توقيت القاهرة المحلي 15:39:11 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العقل العربي ومخاطر التشويش!

  مصر اليوم -

العقل العربي ومخاطر التشويش

صالح المتصوب
بقلم : صالح المتصوب *

يمر العقل العربي بحالة خطيرة جعلته يخضع لأبسط عوامل التشويش والتضليل وهذا أمر خطير بحاجة الى المراجعة والوقوف امام هذا المأزق الذي يقود العقل العربي الى القفز على التأريخ والحضارة والهوية واللغة العربية .
هناك مخاطر جمة تسير به الى الهاوية وتدمير  ما تبقى من جذور يتم التشبث بها امام هالة التضليل والتشويش المقصود القادم من اعداء العروبة والكارثة ان يتم استخدام العقل بعد التشويش والتضليل عليه ضد كل ما هو عربي والتسويق لثقافات وهويات اخرى .
اعتقد ان الثقافة العربية بدأت تنحسر وتتلاشى بعد ان طغت عليها ثقافات مواقع التواصل الاجتماعي وقضت على الكتاب  والبحث عن كل جديد وربط الفرد بهويته وثقافته والانحسار الاخطر هو ترك الكتب وهجرها كلياً واصبحت تباع على الارصفة بثمن بخس وهذا يعكس غياب الوعي والاهتمام بالثقافة .
الادهى والأمر انه لم تعد هناك ندوات ودور نشر ومكتبات يقصدها الشباب لشحن عقولهم بمحتواها الجميل و البحث عن امهات الكتب فقد شغلتهم الى مرحلة الإلهاء مواقع التواصل واخذت كل وقتهم في البحث الغير مفيد والاعتماد على ثقلفة النسخ واللصق ووصل الأمر بالبعض ان يسرق جهود اخرين ولصقها بإسمه وهناء تكمن الكارثة ان الفرد العربي لم يعد  يستطيع الانتاج والكتابة والسبب انه لم يعد يقرأ , لأن الاقارىء الجيد هو الكاتب الجيد .
كانت الاذاعة المدرسية تذكر الطالب بهويته ونشيده الوطني و تأريخ العظماء من صنعوا التأريخ في الوطن العربي , كانت مجلة العربي كنز معرفي وثروة ثقافية تأتيك بالجديد كل شهر , لا تخلو عن حديث الشهر لرؤساء التحرير طوال فترة صدورها الورقي , كانت التربية الوطنية تدرس في المدارس والتأريخ والجغرافيا .
كل ذلك بداء يتلاشى ولم يعد لها وجود حتى العربي التي كانت مدرسة بحد ذاتها توقفت عن الصدور ورقياً , فقد كانت تساعد العقل العربي كثيراً من الركود وسارت به الى الى الرشد المعرفي , كانت القيم الاصيلة حاضرة وكان التفكير التأملي هو المسيطر اما اليوم فلم يعد سوى التفكير النقلي .
اننا امام وضع صعب يعيشه العقل العربي وسط وسائل التواصل التي قد يكون لها هدف تغييب العقل العربي الذي منه استفاد العالم في الطب والهندسة والأدب , ليصبح اليوم تابع لثقافات وهويات اخرى واطماع تسعى من خلال سيل التشويش والتضليل الى القضاء على هذا العقل وتدميره لتصبح الدول العربية تحت رحمة عقول اخرى تخطط لنا للحلول  للسلام بعد ان صدرت لنا العنف وهي تخطط لإستعمار جديد هو اخطر انواع الاستعمار هو احتلال العقل العربي .
ان الهدف الكبير من التشويش هو الاطماع لإمبراطوريات تسعى جاهده لجعل الشعوب العربية تابعه لها وتمهد لاحتلال بلدانها لإيران اطماع استعادت مجدها الفارسي وكذا تركيا لها اطماع لاعادة الخلافة العثمانية والغرب له اطماعه الكبرى  يتصور البعض انهم المنقذ لكنهم في الاصل يسعون لضرب كل ما هو عربي ولهم تحالفات غربية لتقاسم المنطقة العربية .
نحن بحاجة الى اعادة صياغة مسار جديد لترميم العقل العربي من خدوش التشويش والتضليل ومحاولالت حرفة عن مساره وربطه بالكتاب و مواجهة التحديات بندوات ونقاشات وسباق عربي متميز وجعل الانسان العربي في المقدمة كما كان سابقاً .
اخيراً اقول ان التشويش متعمد وقد نغرق ونضيع في هذا البحر الكتروني ونترك كل ثقافاتنا وورق الكتاب الجميل الذي كان هو الطريق للمجد .
* صالح المنصوب كاتب من اليمن

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العقل العربي ومخاطر التشويش العقل العربي ومخاطر التشويش



GMT 03:22 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

متى وكيف يحاسب المسؤول؟ وكيف نواجه الفساد؟

GMT 03:20 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

رسائل الحصاد

GMT 03:07 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

علم يرفرف على ركام البيوت

GMT 03:05 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

ما بعد الاجتياح

أجمل إطلالات الإعلامية الأنيقة ريا أبي راشد سفيرة دار "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:44 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نجمات عربيات تألقن على السجادة الحمراء في "كان"
  مصر اليوم - نجمات عربيات تألقن على السجادة الحمراء في كان

GMT 10:34 2021 الأحد ,04 تموز / يوليو

إصابة بيريسيتش نجم منتخب كرواتيا بكورونا

GMT 04:40 2021 الأربعاء ,31 آذار/ مارس

طريقة عمل جلاش ملفوف بالمكسرات

GMT 09:35 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

تصاميم فساتين جريئة من وحي لين أبو شعر

GMT 03:19 2021 السبت ,23 كانون الثاني / يناير

العلماء يحلون لغزا عمره 100 عام بشأن مرض "السرطان"

GMT 11:05 2021 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

يوفنتوس يتحدى نابولي على كأس السوبر الإيطالي

GMT 15:58 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

شوبير يكشف سر استبعاد الشناوي من مواجهة الاهلي وبطل النيجر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon