توقيت القاهرة المحلي 08:41:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تسلق جبل الإبداع.. هو النجاح

  مصر اليوم -

تسلق جبل الإبداع هو النجاح

بقلم : حسن المستكاوي

** جملة قالها السير مجدى يعقوب فى حواره مع النجم محمد صلاح، لاعب كرة القدم الذى تسلق بدوره جبل الإبداع. وكان هذا الحوار عكس اتجاه تيار بعض المثقفين والأدباء، الذين طرحوا كثيرا فكرة المقارنة بين الثقافة والأدب وبين لعبة كرة القدم، وكان جوهر المقارنة ومنصبا على الفارق بين قدم ميسى وعقل جاليليو، أو أرقام كريستيانو رونالدو وفلسفة سقراط. والأديب توفيق الحكيم هو الذى أراد أن ينعى الاهتمام بكرة القدم على حساب الأدب والثقافة وكتب فى الثمانينيات من القرن الماضى: «الكرة الآن فى الأجوال وليست فى الأقلام».

** الحوار بين السير مجدى يعقوب ونجم الكرة المصرية محمد صلاح أراده البعض حوارا بين العالم وعقله، وبين اللاعب وقدمه. لكن فى الحقيقة كان فى أجزاء كثيرة من الحوار عن النجاح، ومنها التواضع، أمام المجتمع، والعمل. وأن النجاح يحركه الشغف، ويتواصل بتسلق جبل الإبداع، فمهما وصلت إلى قمة الجبل، فسوف تجد هناك شيئا جديدا يجب أن تعمله. وكلاهما ــ الطبيب العالم العبقرى واللاعب الموهب المتميز ــ اتفقا على أن الطبيب الجراح تفانى فى خدمة الإنسانية، وأن اللاعب الموهوب قدم نموذجا فى المثابرة والكفاح وصنع به الأمل والقدوة لملايين الأطفال والشباب. وفى تعريفهما للنجاح اتفقا أنه ليس الشهرة، وليس الثروة، وإنما هو شعور يكمن فى القلب بعمل الصواب والتجديد والدقة فى العمل وفى المهنة.
** واجه الدكتور مجدى يعقوب الكثير من العقبات والتحديات فى طريقه نحو خدمة الإنسانية بإجراءات جراحات قلب تنقذ حياة أطفال ومرضى لم يكن عندهم أمل فى استمرار الحياة، ولكنه بأنامل الجراح العالم المبدع منحهم هذا الأمل. وفى المقابل أكد محمد صلاح أن سعادته الحقيقية أنه منح الأطفال والشاب رسالة أمل، بقدرتهم على تحقيق النجاح بالجدية والكفاح والشغف بالمهنة التى يمارسها سواء كان لاعبا أو مهندسا أو طبييا. وقد انتصر الطبيب الجراح مجدى يعقوب على التحديات والعقبات التى قابلها فى طريقة، وهو مؤمن بالرسالة التى يؤديها ويحبها. وتسلح بالثقة فى مواجهة ظل الشك، ولم يهزمه أبدا الشك.
** من قرية نجريج فى الغربية، وما حولها من مروج خضراء فى الريف المصرى، بدأ محمد صلاح فى تسلق جبل الاحتراف فى كرة القدم فى سويسرا وقرر أن يفكر كما يفكرون، وأن يتعلم اللغة، وأن يمتلك عقلية مختلفة، ولم يهزه أو يهزمه صفة أو لقب الفلاح فى بدايات رحلته الصعبة، وإنما أدرك أن الثقافة هى أسلوب حياة، وأن عليه أن يتسلح بالثقافة ويقرأ ويفهم ويتعلم وينحنى أمام النجاح ولا يفقد حلمه أو شغفة بهدف أو بجائزة أو بمال. فهناك الجديد الذى يجب أن يحققه أعلى قمة الجبل. وقد أخذ يقرأ كتب الدكتور مصطفى محمود وإبراهيم الفقى ونجح فى هزيمة اختلاف الثقافات.
** السير مجدى يعقوب قامة فى علمه ومهنته وفى تواضعه وإنسانيته، وفى شغفه الذى لم يفقده يوما. ومحمد صلاح تجاوز الصعاب ومضى وراء حلم لعب كرة القدم وتحقيق أهدافه منها. بالجدية والتدريب والمشقة، والحرمان من مباهج الحياة، وكان وقوده هو الوجوه التى يقابلها من أطفال وكبار التى رسمت عليها ملامح السعادة والحب والفخر والتقدير. وفى البداية كانت كرة القدم فى حياته بمصر جزءا من يومه ثم أدرك أن كرة القدم يجب أن تكون كل يومه فى أوروبا. وهو فارق شاسع بين الهواية وبين الاحتراف.
** فى رحلة السير مجدى يعقوب وهو يتسلق جبل الإبداع، كان مؤمنا بما يريد وبما يفعل، وبما يتمنى. وكذلك محمد صلاح. وهذا الحوار مضى إلى نهايته مؤكدا حقيقة واحدة.. وهى أن فى كرة القدم دراما إنسانية، تماثل دراما الحياة. وأن ذلك من أسرار شعبيتها الهائلة. وأن الموهبة والمهارة والدقة والشغف والابتكار والتجديد فى العمل، هو طريق صعب وشاق يساوى تسلق جبل شاهق. وقد اختصر السير مجدى يعقوب السر بجملته العبقرية: «تسلق جبل الإبداع ».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تسلق جبل الإبداع هو النجاح تسلق جبل الإبداع هو النجاح



GMT 08:41 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

الطبع فيه غالب

GMT 08:38 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مصر في مواجهة سيناريو «العبور بلا عودة»

GMT 08:30 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مَن يلقى سلاحه يُقتل

GMT 08:24 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تركيا والقبعات المتعددة

GMT 08:21 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

كارثة وفاة سباح الزهور

GMT 08:19 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

عبد الوهاب المسيرى.. بين عداء إسرائيل والإخلاص للوطن

GMT 20:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 11:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 13:35 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

استمرار استبعاد صلاح من التشكيل يفتح باب الرحيل في الشتاء
  مصر اليوم - استمرار استبعاد صلاح من التشكيل يفتح باب الرحيل في الشتاء

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt