توقيت القاهرة المحلي 03:41:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التحليل السياسى للجوائز ليس هو بالضرورة القراءة الصحيحة!

  مصر اليوم -

التحليل السياسى للجوائز ليس هو بالضرورة القراءة الصحيحة

بقلم - طارق الشناوي

أمس توقعت جائزة للفيلم البولندى الإيطالى المشترك (إيو)، وبالفعل حصل مناصفة على جائزة لجنة التحكيم الخاصة، حرص المخرج البولندى خفيف الظل مثل فيلمه جيرسى سكوليمسكى وهو على منصة مسرح (لوميير) أن يهدى الجائزة إلى الحمير (الست) الذين أدوا دور (إيو) وهم من نفس الفصيلة، اثنان من بولندا وأربعة من إيطاليا، وذكر أسماءهم الحقيقية كنجوم ينبغى الحفاوة بهم، كان المخرج قبلها عند افتتاح العرض الرسمى للفيلم، قد رفع على السجادة الحمراء صورة الحمار بجوار الأبطال مشيدا به، عندما ينجح المخرج عن طريق التصوير والمونتاج توظيف ردود فعل حيوان فى سياق السرد والتتابع، فهى قطعا أكبر شهادة ينالها على تفرده.
الفيلم الفائز بـ(السعفة الذهبية)، وهى الأهم، والتى تبقى طويلا فى الذاكرة، من نصيب الفيلم السويدى (مثلث الحزن) للمخرج روبن أوستلند بعد ان أشاد رئيس لجنة التحكيم الممثل الفرنسى الشهير فنسان لاندون بالفيلم الذى أجمع عليه كل أعضاء للجنة وهذه هى السعفة الثانية التى ينالها المخرج.

وتتابعت الجوائز، أفضل ممثلة كانت من نصيب بطلة الفيلم الإيرانى المعارض زارا أمير إبراهيم للمخرج على عباسى، (العنكبوت المقدس)، والفيلم تم تصويره خارج الحدود حيث يقيم المخرج فى الدنمارك وعدد من المشاهد الخارجية تم تنفيذها فى الأردن حيث تتشابه بعض الأجواء، المخرج الإيرانى أصغر فرهدى، عضو لجنة التحكيم، لا يملك قطعا توجيه الجائزة، كان لديه فيلم آخر إيرانى (ليلى وأخواتها) يتسابق معه ويحظى بمباركة الدولة الإيرانية، إلا أنه خرج خاوى الوفاض، والحقيقة أن الفيلم الذى تحميه مظلة الدولة، كان صاخبا فى حواره، يكرر المعلومة أكثر من مرة، إلى درجة الملل، ولا يستحق الجائزة، لأسباب فنية.

حرصت بطلة الفيلم الإيرانى المعارض زارا أمير على أن توجه جزءا من كلمتها باللغة الفارسية للشعب الإيرانى.

استحدث المهرجان جائزة اليوبيل الماسى (75) عاما، مثلما استحدث قبل 25 عاما جائزة اليوبيل الذهبى (50) عاما، وكانت من نصيب المخرج يوسف شاهين عن مجمل أعماله، وليست عن فيلم (المصير) الذى شارك وقتها فى التسابق، هذه المرة جاءت الجائزة للشقيقين البلجيكيين داردين (جون ولوك) هما يتشاركان معا فى إخراج كل أفلامهما، منحت لهما الجائزة عن فيلم (تورى ولو كيتا)، الذى يتناول قضية الهجرة غير الشرعية، لكن بزاوية أخرى وهى استغلال هؤلاء المهجرين من قبل عصابات تتاجر فى المخدرات واستغلال النساء، الفيلم يفضح بجرأة حق المهجرين فى حياة كريمة، بعيدا حتى عن صحة الأوراق، يتناول حياة صبى وأخته الكبرى يتعرضان لكل أنواع الابتزاز، والإذلال بسبب الخوف من مطاردة الشرطة.

الشقيقان (داردين) حصدا قبل ذلك (السعفة) مرتين عن فيلمى (روزيتا) و(الطفل)، وهما أكثر المخرجين فى العالم، ارتباطا بمهرجان (كان)، نحو عشر مشاركات فى المسابقة الرسمية، وقال المخرج جون داردين، على منصة التكريم، أنه استوحى فيلمه من شخصية حقيقية هاجرت إلى بلجيكا وذات صباح سأل عنها فاكتشف رحيلها ومن هنا بدأ الخيط الدرامى.

فاز أيضا الممثل الكورى الجنوبى سونج كانج بجائزة الأفضل عن فيلمه (بروكر)، أما الجائزة الكبرى والتى تلى (السعفة الذهبية) فى الأهمية، نالها مناصفة الفيلم البلجيكى (قريب) للمخرج لوكاس دونت والفيلم الفرنسى (نجوم الظهر) للمخرجة كلير دونى، هذه الأفلام وغيرها تستحق التوقف عندها فى مقالات قادمة، تبقى فى الحقيقة وقفة سريعة لنا عن تواجدنا بالمهرجان. فى بداية الحفل شاهدنا المخرج يسرى نصر الله صاعدا على المنصة يمنح جوائز الفيلم القصير فى اللجنة التى رأسها، وكان الناقد الشاب أحمد شوقى قد منح فى حفل آخر جوائز (الفيبرسكى) للنقاد، نترقب قطعا أن نتواجد بأفلامنا، وهو ما شاهدناه فى الأعوام الأخيرة مع أفلام (ريش) عمر زهيرى و(يوم الدين) أبوبكر شوقى و(اشتباك) محمد دياب، وعلينا ألا نسارع بتوجيه الاتهام للمخرج أو المنتج مثلما حدث العام الماضى مع (ريش)، وقبله أيضا مع (اشتباك)، الهجوم من الداخل على العمل الفنى لمجرد أنه يشير إلى سلبيات لا يخلو منها أى مجتمع، ليست قطعا لصالحنا. الجائزة التى كثر الحديث عنها فى (الميديا) هى أفضل سيناريو عن فيلم (صبى من الجنة) التى نالها المخرج سويدى الجنسية مصرى الجذور طارق صالح، الفيلم يمثل رسميا السويد بالمهرجان، من السهل أن تقرأ الجائزة سياسيا، وهو ما قد يفسر للوهلة الأولى، ولكنى لا أميل إلى تلك السهولة التى نشعر بعدها مباشرة بالارتياح.

قناعتى أن أضعف ما فى هذا الفيلم هو السيناريو لأنه غير قائم على رؤية واضحة للواقع وكان ينبغى دراسة وتوثيق كل المعلومات عن الأزهر الشريف، قبل الشروع فى كتابة السيناريو، يتناول الفيلم العلاقة بين مؤسسة الأزهر الشريف والدولة، باعتبارها علاقة متوترة بين قوتين، وهناك مبالغات متعددة، إلا أن هذا لا يعنى بالضرورة التعمد، أميل أكثر إلى غياب المعلومة عن لجنة التحكيم، ونكرر السؤال: هل الجائزة سياسية، ولجنة التحكيم انحازت لفيلم لأنه من الممكن توصيفه بالمعارض، أم أن هناك هامشا ما من الخطأ أن نتحمله جميعا وهو صورة مصر فى عيون الآخرين، هناك صورة ذهنية عند البعض، علينا تصحيحها.

قبل أقل من ثلاثة أسابيع شاركت فى مهرجان (مالمو) بالسويد واكتشفت من خلال أحاديثى العابرة أن هناك تشويشا على الصورة، لا ينبغى بالضرورة أن نتهم الآخرين بتعمد الإساءة، علينا أن نعترف بأن هناك تقصيرا إعلاميا شاركنا جميعا فيه، البعض مثلا يعتقد أن هناك رغبة فى السيطرة على قرار الأزهر رغم أن الدولة تريد الحرية للأزهر وتسعى فى نفس الوقت لتبنى وجهة نظر عصرية، بعيدا عن التشويش، الذى يلاحق الإسلام فى العالم.

نحن لا نقدم أنفسنا للعالم على الوجه الصحيح، علينا أن نعترف أولا بتقصيرنا، قبل أن توجيه الاتهام للآخرين، وهى قضية تستحق منا، كل فى موقعه، أن يعترف أولا بالمشكلة وبدوره فى إيجاد الحل.. ونواصل الأيام القادمة ما تبقى من رحلة (كان)!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التحليل السياسى للجوائز ليس هو بالضرورة القراءة الصحيحة التحليل السياسى للجوائز ليس هو بالضرورة القراءة الصحيحة



GMT 20:57 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

المفتاح الأساسي لإنهاء حرب السودان

GMT 20:53 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

عفونة العقل حسب إيلون ماسك

GMT 20:49 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

أميركا تناشد ‏الهند وباكستان تجنب «الانفجار المفاجئ»

GMT 20:45 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

عودوا إلى دياركم

GMT 09:44 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

من زهران إلى خان... كل منهما محكوم بالأسطورة القديمة

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 00:24 2025 الخميس ,18 كانون الأول / ديسمبر

وفاة 17 فلسطينيا بينهم 4 أطفال في غزة جراء الطقس القاسي
  مصر اليوم - وفاة 17 فلسطينيا بينهم 4 أطفال في غزة جراء الطقس القاسي

GMT 16:43 2025 الأربعاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

ساناي تاكايتشي تُشدد على بناء علاقات مستقرة مع بكين
  مصر اليوم - ساناي تاكايتشي تُشدد على بناء علاقات مستقرة مع بكين

GMT 15:33 2021 الأربعاء ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

تقنية جديدة لمساعدة الروبوتات على التكيف مع البيئة المحيطة

GMT 02:00 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

حكايات السبت

GMT 08:51 2024 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

توازن بين حياتك الشخصية والمهنية

GMT 06:29 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

محمد رمضان ينتهي من تصوير 60% من أحداث فيلمه "موتة ملوكي"

GMT 11:30 2021 السبت ,29 أيار / مايو

أليو بادجي يضع الأهلي في ورطة كبيرة

GMT 14:17 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

نانسي عجرم تتبنى أولاد قتيل فيلتها ومحاميته ترد بقوة

GMT 11:53 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

سلوى عثمان تقدم حالة جديدة في "نصيبي وقسمتك"

GMT 05:19 2018 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

دينا فؤاد تقترب مِن إنهاء مَشاهدها في فيلم "قرمط بيتمرمط"

GMT 04:05 2018 السبت ,15 أيلول / سبتمبر

آبل تعلن عن مواصفات أجهزة آيفون "XS وXS max وXR"

GMT 02:40 2018 الإثنين ,10 أيلول / سبتمبر

ستاف ماترز يوضح عدم وجود تعريف قوي وسريع للسوائل

GMT 13:39 2018 السبت ,08 أيلول / سبتمبر

تعرفي على أبرز الديكورات للفصل بين غرف منزلك

GMT 12:38 2018 الجمعة ,17 آب / أغسطس

طريقة سهلة لإعداد "الغُريّبة"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt