توقيت القاهرة المحلي 03:53:02 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حكاية «أكتوبر»

  مصر اليوم -

حكاية «أكتوبر»

بقلم :د. محمود خليل

كأن الزلزال الذى أحسّ به سكان القاهرة وعدد من محافظات الجمهورية الأخرى يوم الثلاثاء الماضى أراد أن يذكِّرنا بموقع شهر أكتوبر فى حياة المصريين، وهو موقع شديد السطوع على مستوى الأحداث التى شهدتها البلاد خلال تاريخها القريب أو حياتها المعاصرة.

زلزال الثلاثاء ذكَّرنا بزلزال الاثنين (12 أكتوبر 1992)، وهو واحد من الأحداث الفارقة التى عاشها المصريون أواخر القرن العشرين، ويمكن النظر إليه كمَعلم زمنى للتحول الكبير الذى شهدته مصر فى أعقابه، بعد أن بدأت السلطة حصد نتائج مشاركتها فى حرب الخليج الثانية، وما ترتب عليها من إعفاء من بعض الديون الدولية المتراكمة عليها، ثم صدور القوانين المنظمة لعملية الخصخصة وبيع القطاع العام، وظهور المغامرين الاقتصاديين من رجال المال المتحالفين مع رجال السياسة، وغير ذلك.

كان شهر أكتوبر من قبل حاضنة لأكبر وأهم نصر عسكرى حققه المصريون على عدوهم التاريخى إسرائيل، حين تمكنوا من تحطيم أسطورة التفوق العسكرى الإسرائيلى يوم السبت 6 أكتوبر 1973، كما سجّل يوم 24 من هذا الشهر ملحمة صمود ومقاومة أهل السويس للإسرائيليين بعد ثغرة الدفرسوار.

وكما شهد شهر أكتوبر الحدث الأكبر فى تاريخ المواجهة مع إسرائيل، فقد احتضن أيضاً واحدة من أكبر عمليات الاغتيال السياسى فى تاريخنا، وهو حادث المنصة الشهير، الذى استشهد الرئيس السادات على أثره، لتدخل مصر مرحلة جديدة من تاريخها، وليبدأ الفصل الأول من تجربة «مبارك» فى الحكم.

يوم 1 من شهر أكتوبر شهد أيضاً تشييع جنازة الرئيس جمال عبدالناصر، بعد وفاته يوم 28 سبتمبر 1970، لتبدأ مصر رحلتها وتجربتها المثيرة مع حكم الرئيس السادات، كما شهد يوم 29 من الشهر نفسه واحداً من أهم الأحداث التى واجهتها مصر عبدالناصر، حين بدأت القوات الإسرائيلية تهبط فى سيناء، لتتفاعل بعدها أحداث العدوان الثلاثى على مصر، لتبلغ شعبية عبدالناصر بعدها عنان السماء.

كان شهر أكتوبر أيضاً نقطة النهاية فى حياة عميد الأدب العربى طه حسين، حين فاضت روحه إلى بارئها يوم 28/10/1973، وهو من أكثر الأدباء الذين تاقت أنفسهم إلى الحصول على جائزة نوبل للأدب، ليكون أول عربى يحصل عليها، لكنه غادر الحياة دون أن تتحقق الأمنية، ثم شاءت الأقدار بعد ذلك أن يحتضن يوم 13 أكتوبر 1988 فوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل فى الأدب، ليمثل هذا الحدث واحداً من أبرز الأحداث الثقافية التى عاشتها مصر أواخر القرن الماضى.

لا خلاف على أن كل أشهر العام سبق وشهدت أحداثاً مهمة وفاصلة فى تاريخ حياة المصريين، ويمكن بالبداهة أن نطبق عليها ما ذكرناه عن شهر أكتوبر، لكن يبقى أن ثمة أحداثاً تعلق بالذاكرة، وأخرى تفر منها كما يفر الماء من اليد، وأغلب الأحداث التى عاصرناها فى أكتوبر شاء الله لها أن تستقر فى ذاكرة المصريين، وأن تجعلهم يتوقفون كثيراً أمام أيام وليالى أكتوبر، استثناءً ما بين أشهر العام الأخرى.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حكاية «أكتوبر» حكاية «أكتوبر»



GMT 03:53 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

الأهرامات مقبرة «الرابرز»!!

GMT 03:51 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

الشعوب «المختارة»

GMT 03:49 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

اللاجئون إلى رواندا عبر بريطانيا

GMT 03:48 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

المقاومة الشعبية والمسلحة

GMT 03:38 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

خطر تحت أقدامنا

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 06:52 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي يقضي على التهاب المفاصل بأطعمة متوافرة

GMT 03:14 2021 الجمعة ,03 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تنتقد التبذير في جهاز العرائس

GMT 14:30 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

"مايكروسوفت" تؤجل إعادة فتح مكاتبها بالكامل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon