توقيت القاهرة المحلي 13:01:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قيمة انتصار أكتوبر

  مصر اليوم -

قيمة انتصار أكتوبر

بقلم :حسن المستكاوي

** قيمة انتصار السادس من أكتوبر 1973 بدأت من هنا.. من مايو 1967. أخذت كرة الحرب تكبر، حين بدأت عمليات فدائية فى الجليل، ثم إعلان التعبئة وتحرك قوات إسرائيلية على جبهة دمشق، واستدعاء قوات الاحتياط فى مصر، وإغلاق مضيق تيران، وتحرك قوات المظلات المصرية إلى شرم الشيخ لحمايتها. وبينما كانت كرة الحرب تكبر، أخذت مشاعر التفاؤل بالقضاء على إسرائيل تعلو.. وفى صباح يوم الخامس من يونيو شنت الطائرات الإسرائيلية غارات على المطارات المصرية، وفى اليوم الثانى سمعنا لأول مرة تعبير «خط الدفاع الثانى» ثم توالت الساعات ووجهت النداءات لقوات الصاعقة المصرية بقيادة جلال هريدى بالعودة إلى قواعدها.
** الصدمة كلمة لا تكفى للتعبير عن حالنا، نحن الجيل الذى عاش معارك وطنه كلها بنبضات قلبه، وخلبته زعامة عبدالناصر وشخصيته الطاغية. وحين أعلن الرئيس تنحيه عن السلطة تحرك الملايين فى كل ربوع مصر ترفض رحيله، وتطالبه بالبقاء والثأر، وكان ذلك ثقة فيه، وكان ذلك تحميله لمسئولية الهزيمة، وكان ذلك هو اليقين فى قدرة القوات المسلحة المصرية. وكان ذلك كله أكبر دليل على قوة الشعب وصلابته ووطنيته، وأن حبة الرمل المصرية، هى جنين، يولد وينمو ويعيش ويموت على أرض مصر.
** مصر لم تنكسر ولن تنكسر. هكذا هى من فجر التاريخ. ليست تلك مجرد كلمات وحروف. لكنها حقيقة سجلها التاريخ منذ آلاف السنين. لذلك كانت حرب الاستنزاف كلها بطولات. وكلها تضحيات. بداية من معركة رأس العش ونهاية ببناء حائط الصواريخ وبناء القوات المسلحة فى عملية إرادة مذهلة.
** سبتمبر 1970 أيلول الأسود. الصراع الذى نشب فى الأردن بين القوات المسلحة الأردنية ومنظمة التحرير الفلسطينية، والدعوة لمؤتمر قمة عربى لإيقاف النزيف. ويبذل عبدالناصر جهدا فائقا، ويأتى يوم 28 سبتمبر وبالمصادفة أعلم فى السادسة مساء، برحيله، قبل إعلان ذلك بخمس ساعات. فأنطلق أجرى بلا توقف فى الشوارع حزنا وألما وخوفا وأبكى بلا نهاية لدموعى.
** ديسمبر 1971. عام الحسم كما قال الرئيس السادات. لكن مصر لم تتحرك للحرب. ربما لأسباب تتعلق باستكمال عمليات التسليح، وربما بسبب الحرب الهندية الباكستانية. فتحركنا فى مظاهرات طلبة الجامعة لكسر حالة اللاسلم واللاحرب. كان تحرك جيل عاش كل لحظة من معارك بلاده بمشاعر وطنية راسخة، ولم يفقد هذا الشعور أبدا لهزيمة أو لقصور أو لظروف معيشة قاسية.
** يونيو 1973. كان الآلاف من طلبة الجامعة فى الإجازة الصيفية يسافرون إلى أوروبا للعمل فى المصانع والمزارع والمقاهى. وكان ذلك تقليدا سنويا.
** أكتوبر 1973. كنا مجموعة شباب فى إنجلترا ونستعد للعودة إلى القاهرة يوم 10 أكتوبر. وفى مساء السادس من أكتوبر دخل شاب المطعم الذى نجلس به وصرخ: «ياجماعة مصر عبرت قناة السويس».. جرينا وهرولنا إلى صحف المساء اللندنية. قرأنا العناوين: «الجيش المصرى يعبر قناة السويس ويخوض معارك ضارية شرق القناة».
** مضينا فى شوارع لندن نبكى ونهتف تحيا مصر.. وعدنا إلى مطار القاهرة يوم 29 أكتوبر. وأخذنا نقبل الأرض. وخارج المطار كانت الرءوس مرفوعة. والوجوه بشوشة وضاحكة وفخورة. إنه شعب عظيم لا ينكسر. وجيل عظيم من الاباء والأبناء كان مستعدا لتضحيات لا نهاية لها من أجل استرداد أرضه وكرامته.
** إن قيمة انتصار أكتوبر أنه رسخ وطنية الشعب المصرى. وهو شعب لا ينكسر. ويملك يقينا فى قواته المسلحة وبأنها الدرع والسيف الذى يحميه.. تحيا مصر كما كانت وكما هى وكما ستكون.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قيمة انتصار أكتوبر قيمة انتصار أكتوبر



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 09:00 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 09:36 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الدلو

GMT 13:21 2019 الأحد ,29 أيلول / سبتمبر

كيف ساعدت رباعية الاهلي في كانو رينيه فايلر ؟

GMT 03:35 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

فوائد الكركم المهمة لعلاج الالتهابات وقرحة المعدة

GMT 02:36 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

فعاليات مميزة لهيئة الرياضة في موسم جدة

GMT 04:38 2020 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

نجل أبو تريكة يسجل هدفا رائعا

GMT 12:42 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ديكورات جبس حديثه تضفي الفخامة على منزلك

GMT 12:14 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

مجموعة Boutique Christina الجديدة لموسم شتاء 2018

GMT 11:46 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

الذرة المشوية تسلية وصحة حلوة اعرف فوائدها على صحتك

GMT 09:42 2020 الخميس ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك 4 مخاطر للنوم بعد تناول الطعام مباشرة عليك معرفتها
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon