توقيت القاهرة المحلي 00:00:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لا يعرف ألم الفراق إلا من أكتوي به ؟

  مصر اليوم -

لا يعرف ألم الفراق إلا من أكتوي به

بقلم : صالح المنصوب

أنهمرت دموعهم وسالت حتى أنهم لم يتمكنوا من نطق حرف للحديث معي ، لم يستحملوا هول صدمة قرار مغادرة. وفراق والداهم وحنانه ، لماذا يا أبي نذهب ونتركك ؟ وكانهم ذاهبون الى الجحيم، لم يتمالكوا هول الصدمة و الدم يسري في عروقم كله حزن .

لم اتمالك نفسي وأنا أرى دموع ابنائي الصغار حمدون وعبدالملك ووجود ، دموع انتزعوها قهراً من داخلهم لفراق والدهم و هي أعظم تعبير بعد إبتساماتهم التي عاشوها معي ، وما كان عليا الا ان إنضممت اليهم لأبوح ما بداخلي الذي حاولت أخفيه عليهم ، وقلت لهم لا تقلقوا لا تتألموا يا أولادي هذا قدرنا ، سيجمعني الله بكم قريبا إن كل لنا في عمرنا بقية.

رن جوالي صباحا تفاجئت أنه صاحب الباص يحثنا على الإستعداد إنه قادم في الطريق ، كان الحزن كبيراً ، ويوم من عمري لاينسى وام يحدث لي قط ، يسألني عبدالملك هل ستأتي معنا قلت له نعم لأخفف عنه من لوعة الحزن والفراق.

وما أن قرروا المغارة شعرت أن روحي ستقبض ودارت بي الأرض ، وغادرتهم أهيم وحيران ، ألعن من كان سبباً في كل هذا .

مشهد لم أتصور ان يحدث عرفت معنى التشرد والنزوح و اهواله سيرحلون وأبقى انا اكتوي بكأس الفراق و وتحرقني دموعهم التي تسكب ، سيذهبون وأنا اعيش الوجع والحزن الدام ، وأمسح كل ماتبقى من سعادة .

الى هذه الدرجة جعلتنا الحرب نهيم ونتعذب ، كلما أستبشرنا بالأمل بدت لنا مواجع جديدة ، حرب لعينه وأوسخ منها من يغذونها ولا يريدونها ان تنتهي ، ناس تموت وناس تسجن وناس تسحل ، دون أي ذنب .

تبددت القيم وسادت الفوضى وتولى السفلة مناصب وأماكن ، وشعور النقص يكاد ان لايغادرهم ، فيدفعهم الى الإنتقام من كل ماهو جميل .

غادروا وفي قلبي نار تشتعل و أصبحت تائه قريب من مرحلة الجنون ، نتحدى قساوة الواقع والظروف و تلاطم امواج الفوضى من كل جانب ، حسرة وألم وحزن ودموع تتشرد بداخلي ، براكين الحزن لم تنتهي .

وصلت إلى حقيقة انه لا يعرف الحزن والفراق والتشرد الا من اكتوى فيه ، كثير ممن التقيهم يكتوون بنفس الكأس تاهوا كما تهنا وعانوا الكثير .

الوجع الكبير انك تجد نفسك مقهوراً حزيناً لاتجد من يطرق عليك باباًً أو يرن لك جوالاً ، يختفي الجميع وتبقى وحيداً ، لكن الله على كل شيء قدير ، فمن مسك بحبل الله لا يمكن أن يتوه او يضيع.

الى اللقاء يا ثروتي وما تبقى لي من أمل ؛ الى اللقاء يا من غُرس حبكم في فؤادي ، الى اللقاء يامن أدخلتم السعادة الى قلبي وهاهي اليوم تغادر معكم .

أقول لكم الى اللقاء بحرقه و أنا مكبل بالحزن ، لأنكم قدمتم إليا فرحين، وغادرتم عني مجبرين .
حفظكم الله وأبقاكم لي و أزآح عنكم الحزن وغرس في قلوبكم سعادة لاتنتهي .

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا يعرف ألم الفراق إلا من أكتوي به لا يعرف ألم الفراق إلا من أكتوي به



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

أيقونة الجمال كارمن بصيبص تنضم لعائلة "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 16:30 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة
  مصر اليوم - نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة

GMT 16:02 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها
  مصر اليوم - طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها

GMT 18:29 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

طلعت زكريا يفاجئ جمهوره بخبر انفصاله عن زوجته

GMT 12:07 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

كيفية تحضير كب كيك جوز الهند بالكريمة

GMT 09:10 2018 الأربعاء ,15 آب / أغسطس

"الهضبة" يشارك العالمي مارشميلو في عمل مجنون

GMT 10:56 2018 الأربعاء ,01 آب / أغسطس

النسخة العربية للعبة كابتن تسوباسا

GMT 14:08 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

أوستراليا تسجل أدنى درجة حرارة خلال 10 سنوات

GMT 01:41 2018 الإثنين ,28 أيار / مايو

تريزيجيه يدعم محمد صلاح بعد الإصابة

GMT 22:03 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

السبب العلمي وراء صوت "قرقعة الأصابع"

GMT 08:14 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

محلات flamme تعرض مجموعتها الجديدة لشتاء 2018

GMT 18:05 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

"مازدا" تطرح الطراز الجديد من " CX-3 -2017"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon