توقيت القاهرة المحلي 21:28:26 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حبس المدين..بعيدا عن الشعبويات

  مصر اليوم -

حبس المدينبعيدا عن الشعبويات

بقلم - وائل ملالحه

لا الدولة ترتاح لسماع منتقديها ولا المواطن يرتاح لسماع منتقديه، والحل ليس في المناصفة بينهما بل باتخاذ الموقف الصحيح بغض النظر عن حصة الدولة أو المواطن فيه في اللحظة القائمة.

حبس المدين سياسة غير متبعة في معظم دول العالم، لكنها اتبعت في الاردن وقَبِلها كل الأطراف وتعاملوا على أساسها ونشأت حقوق والتزامات بموجبها، ولما ظهر لها أعراض جانبية خطيرة كأي سياسة أخرى لا يتم تنقيحها وتعديلها بمرور الزمن، ارتفع الصوت بضرورة “حرقها”! هكذا ببساطة لتُدفع الأمور باتجاه تبني سياسات أخرى “لاطفاء الحريق” الحالي، لنقوم ب “حرقها” مستقبلا، وهكذا دواليك.

وما يزيد الطين بلة هو استثمار الموضوع من قبل نواب وسياسيين في خطاب شعبوي غير مسؤول غرضه تحقيق مصالح شخصية أكثر من أي شيء آخر.

الدولة أخطأت عندما شرعنت أساليب عمل غير صحيحة ماليا، وبالتالي اقتصاديا، مثل اعتماد الشيك كأداة ضمان وليس أداة وفاء بالمخالفة الصريحة لبديهيات مالية معروفة، وعندما تدخلت ك “ضامن” غير مباشر في المعاملات التجارية.

وأخطأ التجار ومزاولي الأعمال عندما أغفلوا التحقق من كفاية الملاءة المالية لزبائنهم – كممارسة معتادة وأصيلة – قبل تسليمهم السلع أو الخدمات التي يقدمونها، واكتفوا بالاعتماد على سيف الحبس إذا ما تخلف الزبائن عن الدفع، وذلك ليس من أصول المعاملات التجارية أبدا.

وأخطأ الزبائن عندما أقدموا على تحمل التزامات لا تتوافق مع تدفقاتهم المالية المتوقعة، وبالتالي تعرضهم للوقوع في حالة التخلف عن الدفع، وما قد يترتب عليها.

ببساطة، لو لم يكن قانون حبس المدين نافذا لربما لم يبيع التاجر سلعته، ولربما لجأ إلى أدوات أخرى لتنفيذ البيع. ولو أحجم المشتري عن الشراء بسبب نفاذ هذا القانون، لربما تصرف ضمن امكاناته وقتها ولم يشتر أو اشترى بوسائل أخرى.

أي أنه من المهم الاعتراف بقيمة القوانين السائدة أثناء تنفيذ المعاملات بين الناس، وعدم الاستخفاف بها كلما ظهرت مشكلة، بغض النظر عن تقييمنا لتلك القوانين التي حازت قوة النفاذ. وفي كل الحالات لا وجود قانون حبس المدين أو غيابه، كان سيوقف حركة البيع والشراء، أي الاقتصاد عموما، فتلك عجلة تدور مهما تغيرت مساراتها.

أما وقد تم الامر، يبقى الدائنون مواطنين، والمدينون مواطنين، كلاهما له حقوق وعليه التزامات، وأي معالجة ينبغي لها أن تحترم ذلك. إلغاء حبس المدين بأثر رجعي هو معالجة جائرة يسعى إليها البعض، وأيضا الهروب من المشكلة وعمل لا شيء هو معالجة جائرة يروج لها البعض الآخر.

أخيرا، المشكلة لا تُحل باتخاذ إجراءات أحادية النظرة والهدف، تركز على ما مضى، بل بجملة سياسات وإجراءات تفتح – أولا- الطريق لمعاملات اقتصادية جديدة، وتجد – ثانيا – حلولا لأوضاع صعبة وشاذة يعاني منها المدينين والدائنين. وللحديث بقية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حبس المدينبعيدا عن الشعبويات حبس المدينبعيدا عن الشعبويات



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

نادين نسيب نجيم تتألق بإطلالات لافتة في عام 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 17:18 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يوضح موقفه من المناورات الصينية حول تايوان
  مصر اليوم - ترامب يوضح موقفه من المناورات الصينية حول تايوان

GMT 09:39 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

ابتكار طريقة لعلاج أنواع نادرة من السرطان
  مصر اليوم - ابتكار طريقة لعلاج أنواع نادرة من السرطان

GMT 11:24 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

الأرض تستعد لأطول كسوف شمسي خلال القرن في أغسطس 2027
  مصر اليوم - الأرض تستعد لأطول كسوف شمسي خلال القرن في أغسطس 2027

GMT 09:41 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج العقرب الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 08:55 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج الأسد الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 08:41 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج الحمل الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 09:56 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج الحوت الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 03:47 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

المقاولون العرب يفوز على المقاصة بهدفين نظيفين

GMT 02:11 2016 الثلاثاء ,09 آب / أغسطس

باسم مرسي يتسبب في اصابة سعد سمير

GMT 12:49 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

اجتماع امني بين مصر واسرائيل حول معبر رفح ومحور فيلادلفيا

GMT 08:22 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

وصفات طبيعية للعناية بالشعر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt