توقيت القاهرة المحلي 14:58:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سلوك معادٍ للمستهلك

  مصر اليوم -

سلوك معادٍ للمستهلك

بقلم :د. محمود خليل

أسعار البترول نار.. والعالم عاجز عن السيطرة عليها والوصول إلى معادلة سعرية أكثر توازناً.. دول العالم تطالب «أوبك» بتوفير مزيد من كميات النفط فى الأسواق تؤدى إلى توازن السعر، و«أوبك» تدرس.

أمام العجز عن السيطرة على سعر البترول بادرت الولايات المتحدة الأمريكية إلى السحب من احتياطيها الاستراتيجى من البترول، ودعا «بايدن» العديد من الدول الأخرى -وعلى رأسها الصين واليابان- إلى انتهاج النهج نفسه وسحب ولو جزء من الاحتياطى الاستراتيجى لديها، حتى تكبح جماح السعر المستمر فى الصعود.

سياسات السحب من الاحتياطى أدت إلى خفض نسبى فى سعر برميل البترول، لكنها لم تحل المشكلة حتى اللحظة، لأن هناك دولاً تملك احتياطياً استراتيجياً جيداً لكنها لا تريد السحب منه.

سياسة اللجوء إلى الاحتياطى مؤقتة إلى حد كبير فى تأثيرها، فالاحتياطى ينفد، ونحن مقبلون على ذروة فصل الشتاء خلال الأسابيع القادمة، ومن المتوقع أن يشتد الطلب على الوقود بصورة كبيرة، وقد توقعت بعض التقارير أن يتجاوز سعر برميل البترول سقف الـ100 دولار منتصف العام القادم.

صدى الأزمة وصل إلى المواطن الأمريكى، حيث ارتفع سعر جالون البنزين (حوالى 3.78 لتر) فى بعض الولايات إلى 4 دولارات. واتهم «بايدن» شركات البنزين بالافتراء على الزبون، وتسعير البنزين بصورة مبالغ فيها، استغلالاً لارتفاع أسعار الوقود، ما يعبر عن سلوك معادٍ للمستهلك.

كل شعوب العالم مرشحة لمواجهة أشكال ودرجات مختلفة من المعاناة خلال الأيام القادمة، فمع ارتفاع معدلات التضخم، وأزمات الوقود، ستواجه الدول المستوردة للبنزين وغيره من المشتقات البترولية مشكلات ضخمة، خصوصاً مع مقدم الشتاء.

حكومات العالم باتت مطالبة باستخدام سياسات حمائية للمستهلك، فمع التضخم وارتفاع أسعار الوقود بدأ يشد فتيل الانفجار المتوقع فى الأسعار، وترك المستهلك فى مثل هذه الأحوال فريسة لمعادلة «تحديد السعر على الكيف» سيؤدى إلى أزمة محققة، ولو لم تتدخل الحكومات بإجراءات ضبط فستواجه أزمات متعددة ومتنوعة، لها تأثيراتها عليها، لأن المواطن يوجه غضبه إلى المسئول.

أيضاً لا بد أن تتمدد مظلة الحماية الاجتماعية لتشمل المزيد من المواطنين الأشد احتياجاً، وتوفر لهم الحكومات إمكانية الحياة والتعايش فى ظل حالة الالتهاب المستطير فى الأسعار.

ولا بأس أيضاً من أن تؤجل الحكومات بعض الإجراءات التى تصفها بإجراءات الإصلاح الاقتصادى حتى تستقر الأسواق، خصوصاً أننا أمام أزمة قد تطول لعدة أشهر.

معدلات التضخم تلتهم الأجور الراكدة التى لا تنمو بالنسبة نفسها، وعدم إيجاد معادلة توازن بين التضخم والأجور سوف يزيد من معاناة الطبقتين المتوسطة والفقيرة خلال الأشهر القادمة، وهو أمر يحتاج نظرة أيضاً من حكومات العالم المختلفة تتعلق بتحريك الأجور والمرتبات. فإذا كان المواطن فى الولايات المتحدة الأمريكية بات يشكو من الغلاء وتأثير التضخم على حياته، ولجأت الحكومة هناك إلى اتخاذ إجراءات للتعامل مع الموقف.. فما بالنا بالوضع فى دول العالم الأخرى؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سلوك معادٍ للمستهلك سلوك معادٍ للمستهلك



GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 01:58 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الكهرباء

GMT 09:16 2022 الأربعاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

سيارات هيونداي ترفع النقاب عن نسختها الجديدة سانتافي 2023

GMT 10:23 2021 الخميس ,17 حزيران / يونيو

Razer تعلن عن أحد أفضل الحواسب لمحبي الألعاب

GMT 09:26 2021 الأحد ,23 أيار / مايو

ترتيب الدوري المصري 2021 بعد نهاية الجولة 23

GMT 10:37 2021 الجمعة ,22 كانون الثاني / يناير

تعرف على من هو أحمد مناع أمين مجلس النواب 2021

GMT 07:00 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

4 أمور يُستحبّ فعلها قبل صلاة عيد الفطر المبارك

GMT 03:29 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

علاء مرسي يكشف عن ملامح دوره في مُسلسل "الضاهر"

GMT 02:31 2019 الإثنين ,18 آذار/ مارس

خاتم زواج الماس للمناسبات الخاصة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt