توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

النبي و«سعيد»

  مصر اليوم -

النبي و«سعيد»

بقلم - د. محمود خليل

الصحابى الجليل «سعيد بن زيد» واحد من أقل صحابة النبى، صلى الله عليه وسلم، شهرة، رغم أنه كان ضمن آحاد من البشر سارعوا إلى الإيمان برسالة الإسلام أوائل عصر البعثة، وظل يضحى من أجل إيمانه بشجاعة لافتة، وهو ما جعل النبى يضعه ضمن العشرة المبشرين بالجنة، لعلك تذكر أغلبهم: أبوبكر، وعمر، وعثمان، وعلى، وطلحة، والزبير، وعبدالرحمن بن عوف، وسعد بن أبى وقاص، وأبوعبيدة بن الجراح، أما عاشرهم فهو «سعيد بن زيد»، فقد لا يكون معروفاً كواحد من المبشرين بالجنة بالنسبة للبعض. وحقيقة الأمر فإن محدودية شهرة هذا الصحابى الجليل رغم مكانه ومكانته ودوره فى بدايات الدعوة الإسلامية مسألة تثير التساؤل وتستوجب البحث.

الصحابى «سعيد بن زيد» ابن زيد بن عمرو بن نفيل، أحد سادة مكة، ولم يكن -فى زمن الجاهلية- على عقيدة قومه من عبادة الأصنام، بل ترك -كما ينقل «ابن كثير» فى «البداية والنهاية»- عبادة الأوثان، وفارق دينهم، وكان لا يأكل إلا ما ذُبح على اسم الله، وكان على دين إبراهيم، عليه السلام. وينقل «ابن كثير» أيضاً عن أسماء بنت أبى بكر أنها قالت: لقد رأيت زيد بن عمرو بن نفيل مسنداً ظهره إلى الكعبة يقول: يا معشر قريش.. والذى نفس زيد بيده ما أصبح أحد منكم على دين إبراهيم غيرى.. ثم يقول: اللهم إنى لو أعلم أحب الوجوه إليك عبدتك به، ولكنى لا أعلم.. ثم يسجد على راحلته.

لم يكن سعيد بن زيد شخصاً عادياً على المستوى العائلى، ولم يكن واحداً من مستضعَفى مكة، بل كان وجيهاً وابن واحد من أكبر وجهائها، وقد كان وجهاء مكة -فى أغلبهم- أبعد الناس عن الإيمان بدعوة الإسلام فى البدايات، وكان المستضعفون، من العبيد والموالى، الأميل إلى الدخول فى دين الله، ومع ذلك كان سعيد بن زيد من أوائل من أسلموا خلال الفترة التى كان النبى يدعو فيها إلى الإسلام سراً، وكان «سعيد» يصلى مع سعد بن أبى وقاص، وعمار، وابن مسعود، وخباب فى شعاب الجبال سراً. كما أحب التفقه فى الدين وحفظ القرآن الكريم، تستطيع أن تستخلص ذلك من مراجعة قصة إسلام عمر بن الخطاب، وكان سعيد ابن عم عمر، وزوج أخته فاطمة بنت الخطاب فى الوقت نفسه. وقد أسلم سعيد وفاطمة قبل عمر، ولما علم الأخير بإسلامهما طار إليهما، ووجدهما يتلوان مع خباب بن الأرت من رقعة عليها آيات من سورة طه.

كان سعيد بن زيد إذاً من أوائل من آمنوا بالنبى، صلى الله عليه وسلم، وخاض معه المعارك كلها، باستثناء بدر، لأن النبى كان قد بعثه هو وطلحة بن عبيد الله -بين يديه- يتجسسان أخبار قريش، فلم يرجعا حتى فرغ من بدر، فضرب لهما رسول الله بسهمهما، وعاصر «سعيد» الخلفاء الراشدين الأربعة، وشطراً من حكم معاوية بن أبى سفيان حتى عام 52 هجرية. وهو راوى حديث العشرة المبشرين بالجنة، وهو منهم أيضاً.

تستغرب أن تجد رجلاً بهذا الحجم والدور والامتداد.. كيف يكون أقل شهرة من التسعة الباقين المبشرين معه بالجنة؟ والأهم من ذلك لماذا كان مختفياً باستمرار من مشاهد الحكم والاختيار على مقاعد الخلفاء رغم أن التسعة الباقين كانوا حاضرين فى أغلب الأحوال؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النبي و«سعيد» النبي و«سعيد»



GMT 20:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 11:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

GMT 11:05 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل الردع الأميركي تقرره روسيا في أوكرانيا

GMT 11:03 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

لماذا الهُويّة الخليجية؟

GMT 10:58 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

هل تعود مجوهرات اللوفر المسروقة؟

GMT 10:51 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

البابا ليو: تعلموا من لبنان!

GMT 10:48 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الطبع الأميركي يغلب التطبع!

GMT 10:27 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

من «ضد السينما» إلى «البحر الأحمر»!!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt