توقيت القاهرة المحلي 08:23:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رسالة الله باقية

  مصر اليوم -

رسالة الله باقية

بقلم :د. محمود خليل

رسالة الله باقية.. والبشر زائلون.. هذه حقيقة تصالح عليها المؤمنون بأى ديانة من الديانات السماوية.

دفاع البشر عن رسالة الله هو مجرد تعبير عن سعى الإنسان لمرضاة الله، وهو سعى ينفع صاحبه حين ينال رضا الخالق، لكنه بحال ليس السر فى حفظ الرسالة الإلهية، إنه حفظ للذات.. كما لا يستطيع أحد فى المقابل أن ينال من الرسالة وما تحمله من معتقدات وتصورات وقيم وأخلاقيات.

نصح النبى، صلى الله عليه وسلم، المسلم بأن يقرأ سورة «الكهف» كل يوم جمعة، وهى السورة التى تحمل تلك الحقيقة الخالدة، حقيقة أن «رسالة الله باقية.. والبشر زائلون».

من يتأمل قصة أهل الكهف فى السورة الكريمة يمكنه أن يستخلص هذه الحقيقة بسهولة. فقد آمن أصحاب الكهف بالإله الواحد ونبذوا ما كان عليه قومهم من شرك، وداخلهم إحساس بأنهم حفظة كلمة الله، وأن الطاغية الذى يحكم مدينتهم لو نال منهم فسوف تزول هذه الكلمة، ولم يتمكنوا من نشرها بين أهليهم.

الله تعالى علّمهم الدرس فضرب على آذانهم 309 سنوات، ثم بعثهم فوجدوا كل أهل المدينة قد تحولوا من الشرك إلى الإيمان وأصبحوا أمثالهم، حدث ذلك بإرادة الله ومشيئته، وليس بجهد منهم.

فالله تعالى بالفعل هو الحافظ لرسالته. ومن يدافع عنها هو بالأساس يدافع عن إيمانه به، وعليه إذا أحس بالعجز عن ذلك أن يأوى فوراً إلى كهف نفسه، ويتوقف عن فعل أى شىء، ويطمئن إلى أن الله القادر قيوم السماوات والأرض كفيل بحفظ رسالته.

طبّق عبدالمطلب بن هاشم، جد النبى، هذا الدرس بحذافيره بعد قرون طويلة من واقعة أصحاب الكهف، حين تواجه وعرب مكة مع الأحباش الذين يقودهم أبرهة، فتفقد 100 بعير له استولى عليها جنود أبرهة، فذهب إليه وحدّثه فيها، فاعترت الدهشة وجه القائد وقد توقع منه أن يحدثه فى شأن البيت الحرام الذى جاء لهدمه، فرد عليه «عبدالمطلب» بمقولته الشهيرة «للبيت رب يحميه».

«للبيت رب يحميه» أول درس يتعلمه المسلم عندما يقرأ سيرة النبى، صلى الله عليه وسلم، وهو أيضاً أول درس ينساه.

وفى ظنى أن ما جاء فى كتب السيرة حول استغاثة النبى برب السماوات والأرض فى غزوة بدر، وفيها أنه قال: «اللهم إنك إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام فلا تعبد فى الأرض أبداً» أحياناً ما ينتزعها البعض من سياقها، فقد جاءت فى سياق استغاثة مطولة وضغط نفسى عاشه المسلمون وهم قلة قليلة تواجه كثرة قادرة من عرب مكة.

وربما -والله أعلم- كانت العبارة فى حاجة إلى مراجعة حول دقّة نسبها إلى النبى، خصوصاً فى ظل ميل بعض الرواة والقالة إلى التزيّد فى بعض الوقائع والحكايات ليقدموها كأسباب لنزول بعض الآيات القرآنية الكريمة، وقد ساق بعض المفسرين هذه الاستغاثة كسبب لنزول الآية الكريمة: «إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّى مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ».

كيف لنا أن نستوعب أن النبى ربط استمرار رسالة السماء بهذه العصبة المؤمنة وقد نزل عليه قرآن يقول: «إن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثاكم»؟

قليل من العقل يصلح الإيمان.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رسالة الله باقية رسالة الله باقية



GMT 04:09 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

شكراً إيران

GMT 04:06 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

عودة إلى «حرب الظل» بين إسرائيل وإيران!

GMT 04:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نيران المنطقة ومحاولة بعث التثوير

GMT 04:00 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«منبر جدة» والتوافق السوداني المفقود

GMT 03:50 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ليبيا وتداول السلطة بين المبعوثين فقط

GMT 17:14 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره
  مصر اليوم - النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon