توقيت القاهرة المحلي 15:55:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مشاهد قاسية وحزينة في اليمن

  مصر اليوم -

مشاهد قاسية وحزينة في اليمن

بقلم : صالح المنصوب *

من غير المنطقي ان ينشغل القائمين على البلد بترديد تلك الأسطونة السياسية المملة في وقت يعاني فيه الشعب الفقر والبؤس والحرمان , بطالة تلاحقهم وسوق عمل ميت وعملة وطنية فقدت قيمتها و فوضى عارمة تعم مكل مناحي الحياة  دون ادنى معالجات او حلول لكل تلك المشاكل التي تهم حياة ومعيشة الناس .

كل يوم تكبر المعاناة وتتفاقم ونتائجها الجنون والانتحار والهجرة الى المجهول , ويقابل كل ذلك بالمبررات الواهية والتجاهل لها ممن لم يكتووا بها يوماً , وحال وصل بالناس الى ما لا يطاق حتى ممن لديهم رواتب لم تعد تكفيهم لشراء كيس القمح لوحدة .

في احد جولات العاصمة المؤقتة حيث يتجمع العمال بالأجر اليومي ومن تقطعت بهم السبل , شرد بصري نحوهم في ساعات الصباح الباكر اخذت وقت في التأمل الى ملامحهم فكانت لحظات قاسية وحزينة بالنسبة لي , لايعرف من يعيشون الترف ما يعانية الكادحين وتخبرك الوجوه انها مثقلة بالهموم التي تبكي لها الأرض .

لم اجد في ملامحهم غير مشاهد البؤس والحرمان , اقسم ان في ايدي معظمهم قطعة من الروتي دون غيرها يتناولها وكأن ملامحهم تقول أسرنا بلا مصاريف أولادنا جائعين نحن تائهين في هذا الواقع الى اين نذهب ولم يعد هناك من يرحمنا .

 كانت الصدمة بالنسبة لي ان نصل الى هذا الحال وفي قلب عدن , هذا نموذج فقط بسيط من اخرين يبقون في منازلهم لايستطيعون التحرك فمنهم من ينتحر واخرين يصابون بالجنون لانهم لايقبلون مشاهدة اسرهم وهي تعاني الجوع .

احدهم خاطبني انه قضى اسبوع ولم يحصل على عمل سوى نصف نهار واسرته تنتظر منه ارسال مصاريف لهم , قصص مؤلمة تبكي الصخر لكن الرحمة قد دفنت واهيل عليها التراب .

شردت بالتفكير وداهمني الحزن الكبير لقساوة ما رأيت في هذا الزمن المؤلم والقاسي وظل يومي والى اللحظة حزيناً افكر بحال هؤلاء الذين اصبحوا ضحايا واقع البلد .

هذه مجرد نماذج في وطني الذي يعيش معظم سكانه حياة المعاناة والألم  والبؤس والحرمان , يذهبون للعمل فلا يجدون والأقسى ان هناك ميسورين لا يرحمون .
الى من منحهم الله المال الكثير من فضله , اغرسوا في قلوبكم وابنائكم قيم الخير والحب والشفقة بمثل هؤلاء وقدموا لهم وخففوا عنهم بعضاً من المعاناة والقهر فقيم الرحمة والشفقة هي الباقية وهي التي تعمر وتبني وتحافظ وتصون .

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مشاهد قاسية وحزينة في اليمن مشاهد قاسية وحزينة في اليمن



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

أيقونة الجمال كارمن بصيبص تنضم لعائلة "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 06:56 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر مناسب لتحديد الأهداف والأولويات

GMT 14:29 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

مؤمن زكريا يتخلّف عن السفر مع بعثة الأهلي

GMT 05:35 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

شوبير يفجر مفاجأة حول انتقال رمضان صبحي إلى ليفربول

GMT 13:45 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

ماكينات الـ ATM التى تعمل بنظام ويندوز XP يمكن اختراقها بسهولة

GMT 02:15 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على سعر الدواجن في الأسواق المصرية الجمعة

GMT 17:17 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الوطني يصل السعودية لأداء مناسك العمرة

GMT 16:08 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف تابوت يحوي مومياء تنتمي للعصر اليوناني الروماني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon