توقيت القاهرة المحلي 09:40:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أزمة الضمير الرياضي

  مصر اليوم -

أزمة الضمير الرياضي

بقلم - حسن المستكاوي

 

 ** هذا ليس تعميما، راجيا مخلصا ألا يكون كذلك. حيث أتلقى شكاوى من أولياء أمور بشأن ما يعرف بالأكاديميات فى الأندية، فلم تعد الموهبة والمهارة مسألة حاسمة وفاصلة فى اختيار سباح أو لاعب كرة قدم أو سلة أو جمباز. فهناك هدايا تقدم من أولياء أمور لمدربين لأن هناك أولياء أمور تقدم هدايا. فأصبح هناك سباق هدايا. وسباق التدريب الخاص (بريفت) الذى استشرى مثل الدروس الخصوصية أو ما يوصف بالتعليم المقارن فى المدارس. والأسباب أن المدرس لا يحصل على الحق المادى الملائم وأن المدرب لا يحصل بدوره على الحق المادى الملائم وكذلك الطبيب والمهندس والصحفى، فأصبح الكثير من أصحاب المهن والوظائف يعلمون فى عدة جهات، فلا يعطون كل جهة حقها. والدرس الخاص أسقط حق التدريب للناشئ فى النادى بالعدالة، وأسقط حق الطالب فى عدالة التعليم، وبين هذا وذاك، فقدت بعض المهن الاحترافية والكفاءة.. وتلك كلها مشاكل قديمة جدا لم تعالج لأسباب اقتصادية، فالدولة لا تملك قدرات مادية مطلقة تسمح بأن يعمل المدرب فى نادٍ واحد والمدرس فى مدرسة واحدة والطبيب فى مستشفى واحد. بالمقابل المادى الذى يسمح للمدرب والمدرس والطبيب والصحفى بالحياة الكريمة.

** تلك أزمة اقتصادية وأزمة ضمير المهنة عموما. لكن أن تظهر عندنا فى ملاعبنا مشاكل وأزمات فريدة فى نوعها، فتلك قصة أخرى. هى قصة الضمير الرياضى. أزمة معانى التنافسية عند بعض القيادات الرياضية، فيسمح بعضهم بالتجاوزات، وتعلو الاتهامات بالتزوير، وتشتعل أزمات حق البطل والبطولة، فمن هو البطل الفعلى ومن هم أصحاب البطولة الحقيقيون. إن لم يكن التزوير فهو التحكيم وإن لم يكن التزوير وهى حالات نادرة حقا فالسبب مؤامرة ضد نادٍ كبير أو صغير. وقد كانت هناك مشكلة قريبة أثارت ضجة وهى مشهد احتفال لاعبى الأهلى وإنبى ببطولة الشباب 2003. فكيف يحتفل فريقان ببطولة واحدة.

** اللائحة التى أرسلت للأندية منحت الأهلى البطولة على الرغم من تقدم إنبى بشكوى واقعة تزوير ليرد الأهلى بشكوى مضادة بواقعة تزوير أخرى. يعنى تزوير مضاد لتزوير. وتصبح القضية من هم الأبطال؟ إنه الهدف الأول والوحيد، وهو هدف يصنع صراعا ليس عادلا ولا رياضيا بالكامل؛ حيث إن الهدف الأساسى من قطاعات الناشئين صناعة أجيال موهوبة ومميزة للفرق الأولى. وتستهلك تلك الأجيال فى درجات تنافسية مريضة بينما نرى فى الدول الأوروبية لاعبين أعمارهم 15 و16 و17 و18 و19 سنة يلعبون فى فرق الدرجة الأولى الممتازة فى مسابقات تشهد تنافسية رهيبة فى دوريات إنجلترا وإسبانيا وألمانيا وفرنسا وكل بطولة تساوى أموالا طائلة.. وإذا كانت قصص التزوير حقيقية فلابد من مواجههتا وإذا كانت غير حقيقية فلابد من مواجهة الأدعياء بها ومحاسبتهم، فالمهم أن يستقر أمام الرأى العام أن هناك عدالة وأن هناك جهات تحقق وتحسم ولا تختفى خلف الستار!

** أزمة الضمير الرياضى تمتد إلى الانتصار للاعب تجاوز فى حق فريق من قبل جمهوره ويرد الجمهور الآخر بالانتصار للاعب تجاوز فى حق فريق آخر. حتى إدارات الأندية لا تبادر باتخاذ مواقف تربوية رياضية وأخلاقية فى مواجهة بعض التجاوزات. وقديما كان يقتحم متفرج المعلب معترضا أو معتديا أو حتى محتفلا، فيعلو صوت الآلاف فى المدرجات «سيبه.. سيبه». فيتركه القانون ولا يحاسبه، وتكون النتيجة أن المشهد تكرر كثيرا فى سنوات مضت تعود إلى 30 أو 40 عاما. وعدما يتوارى القانون تعلو الفوضى.

** أزمة الضمير الرياضى فى بعضها يمكن الاستناد للقانون كحل حاسم يحمى الحقوق ويضمن عدالة المنافسة. وفى بعضها لا يمكن أن يفعل القانون شيئا، وإنما هو الضمير الذى يجب أن يفعل وأن يستيقظ، حتى لا نرى تزويرا ولا اتهاما بالتزوير، ولا نرى مشهد فريقين يحتفل كلاهما بالفوز ببطولة، ولا نرى أولياء أمور يشكون غياب العدالة فى الاختيار للمواهب، ولا نرى أصواتا تتهم الحكم بالمؤامرة، ولا نرى رياضيا يسىء السلوك ويتجاوز فيجد رأيا عاما يحميه وإدارات أندية تحميه وتراه بطلا مناضلا من أجل الكيان.. تلك وغيرها أشياء لا يمكن أن يحكمها قانون، وإنما هو الضمير.. الذى ينتصر للرياضة وللأخلاق وللقيم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أزمة الضمير الرياضي أزمة الضمير الرياضي



GMT 09:40 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

فنى ثم فنى ثم بيتى!!

GMT 09:38 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

القبطى الوحيد

GMT 09:35 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

صناعة البديل

GMT 00:30 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

فن الكذب عند ترامب!

GMT 21:01 2024 الأحد ,05 أيار / مايو

أحزان عيد القيامة!

الملكة رانيا تتألق بإطلالة جذّابة تجمع بين الكلاسيكية والعصرية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:23 2024 الأحد ,05 أيار / مايو

طرق سيئة للنوم قد تتسبب في الوفاة ببطء
  مصر اليوم - طرق سيئة للنوم قد تتسبب في الوفاة ببطء

GMT 23:13 2021 الثلاثاء ,27 إبريل / نيسان

القمر العملاق يزين سماء مصر في ليلة نصف رمضان

GMT 14:36 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدًا وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 23:48 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

علي زين رجل مباراة مصر والدنمارك في ربع نهائي بطولة العالم

GMT 22:00 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

أسوان يدعم صفوفه بالسيد فريد وعمرو رضا قبل نهاية الميركاتو

GMT 10:08 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

منتخب مصر لليد يكشف تفاصيل إصابة أحمد الأحمر

GMT 07:37 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

أجنّة سمكة قرش منقرضة أكلت أشقائها في الرحم

GMT 04:22 2021 الإثنين ,11 كانون الثاني / يناير

موديلات جمبسوت خطوبة للعروس العصرية تعرفي عليها

GMT 06:59 2020 الخميس ,31 كانون الأول / ديسمبر

تتغير الظروف في الشهر الاول عما كانت عليه مؤخراً

GMT 09:34 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

شوبير يسأل عن 8 ملايين دولار مستحقة لمصر لدى الكاف

GMT 01:44 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

"بسنت" يتصدر مؤشرات البحث على مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon