توقيت القاهرة المحلي 14:26:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الجميلة والفهم

  مصر اليوم -

الجميلة والفهم

بقلم - د. محمود خليل

سألته عن الحرب التى تدور رحاها بين العراق وإيران (1980- 1988) فرد عليها قائلاً: أنا عاوز أنصحك نصيحة تحافظى بيها على شبابك وجمالك.. إوعى تحاولى تفهمى حاجة.. دار هذا الحوار بين أحمد زكى ونورا فى أحد مشاهد فيلم «أربعة فى مهمة رسمية»، والهدف منه بالطبع هو الكوميديا والإضحاك، لأن الفهم فى الأول والآخر يضىء سبل الحياة، بغض النظر عن كلفته، وكل مفيد فى الحياة له كلفته، حتى ولو كانت هماً وغماً يذهب بالجمال والرونق.

الكاتب الكبير محمد دوارة مؤلف فيلم «أربعة فى مهمة رسمية» ومخرجه على عبدالخالق أنتجا هذا العمل عام 1987، فى ذروة اشتعال الحرب العراقية الإيرانية، ولم تكن وسائل الإعلام وقتها بالتعددية المعروفة حالياً، ولم تكن الإنترنت قد دخلت الخدمة بعد، ومواقع التواصل الاجتماعى فى رحم الغيب.

بطلة الفيلم كانت تبحث عمن يمنحها أى معلومة عن الحرب تساعدها على توقع مصير شقيقها الذى سافر إلى العراق ولم يعد.

تُرى لو أعيد بناء المشهد فى عصرنا الحالى هل ستكون البطلة فى حاجة إلى من يساعدها على فهم رحى الحرب التى تدور هنا أو هناك؟

أظن أن حاجتها إلى الفهم ستظل قائمة، رغم سيول المعلومات التى أصبحت تتدفق من كل حدب وصوب، من المحطات الإخبارية فى التليفزيون، ومنصات التواصل الاجتماعى، ومواقع الإنترنت وغير ذلك.

فالمعلومات تبدو متضاربة فى أحيان، ومغرضة تعكس مصالح من يقف وراء بثها فى أحيان أخرى.

فالمعلومة لم تعد محايدة، بل تعكس فى أغلب الأحيان غرضاً معيناً، وأحياناً ما يتم الدفع ببعض المعلومات الزائفة بين المعلومات الصحيحة لتحقيق أهداف معينة يتغياها صاحب الخدمة.

حاجة بطلة فيلم «أربعة فى مهمة رسمية» إلى الفهم سوف تظل قائمة، رغم تعدد وتنوع الروافد التى يمكن أن تحصل منها هى وغيرها على المعلومات.

ليس معنى ذلك بالطبع التهوين من قيمة نتاج تكنولوجيا المعلومات، لكنها دعوة للتفكير فى بعض التأثيرات الجانبية التى تنتج عنها، وسعى بعض الأفراد والجهات إلى توظيفها عكس الهدف منها.. العلم مهم.. والمعلومات جوهر من جواهر الحياة الأكثر توازناً واتزاناً.. لكن بشرط أن يستخدم العلم لصالح الإنسان، وليس كأداة لاستغلاله أو سحقه.

وأن تستخدم المعلومات كأداة لترشيد حياة الإنسان وتحسين مستوى معيشته، وليس كأداة لتضليله أو تعريته والوصول إليه وتحويله إلى مجرد هدف بيعى أو ربحى.العلم قد يؤدى فى أحوال إلى الغم، والحكمة قد تؤدى إلى الهم، ولكن يبقى أن ذلك يقع فى أحوال وفقط.

ولكن فى أغلب الأوقات لا يستطيع الإنسان أن يعيش بدون علم ومعرفة، أو يتحرك بدون غطاء معلوماتى، وتظل الحكمة دائماً أكبر ثروة يمكن أن يحوزها إنسان، لأنها تمثل الأساس الذى يبنى عليه القرار الراشد، والأكثر تحقيقاً لمصالح الفرد والجماعة.مؤكد أن حال بطلة فيلم أربعة فى مهمة رسمية ستكون أفضل لو فهمت بشكل دقيق ما يحدث حولها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجميلة والفهم الجميلة والفهم



GMT 13:16 2024 الأحد ,16 حزيران / يونيو

غزة ومحكمة العدل الدولية

GMT 02:45 2024 الأحد ,16 حزيران / يونيو

القصور تكتظ بهنَّ

GMT 02:41 2024 الأحد ,16 حزيران / يونيو

طمأنينة الحج وفسوق السياسة

GMT 02:37 2024 الأحد ,16 حزيران / يونيو

أحلام كسرى وفلتات الوعي

GMT 02:33 2024 الأحد ,16 حزيران / يونيو

مأساة السودان وثقافة إنكار النزاع الأهلي

GMT 01:21 2024 الأحد ,16 حزيران / يونيو

طُوبَى للشهداء..

GMT 01:20 2024 الأحد ,16 حزيران / يونيو

فرصة لن تتكرر

الأميرة رجوة بإطلالة ساحرة في احتفالات اليوبيل الفضي لتولي الملك عبدالله الحكم

عمان ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - ملايين المسلمون يحتفلون بعيد الأضحى حول العالم

GMT 08:11 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

مدافع الأهلي ياسر إبراهيم يحتفل ببطولاته مع الفريق المصري

GMT 23:17 2020 الإثنين ,07 أيلول / سبتمبر

مؤشرا البحرين العام والإسلامي يقفلان على ارتفاع

GMT 01:16 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

مجد القاسم يطرح أحدث أغنياته الجديدة "أنا نادم" ‏

GMT 06:08 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

شريف إكرامي يرد على مدحت العدل

GMT 01:32 2020 الثلاثاء ,18 شباط / فبراير

فايلر طلب من مسؤلي الأهلي تأجيل قمة الدوري المصري

GMT 00:35 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

شيرين رضا أناقة ما بعد الخمسين بأسلوب بنات العشرين

GMT 20:29 2019 الجمعة ,05 تموز / يوليو

ننشر الأسعار الجديدة لتذاكر النقل العام

GMT 23:41 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

مؤشر سوق مسقط يغلق منخفضًا الثلاثاء

GMT 09:52 2019 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

إلينا سانكو تفوز بلقب "ملكة جمال روسيا" لعام 2019
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon