توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مشوار الإحساس

  مصر اليوم -

مشوار الإحساس

بقلم - د. محمود خليل

أراهن نفسي كثيرا وأنا أستمع إلى أغنية لهذا المطرب أو المطربة.. وأقول إن الشاعر «اللي في بالي» هو الذي كتبها. فما دامت الأغنية تقطر بالمعاني الراقية وتشع منها أنوار الرومانسية وتوخز القلب بالوجع والذهن بوهج الذكريات فلا بدَّ أن تكون لذلك الشاعر.

أستمع إلى فريد الأطرش في «أول همسة» أو «الربيع» فأقول لا بد أنّه هو.. إلى عبدالحليم في أغنيته «في يوم من الأيام» فأقول مؤكد أنّه هو.. إلى «أم كلثوم» في «أنساك» فأقول «ومن غيره؟».. إلى عبدالوهاب في «كل ده كان ليه» و«من أد إيه كنا هنا» فيقفز اسمه في ذهني على الفور.

أحدثك عن الشاعر والصحفي الراحل «مأمون الشناوي»، أعرف أنّ الشعر والغناء أذواق، وكل إنسان له تفضيلاته، وأعلم أنّك قد تتفق أو تختلف معي في هذا الرأي، لكنني أثق في أنّ عددا لا بأس به من محبي الكلمة العذبة والأنغام الراقية قد يتشاركون معي في أنّ الأغاني التي ذكرتها لها موقعها الفريد في مشوار الإحساس داخل مصرنا المحروسة.

من منا ينسى أم كلثوم وهي تشدو بـ«كان لك معايا أجمل حكاية.. في العمر كله».. أو «فريد» وهو يشدو بـ«لمين بتضحك يا صيف لياليك وأيامك».. وعبدالوهاب وهو يغني: «قال لي كام كلمة يشبهوا النسمة في ليالي الصيف».. ولصوت عبدالحليم وهو يتدفق بـ«لو كان الدمع يجيبه كنت أبكي العمر عليه».

إنه مأمون الشناوي الرجل الذي عرف كان يغزل من الكلمات العادية التي تتردد على ألسنة المصريين معاني رائقة بديعة، حين تفاعلت مع إحساسه.. فما أكثر ما نردد ونحن نسترجع ذكرى هبوطنا على مكان ما: «من أد إيه كنا هنا؟»، انظر إلى هذه العبارة حين مرت على إحساس «مأمون» الشناوي في أغنية «من أد إيه كنا هنا.. من شهر فات ولا سنة».

ما أكثر ما نردد أنّ السنين تمر زي الثواني، نعرف كيف نقول هذه العبارة، ولكن من يملك عبقرية أن ينحت المعنى الذي جعل جمهور أم كلثوم يصرخ حين سمعوها تشدو بعبارة مأمون الشناوي: «وإن كنت أقدر أحب تاني أحبك انت». عبارة بسيطة لكنها معجزة ولا يستطيع أن يبدعها إلا أصحاب النفوس البديعة.. كيف حوَّل مأمون الشناوي قاموس البشر العاديين بما يمتاز به من تلقائية وعفوية إلى شعر بسيط عميق: «بصراحة وبكل صراحة» (فايزة).. «انسى الدنيا وريح بالك» (عبدالوهاب).. «باب السما مفتوح لدعوة المظلوم» (فريد).. «بعد إيه أبكي عليه» (عبدالحليم).

هذا الإنسان الذي كتب أجمل الكلمات التي صاغت وجدان الأجيال التي عاصرته، وعبرت معانيها البديعة إلى بعض أفراد الجيل الجديد (Gen z) ممن ما زالوا يعرفون للإبداع قيمته، لم يأخذ -في ظني- ما يستحق من التقدير في حياته الثرية الغنية، سواء كشاعر أو كصحفي، أو بعد رحيله عام 1994.

يقول المبدع الراحل «خيري شلبي» في كتابه «أعيان مصر»: «مأمون الشناوي لاحقه سوء الحظ إعلاميا حيا وميتا.. يلوح لي أحيانا أن شهرة الشاعر الراحل كامل الشناوي التي طبقت الآفاق فعلا قد ظلمت شقيقه مأمون الشناوي ظلما بيّنا».

فهل كان ذلك كذلك.. أم أن للمسألة أسباباً أخطر تتعلق بعمله كصحفي بصورة أو بأخرى؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مشوار الإحساس مشوار الإحساس



GMT 20:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 11:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

GMT 11:05 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل الردع الأميركي تقرره روسيا في أوكرانيا

GMT 11:03 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

لماذا الهُويّة الخليجية؟

GMT 10:58 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

هل تعود مجوهرات اللوفر المسروقة؟

GMT 10:51 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

البابا ليو: تعلموا من لبنان!

GMT 10:48 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الطبع الأميركي يغلب التطبع!

GMT 10:27 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

من «ضد السينما» إلى «البحر الأحمر»!!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt