توقيت القاهرة المحلي 10:46:06 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العقل الشعبي و«التجديد»

  مصر اليوم -

العقل الشعبي و«التجديد»

بقلم - د. محمود خليل

يتبنى العقل الشعبى مفهومه الخاص لتطوير الفكر الدينى، وهو يتعامل مع دعوات تجديد الخطاب الدينى -فى المقابل- بقدر واضح من الحيطة والحذر.

ويبتعد العقل الشعبى فى تحديده لمفهوم الخطاب الدينى عن التعقيدات النظرية، ويركز بصورة خاصة على عدد من الجوانب العملية للممارسة الدينية التى يرى أنها بحاجة إلى تطوير أو تغيير.

فتجديد الخطاب الدينى لدى الأفراد العاديين -طبقاً لدراسة أعددناها فى جامعة القاهرة- يعنى «تقديم أفكار دينية تتناسب مع التحولات التى يشهدها العصر، وما يسيطر عليه من مستحدثات، وهو يعنى أيضاً عدم الخلط بين الدين والسياسة، والبعد عن توظيف الدين فى الصراعات السياسية، وأن يصبح موضوع خطب الجمع هو الدين، ولا يخرج الخطيب من دائرة الدين إلى موضوعات أخرى تستهدف خدمة أغراض معينة، وأن يكون هناك تركيز على الموضوعات المهمة بالنسبة للناس، مثل نظافة البيئة، ومحاربة الفساد، ومنع أشكال الإهدار فى المياه والكهرباء، وتحرير الخطاب الدينى من الأمور غير العقلانية مثل الاستغراق فى الحديث عن الجن وعلاقته بالإنسان، ويعنى تجديد الخطاب لدى العقل الشعبى أيضاً ضرورة أن تكون لغة الخطاب مناسبة للعصر.

فى المقابل تبنى العقل الشعبى اتجاهاً يتسم الحيطة والحذر نحو حالة الصعود التى شهدها الحديث حول مسألة تجديد الخطاب الدينى خلال السنوات الأخيرة.

فثمة صورة خاطئة لدى بعض الأفراد عن مسألة تجديد الخطاب الدينى، حين يعتبرونها محاولة للتلاعب ببعض الثوابت الدينية، وترك الفرصة لغير المتخصصين لاستبعاد ما يشاءون من أحاديث نبوية بعيداً عن أهل التخصص فى علوم الحديث، ويصل الأمر بالبعض إلى الخوف من أن يخضع القرآن نفسه لمراجعة، ليتم استبعاد آيات معينة منه!.

العقل الشعبى ليس لديه قناعة فى الخطاب الدينى الحالى، إما بسبب التيارات الدينية التى اتخذت من الدين مظلة من أجل الوصول إلى السلطة، أو بسبب الخلل فيما يقدم من مضامين دينية لا تناسب العصر الحالى، وثمة اتفاق على ضرورة الاتجاه إلى «عصرنة» الخطاب الدينى، وتوظيف كل مستحدثات العصر لتقديم خطاب دينى يسهم فى بناء الإنسان بشكل صحيح.

وهناك قناعة أخرى لدى الأفراد العاديين بأن الخطاب الدينى المقدم سواء من خلال وسائل الإعلام أو عبر المؤسسات الدينية المختلفة منفصل تماماً عما يحتاجه المتلقى، وعن متطلبات الواقع، بالإضافة إلى أن السمات الشخصية للدعاة والشيوخ الحاليين لا تتناسب مع ما يقدمونه من مضمون دينى، وأن هناك ضرورة لوجود دُعاة متخصصين ومؤهلين لتوجيه خطاب دينى بروح عصرية.

الطلب القائم من جانب العقل الشعبى على تجديد الخطاب الدينى يقتضى التعامل مع ما يعتوره من توجسات، والاستجابة إلى ما يلح عليه من متطلبات، وبناء أجندة التجديد فى إطارها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العقل الشعبي و«التجديد» العقل الشعبي و«التجديد»



GMT 02:02 2024 الأربعاء ,29 أيار / مايو

المكالمة الأخيرة

GMT 01:59 2024 الأربعاء ,29 أيار / مايو

«مصيدة أليسون» والعاصفة الكونية المتجمعة

GMT 01:56 2024 الأربعاء ,29 أيار / مايو

فلسطين في انتخابات البريطانيين

GMT 01:53 2024 الأربعاء ,29 أيار / مايو

الحذر... إلا مصر

GMT 12:38 2024 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

... وإبادة الحضارات

GMT 12:33 2024 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

صبّوا علينا من ماء الديمقراطية... ولن نسقيكم!

GMT 02:10 2024 الإثنين ,27 أيار / مايو

ثلاثة أحداث فارقة ومستقبل الدولة الفلسطينية

GMT 19:40 2024 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

"يوتيوب" يحذف حساب وزارة الخارجية الإيرانية
  مصر اليوم - يوتيوب يحذف حساب وزارة الخارجية الإيرانية

GMT 21:35 2020 الجمعة ,12 حزيران / يونيو

مونشنجلادباخ مصدوم من تعليقات جماهيره العنصرية

GMT 01:12 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

محمد هنيدي يكشف عن سبب عدم حضوره جنازة حسن حسني

GMT 10:29 2020 الأربعاء ,26 شباط / فبراير

إيهود باراك يمدح حسني مبارك ويصفه بـ"الفرعون"

GMT 22:53 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أول ظهور لـ والدة وخالة النجمة زينة

GMT 17:59 2019 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

مصرع عروسين إثر تسريب غاز منزلي في بني سويف

GMT 18:33 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

ديانج يغيب عن مران الأهلي في ملعب التتش للإصابة

GMT 11:17 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

هنادي مهنا وجميلة عوض ومي الغيطي مراهقات في «بنات ثانوي»

GMT 02:15 2019 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالة جريئة لكنزي عمرو دياب في أحدث ظهور لها

GMT 01:50 2019 السبت ,28 أيلول / سبتمبر

محمد فؤاد يؤكد على حبه للجيش وللشعب المصري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon