنمية «كبريت كومبانى.. وعرقسوس كومبانى» وكيف أنها ستأتيه بأرباح مهولة دون أن يستثمر فيها شيئاً.

أفكار اللامعقول التى احتضنها الماضى على منصات السخرية أصبحت قائمة وموجودة بل ومربحة على منصات التواصل الاجتماعى. بعض الأفكار الساذجة وجدت لنفسها سبيلاً على منصات التواصل، وأشكال مختلفة من المحتوى غير الجاد وجدت مساحة جماهيرية كبيرة عليها أيضاً.

وليس من المبالغة أن نقول إن المحتوى الجاد، مثل المحتوى الذى يقدمه الخبراء والمتخصصون وحمَلة الشهادات والمتميزون علمياً ومعرفياً، لا تكثر زبائنه على مواقع التواصل الاجتماعى، ولا يقبل عليه إلا من يحتاجه. على سبيل المثال المحتوى الطبى لا يقبل عليه إلا من يجد نفسه بحاجة إليه، وكذلك المحتوى العلمى، وغيره. الجماهيرية تتحقق للمحتوى التافه المثير الذى يخاطب الغرائز أكثر مما يخاطب العقل، ويسطح الطرح الذى يقدمه للقضايا والمشكلات. ولولا ذلك لما أقبل الناس عليه.

غالبية الناس تتعرض للمحتوى غير الجاد بشكل عرضى.. انظر حولك وسوف تجد الكثير من الأفراد يمسكون بأجهزة التليفون الخاصة بهم ويقلبون الشاشة بأصابعهم، وينتقلون من محتوى إلى محتوى، والمحتوى الذى يستوقفهم يشاهدونه، جزئياً أو كلياً، بمعنى قد يشاهد جزءاً من الفيديو أو يتمه كاملاً، وكلما كان المحتوى غير جدى، أو حتى غير معقول من أوله إلى آخره، أغرى ذلك بمشاهدته.

قياساً على ذلك تحولت العديد من الأخلاقيات التى كانت فى الماضى غير معقولة أو مستهجنة إلى أخلاقيات معقولة ومقبولة. حالياً نسمع ونشاهد -على منصات مختلفة- حوارات حول الإجهاض، تطرح وتناقش وجهة نظر تقول إن الفتاة التى تخطئ لا بد من مساعدتها على الإجهاض، وعلى أن تعود إلى حالتها الأولى، وبرر الطبيب ذلك بأنه يحمى طفلاً من أن يولد بلا أب يعترف به، وفتاة من أن يفتك بها ذووها، وهكذا.. لم يعد هناك اكتراث بالمعقول الذى كان يؤخذ فى الاعتبار فى الماضى، مثل أهمية التربية، وحماية الفتاة من أن تقع فى مثل هذه المآزق، أو التنبه إلى ما يمكن أن يترتب على زيجة تتأسس على الخداع من نتائج.. اللامعقول بات يناقش ويطرح، وأفكار أخطر من ذلك تطرح أيضاً وتعالج، بل إن كل ما هو شاذ بات يجد لنفسه سوقاً أكثر رواجاً هذه الأيام، بما فى ذلك ما هو شاذ أخلاقياً وسلوكياً.

فكر «اللامعقول» الذى أصبح معقولاً يمثل إحدى المنصات التى انطلقت منها حالة السُعار الأخلاقى وتسميم الواقع المعيشى للأفراد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«اللامعقول» يكسب «اللامعقول» يكسب



GMT 20:07 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

فرص للسلام في الشرق الأوسط!

GMT 20:04 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

«إني متوفيك ورافعك»

GMT 20:02 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

نجوم الفضائح والتغييب

GMT 19:57 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

‎الممر البحرى الأمريكى و٧ مخاوف مشروعة

GMT 19:56 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

تفوق الأندية المصرية إفريقيًا

GMT 18:25 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

وسادة المقاطعة

GMT 18:24 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

حملة المقاطعة
  مصر اليوم - أحمد حلمي يكشف أسباب استمرار نجوميته عبر السنوات

GMT 16:13 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

"فولكس واغن" أبوظبي تُمدّد عروضها الرمضانية

GMT 12:19 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تحصد 31 ميدالية متنوعة مع ختام بطولتي الرماية

GMT 13:55 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الهلال يستضيف الزمالك في ليلة السوبر السعودي المصري

GMT 08:41 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الخميس 22 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 19:37 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

سفيتولينا تودع بطولة فرنسا المفتوحة للتنس أمام بودوروسكا

GMT 12:53 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

علماء يكتشفون79 مضادا حيويا جديدا في براز الإنسان يطيل العمر

GMT 01:31 2019 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

رانيا يوسف ترقص أمام مدرسة ابنتها احتفالا بتخرجها
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon